يحدث المرض النفسجسماني أو السيكوسوماتيك نتيجة حالة عاطفية أو مزاجية سيئة مثل الغضب أو القلق أو الكبت أو الشعور بالذنب وهذه العوامل الانفعالية والنفسية تؤدي إلى حدوث خلل في التكوين التشريحي للعضو المصاب. والعقل الباطن كما يؤكد علم النفس هو مخزن للأفكار والمشاعر والأحاسيس، فإن أصابك التوتر أو القلق أو الخوف ينعكس ذلك خارجيا عليك ، فتشعر بالألم في جسدك ، أسنانك ، معدتك وقد يرتفع السكر أو الضغط وقد تظهر بعض الأمراض الجلدية كالإكزيما أو البهاق أو غيره، فكثيراً من هذه الأمراض عرفت بالسيكوسوماتيك أو الأمراض النفسجسمانية، ف (السيكو) تعني نفسي و(سوماتيك) تعني جسدي. الأفكار والمشاعر والأحاسيس تعيد تشكيل الخلايا وتغير العمليات الحيوية بداخلنا، فتمرض خلايا وتشفى أخرى وعندما تقوم بتغذية العقل الباطن أو العقل اللاواعي بالأفكار الإيجابية ، يؤثر ذلك بشكل فعّال على جسدك. فإذا حدثت نفسك (عن طريق عقلك الواعي) بأفكار القلق أو الخوف أو عدم الأمان أو الفشل أو الكآبة والعديد من الأفكار السلبية ، يستجيب عقلك الباطن اللاواعي ويظهر عليك التعب والإجهاد أو المرض الشديد. وكلما كنت مؤمناً بالصورة الذهنية الإيجابية في العقل الباطن ، كلما زادت نسبة تحققها في الواقع والعكس صحيح. أشعر دائما بالرضا عن نعم الله عليك بالحياة ويقول الله تعالى “لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ” ، فالرضا يولد شعور بالراحة النفسية مما يحافظ على قوة جهازك المناعي ونشاط العمليات الحيوية بداخله ، فتعمل في أبهى صورها. لا تخفض من طاقتك الايجابية بأن تستسلم لأفكار الانهزام والسلبية أو استدعاء الذكريات المؤلمة ، كن دائما مستعدا لخوض تجربة جديدة وانت مفعم بالأمل لتحقيق النجاح ولا تعبأ بالظروف القاسية من حولك . لا تشغل بالك بالأشخاص السالبة للسعادة من حولك ، اجعل دائما طاقتك الموجبة ومشاعرك الإيجابية أقوى من طاقة الأشخاص والظروف السالبة من حولك. لا تسمح لأحد بأن يعكر صفو مزاجك أو أن يحدث خللا بتوازنك النفسي وسلامك الداخلي. فوض أمرك دائما إلى الله في كل أمور حياتك وفي تعاملك مع الأشخاص من حولك ويقول الله تعالى : وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ. تعامل دائما بحلم وعفو وإحسان مع من حولك لتنعم بالراحة النفسية وتبتعد عن المشاكل ويقول الله تعالى : ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ ۚ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ. لا تنجذب لطاقة الآخرين السالبة وحافظ دائما على أخلاقك الطيبة التي لا مكان بها لحقد أو كراهية أونميمة أوهمز ولمز وذلك لتحافظ دائما على طاقة إيجابية مرتفعة تمنحك الراحة والسعادة النفسية الحقيقية...وتذكر دائما لكي لا تستدرج لطاقة الآخرين الخبيثة قول الله تعالى : وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ. وقوله تعالى : وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ . وفي النهاية ابتسم عزيزي دائما ، فالابتسامة ترفع من نسبة الآندروفين في الجسم ، مما يخفف من شعورك بالألم أو الاجهاد. [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي;