بعد أن أنهى صلاة الفجر ظل ينظر لوالدته أثناء أدائها نفس الفريضة وعيناه تلاحقها فى ركوعها وسجودها لاتزوغان عنها حتى أنهت صلاتها وقالت له « عاوز منى إيه». ويرد أحمد : «عاوز يا أقتلك يا تقتليني» .. وهنا ترد الأم «ومش هتبطل جنان» وهنا يخرج الابن عن شعوره ويثور ويجهز على والدته ويقرر خنقها ولكن أعصابه المرتعشة لم تعطه القدرة على إنهاء حياتها فيقرر الاستعانة بسكين المطبخ ليضرب الأم فى صدرها ويرديها قتيلة.. وهنا يستيقظ شقيقاه وشقيقته الصغرى «15 عاما» بعدها يفر الإبن هاربا من المنزل. يسرع الابناء بطلب سيارة الاسعاف للأم ولكنها تلقى حتفها بعد دقائق داخل الاسعاف وتحضر الشرطة هذا طبقا لما جاء فى أقوال الشقيقين والاخت فى محاضر التحقيقات. ولكن المفاجأة كانت فى عثور رجال المباحث على مذكرات الابن القاتل وكان قد كتب فيه «سأقتل أمى ..سأقتل أخي». وأشياء أخرى كثيرة كتبها الإبن فى مذكراته عن معاناته مع والدته وشقيقه الذى يكبره بعد رحيل والده قبل عامين وأنه لم يجد من يفهمه بعد رحيل الأب... لدرجة انهم اتهموه بالجنون، لانه كثيرا ما كان يغلق غرفته على نفسه ويسمعونه وهو يحدث نفسه وكأنه فى حوار مع أبيه الراحل. وتبدأ رحلة البحث عن الابن القاتل من خلال فريق البحث الذى امر به اللواء جمال عبد البارى مساعد وزير الداخلية لقطاع الامن العام وخلال 24 ساعة يتم القبض عليه فى مدينة طنطا حيث مقر سكن خطيبته وحبيبته التى فسخت خطبتها معه قبل شهور من واقعة قتله لأمه ويعترف الابن بارتكابه جريمة قتل الأم. وهناك فى منطقة كامب شيزار حيث مقر سكن العائلة ذهبت «الأهرام» تحاول فك طلاسم هذا اللغز، فكثير من أصدقاء الابن المتهم أحمد أكدوا أنه لم يكن مدمنا وأنه كان شخصا طبيعيا ومحبا لأصدقائه، وقال حمزة تأزمت حالة الابن بشدة بعد وفاة الأب لدرجة أنه كان يجلس فى حجرة الأب بعد وفاته بالساعات يتحدث معه ويحكى له همومه ومشاكله مع أسرته وكانت الأم عندما تسمعه توبخه وتتهمه بالجنون وأن عليه التوجه للطبيب النفسى ولكن الأبن كان يقول لها أنا مش مجنون أنا بفضفض معاه وأنا عارف أنه ميت ومش هيسمعني. ويروى شقيقه الأكبر «خالد م» أن أحمد ظل خلال الثلاثة أيام التى سبقت وقوع الحادث ممتنعا عن الطعام ولا يقبل الحديث من أفراد أسرته.وأصبح سريع الانفعال وهدد الأم أكثر من مرة عندما كانت تتهمه بالجنون حتى جاء يوم الواقعة وقرر الابن قتل أمه.