دمشق تطالب تركيا بالانسحاب من عفرين

طالبت دمشق، أمس الأول، تركيا بالانسحاب الفورى من مدينة عفرين السورية، منددة ب«احتلال» أنقرة للمدينة، بعد أن تَوّعُد الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، مجدداً بأن توسع قواته عملياتها حتى حدود العراق، فيما أعربت كل من واشنطن وباريس عن قلقهما إزاء الأوضاع فى عفرين.
وأعلن «أردوغان»، أمس الأول، اعتزامه توسيع عملياته فى سوريا لتشمل مدنًا أخرى فى شمال سوريا، معتبراً أن قواته تجاوزت أهم مرحلة بالسيطرة على عفرين، وقال «سنستمر فى هذه العملية إلى حين القضاء بشكل كامل على هذا الممر الذى يشمل منبج وعين العرب (كوبانى) وتل أبيض وراس العين والقامشلى» فيما أعلنت الخارجية السورية فى رسالة وجهتها لمجلس الأمن، إدانتها للاحتلال التركى وما يقترفه من جرائم مطالبة بانسحاب القوات الغازية فوراً من الأراضى السورية.
ودعت الجالية الكردية فى ألمانيا، أوروبا إلى الوساطة بين أطراف النزاع فى عفرين، وقال شاهيت باسار، السكرتير العام للجالية الكردية فى ألمانيا، أمس، إن أوروبا يمكنها كوسيط أن تقلل من تلك المعارك بسرعة كبيرة أو تضع لها نهاية، عن طريق توجيه إشارات إلى أنقرة والمطالبة بتأسيس نظام إدارة ذاتية ديمقراطية فى شمال سوريا من جديد، فيما اتهم خالد عيسى، ممثل الاتحاد الديمقراطى الكردى فى فرنسا، المجتمع الدولى بلعب دور «المتفرج» على جرائم الحرب التى ترتكبها القوات التركية خلال العملية العسكرية التى تشنها أنقرة ضد الأكراد فى شمال سوريا، واتهم القوى الأجنبية بالتخلى عن الأكراد فى القتال ضد تنظيم «داعش»، وقال إن «هناك مسؤولية أخلاقية تقع على المجتمع الدولى فى مواجهة اعتداء غير مبرر وغير قانونى» فى إشارة للعملية العسكرية التركية على عفرين، وتابع عيسى أن «ما يحدث فى عفرين تطهير عرقى والقوى الكبرى تتفرج».
وأعربت الولايات المتحدة، أمس الأول، عن «قلقها البالغ» حيال تداعيات العملية العسكرية فى عفرين، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، هيذر ناورت، «نحن قلقون حيال معلومات عن عمليات نهب داخل مدينة عفرين، فيما انتقدت تركيا، تصريحات الخارجية الأمريكية متهمة واشنطن بعدم إدراك أسباب عملية «غصن الزيتون» وأهدافها، وأعرب الرئيس الفرنسى، إيمانويل ماكرون، مساء أمس الأول، عن «قلقه الشديد» إزاء الوضع فى منطقة عفرين والغوطة الشرقية، وناشد الممثل المقيم لأنشطة الأمم المتحدة فى سوريا، على الزعترى، بضرورة إيصال المساعدة العاجلة للمعالجة الفورية للوضع الكارثى لعشرات الآلاف من سكان الغوطة الشرقية وعفرين.
فى الوقت نفسه، أعلنت تركيا، فى وقت متأخر من مساء أمس الأول، أنها ستحقق فى تقارير عن عمليات النهب التى قامت بها فصائل موالية لها فى عفرين بعد السيطرة على المدينة، وقال إبراهيم كالين، المتحدث باسم الرئاسة التركية إن أنقرة تأخذ هذه التقارير بجدية وتحقق فيها وستتخذ الإجراءات الضرورية.
وأعلن وزير الدفاع الروسى، سيرجى شويجو، أمس، أن أكثر من 65 % من الأراضى فى الغوطة الشرقية بسوريا «تم تحريرها من الإرهابيين»، وقال إنه تم إحباط 3 محاولات استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل المسلحين فى سوريا خلال الأسبوع الماضى، مشيراً إلى أن حوالى 80 ألف شخص خرجوا خلال ال 5 الأيام الأخيرة من الغوطة الشرقية، وأن أكثر من مليون و300 ألف لاجئ عادوا إلى الأراضى المحررة من الإرهابيين منذ بداية العملية العسكرية الروسية فى سوريا.
وأفادت تقارير أن نحو ألفين و700 نازح من عفرين يمثلون 200 عائلة، وصلوا، أمس، إلى مدينة منبج شمال غرب سوريا، إثر دخول القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها المدينة واستيلائهم التام عليها، حيث ذكرت شبكة «روسيا اليوم» الإخبارية أن الإدارة المدنية فى منبج نسقت مع المعنيين فى مناطق عفرين واتخذت كافة الإجراءات اللازمة لاستقبال المدنيين، فيما أعلنت وحدات حماية المرأة الكردية، أمس الأول، مصرع المقاتلة البريطانية، آنا كامبل، فى قصف تركى على جبهات مدينة عفرين، حيث كانت تشارك فى المعارك ضد الهجوم التركى على المنطقة وقالت المتحدثة باسم الوحدات نسرين عبدالله إن المقاتلة البريطانية قتلت فى 15 مارس.
فى الوقت نفسه، قُتل 36 عنصراً، على الأقل، من قوات النظام السورى والمسلحين الموالين لها، وأصيب العشرات وفقد آخرون، خلال اشتباكات عنيفة مساء أمس الأول، فى حى القدم جنوب دمشق، إثر هجوم لتنظيم «داعش» الإرهابى، مكنه من السيطرة على الحى.