الإرهابيون استغلوا طرق تهريب المخدرات والبشر والسلاح وأقاموا إماراتهم واقتربوا من الحدود الغربية لمصر, من موريتانيا والمغرب مرورا بمالى ثم النيجرونيجيريا وتشاد وليبيا. عشرات المنظمات المسلحة وليست بوكو حرام فقط باتوا يشكلون مناطق معزولة عن دولها ويتحكمون فى مصائر الملايين من البشر, يسلحونهم بأفكارهم الدموية، وبأحدث آلات القتل القادرة على تهديد الجيوش النظامية فى دول استنزف الغرب ثرواتها وترك شعوبها نهبا للفقر والمرض والجهل . النيجر تلك الدولة ذات الأغلبية المسلمة ورابع منتج لليورانيوم فى العالم يتراوح مركزها بين الأخيرأو قبل الأخير فى معدلات الفقر فى العالم, ومالى دولة الممالك التاريخية الحضارية ماأن تستيقظ من كابوس حتى تبيت على كارثة, أما نيجيريا وتشاد وليبيا فحدث ولا حرج عن نار الإرهاب التى لا يبدو أنها ستجد من يطفئها قريبا. القواعد العسكرية الأجنبية عادت بعد طردها فى الخمسينيات والستينيات, ليس لمواجهة الإرهاب ولكن لحماية مصالح الغرب, وأصبحت بوكو حرام وأنصار الدين والجهاد والتوحيد والقاعدة فى بلاد المغرب العربى وكأنها دول مستقلة تتحكم فى مدن وقرى وطرق وتجبى الإتاوات, ويبدو إن دول غرب ووسط إفريقيا أصبحت منسية إلا من حركات التبشير مقابل الحق فى الحياة. وبعدين لقد أصبح قوس الإرهاب الذى يمتد من السودان الى موريتانيا ومحوره مالى والنيجر وتشاد يشكل خطرا حقيقيا على مصر بعد انهيار ليبيا، واللافت للنظر هو ذلك التخاذل الدولى فى مواجهة هذه الجماعات خاصة من جانب واشنطن التى ترفض إقامة تحالف دولى ضد داعش فى ليبيا لاستغلال هذا التنظيم فيما يبدو للضغط على مصر فى ظل تحفظها على ممارسة مصر لحق الدفاع عن النفس, ومعارضة رفع الحظر عن تسليح الحكومة الليبية وكأنها تنتظر اللحظة التى يكون فيها الدواعش قادرين على الضغط على مصر لاستدراجها لساحة حرب على حدودها الغربية إلى أن تنتهى هى من ترتيب الأوضاع فى العراق وسوريا وباب المندب . [email protected] لمزيد من مقالات ابراهيم سنجاب