يكفى المصريين فخرا أنهم أجبروا العالم على انتظار بيان المتحدث الرسمى للقوات المسلحة, ويكفى رفاق الشهيد المنسى شرفا أنهم يطاردون كلاب النار حتى آخر شبر من الحدود. الأبطال على الجبهات يقاتلون بالرصاص والدم, وملايين الصابرين فى انتظار عودتهم ظافرين, آباء وأمهات وزوجات وأبناء وتمضى الحياة فى بر مصر الجديدة تحت شعار الصبر فى مقابل النصر. فى حرب أكتوبر 73 استمع المصريون لأول مرة لمصطلح معركة الأسلحة المشتركة - وكان الرئيس السادات يفخر به على اعتبار أن أبطال الجيش المصرى استوعبوا التكنولوجيا الحديثة وأنه بإمكانهم تنسيق القتال على الجبهات إلكترونيا. أما فى عملية سيناء 2018 وبعد أن أصبحت التكنولوجيا فى يد الجميع فقد فوجئ العالم بالرئيس عبد الفتاح السيسى يعلنها حربا شاملة على الإرهاب، ورغم أنه قال مسبقا إنه سيتم القضاء على الارهاب فى ثلاثة أشهر، إلا أنه ومع أول طلعة طيران بدا الأمر مدهشا، وكأنها مفاجأة للإرهابيين وللدول الراعية لهم بل وللمصريين أنفسهم, وما كان أمام الجميع إلا انتظار بيان المتحدث الرسمى للقوات المسلحة. لم يكن التركى طيب أردوغان يهذى عندما قال إن الارهابيين سينتقلون من سوريا والعراق إلى سيناء, ولم تأت تصريحات هشام جنينة والإخوانى عبد المنعم أبو الفتوح ولا جنون فضائيات تركيا وقطر من فراغ, ولكن صدمة ساعة الصفر أفقدتهم توازنهم, فسعوا إلى لفت انتباه الرأى العام المحلى والعالمى عن لحظة اليقين, الأبطال يزأرون على الجبهات ويدوسون بأقدامهم الشريفة قمم الجبال فى سيناء والمنطقة الغربية ويسطرون الملاحم فى البحاروالسماء, ومن خلفهم كل المصريين يرددون يا رب كرمك علينا. [email protected] لمزيد من مقالات ◀ إبراهيم سنجاب