تسبب النزاع السورى الذى ينهى عامه السابع فى مقتل أكثر من نصف مليون شخص، بينهم أكثر من مائة ألف مدني، ومن بين القتلى المدنيين 19٫811 طفلاً وأكثر من 12500 امرأة. وفق حصيلة أوردها المرصد السورى لحقوق الانسان أمس. يأتى ذلك فى الوقت الذى تقدم فيه الجيش السورى فى الغوطة واطبق حصاره على دوما وحرستا، وأعلن أنه عثر على ورشة أسلحة كيماوية لمقاتلى المعارضة فى المدينة. وفى هذه الأثناء، قالت جماعة جيش الإسلام المسلحة فى الغوطة الشرقية إنها توصلت لاتفاق مع روسيا من خلال الأممالمتحدة على إجلاء الجرحى، وذلك عقب إعلان المركز الروسى للمصالحة فى سوريا التابع لوزارة الدفاع الروسية، أن مسلحى الغوطة الشرقية بدأوا مواجهة مفتوحة بينهم بعد مطالب بانفصال «فيلق الرحمن» عن «جبهة النصرة» الإرهابية بهدف مناقشة إخراجهم من المنطقة. وقال الناطق باسم المركز الروسى للمصالحة اللواء فلاديمير زولوتوخين للصحفيين: بعدما طالب مركز المصالحة فى سوريا انفصال «فيلق الرحمن» عن «جبهة النصرة» الإرهابية بهدف مناقشة إخراجهم من المنطقة، بدأت مواجهة بين المجموعتين. وتشهد شوارع الغوطة معارك مفتوحة بين عناصر التشكيلات المسلحة الخارجة عن القانون، والمدنيين المضطرين للبحث عن مخابئ. من جانبه، قال المجلس المحلى بمدينة دوما السورية الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة إن المدينة تواجه وضعا كارثيا مع تحولها لملاذ لآلاف الفارين أمام تقدم القوات الحكومية فى الغوطة الشرقية. وأضاف المجلس الذى تديره المعارضة أن آلاف الأسر تمكث الآن فى العراء بالشوارع والحدائق العامة بعد امتلاء الأقبية والملاجئ بالفعل بما يفوق طاقتها. وقال المجلس فى بيان «بعد أكثر من عشرين يوما على الحملة الهمجية والإبادة الجماعية فى الغوطة الشرقية، مما أدى إلى تردى الوضع الإنسانى والغذائى إلى مستوى كارثي، إننا فى المجلس المحلى لمدينة دوما نوجه نداء استغاثة للمنظمات الإنسانية والإغاثية الدولية عامة لرفع المعاناة عن الأهالى فى مدينة دوما». وأضاف أن الضربات الجوية المكثفة أدت لتوقف دفن القتلى فى مقبرة المدينة. وفى غضون ذلك، حذرت منظمة الأممالمتحدة للطفولة «يونيسف» أمس من أن أطفال سوريا هم حاليا عرضة للخطر أكثر من أى وقت مضي. وأوردت المنظمة فى بيان «استمر النزاع فى سوريا بلا هوادة خلال عام 2017، مما أسفر عن مقتل عدد من الأطفال هو الأعلى على الإطلاق - وبنسبة تزيد على 50٪ عن عام 2016»، أما عام 2018 فقد بدأ بداية سيئة أيضا بالنسبة للأطفال. ووثق المرصد السورى لحقوق الإنسان مقتل أكثر من مائتى طفل فى الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق وحدها منذ بدء حملة عسكرية لقوات النظام على المنطقة فى 18 فبراير الماضي. وبحسب المنظمة، «يواجه الأطفال ذوو الإعاقات خطر الإقصاء والنسيان بغياب نهاية قريبة للحرب فى سوريا». وفى تطور آخر، نزح مدنيون من مدينة عفرين السورية بحثا عن ملاذ آمن مع تواصل حملة عسكرية تركية ضد مسلحين أكراد فى شمال غرب سوريا. وأظهر فيديو حصلت عليه «رويترز» سكانا يحملون أمتعتهم على متن شاحنات وجرارات، وقالوا إنهم يتوجهون إلى بلدة الزارة وجبل الأحلام.