* الاتحاد الأوروبى يطالب أنقرة باحترام سيادة أعضائه .. وأثينا تتهمها بالاستفزاز فى تحد تاريخى للمجتمع الدولى بصفة عامة، وللدول المجاورة لتركيا بصفة خاصة، ولكل من الولاياتالمتحدة واليونان بحسب توصيف الإعلام الموالى لحكومة حزب «العدالة والتنمية» تحديدا، أعلن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أمس أن بلاده ستدافع عن »حقوقها فى قبرص وإيجه مثلما تفعل فى عفرين بالشمال السوري«. وقال أردوغان فى كلمته التى ألقاها أمس أمام كتلته البرلمانية فى العاصمة أنقرة: إن هناك مبادرات انتهازية تجرى الآن فى قبرص وقبالة سواحل بحر إيجه بحثا عن الغاز الطبيعي، واصفا هذه المحاولات بأنها «تجاوزت الحد». ومضى أردوغان يقول، فى إشارة مبطنة إلى الولاياتالمتحدة: إن هناك قوى تحاول تقسيم دول المنطقة فيما بينها، وهناك من يرى أن تركيا يجب أن تكون جزءا من هذا التقسيم، لكننا نجيب : ليست لدينا أرض نقدمها لكم. وتابع قائلا: ننصح الشركات الأجنبية التى تنقب قبالة سواحل قبرص بألا تكون أداة فى أعمال تتجاوز حدودها وقوتها من خلال ثقتها فى الجانب الرومي فى إشارة إلى الحكومة القبرصية المعترف بها دوليا. واختتم حديثه قائلا: نحذّر من يتجاوزون حدودهم فى بحر إيجه وقبرص ويقومون بحسابات خاطئة، مستغلين تركيزنا على التطورات عند حدودنا الجنوبية، مؤكدا أن حقوقنا فى عفرين هى نفسها فى بحر إيجه وقبرص. وأضاف لأعضاء حزب «العدالة والتنمية» الحاكم أن وحدات الأمن والسفن الحربية التركية تراقب التطورات فى المنطقة. وتعد هذه التصريحات أيضا تحديا صريحا للاتحاد الأوروبي، خاصة وأنها جاءت بعد يوم واحد من توجيه المفوضية الأوروبية دعوة إلى أنقرة بضرورة البعد عن التهديدات والامتناع عن أى تصرفات قد تضر بعلاقات حسن الجوار، وذلك بعد أن اتهمت قبرص - الدولة العضو بالاتحاد الأوروبى - الجيش التركى بعرقلة عمل سفينة تنقب عن الغاز تابعة لشركة «إيني» الإيطالية. وقالت متحدثة باسم المفوضية الأوروبية: يتعين على تركيا أن تلتزم تماما بعلاقات حسن الجوار وتتجنب أى مصدر للاحتكاك أو التهديد أو التصرف الموجه ضد دولة عضو فى الاتحاد الأوروبي. وأضافت: يؤكد الاتحاد الأوروبى كذلك على الحاجة لاحترام سيادة الدول الأعضاء على مياهها الإقليمية ومجالها الجوي. ومن جانبه، قال الرئيس القبرصى نيكوس أناستاسياديس أمس إنه لا داعى للقلق من التصرفات التركية، مشيرا للصحفيين فى نيقوسيا إلى أنه لا سبب للشعور بالقلق، لأنه يجرى التعامل مع هذا الوضع بأسلوب يهدف لتجنب أى أزمة محتملة قد توجد مشكلات للاقتصاد أو للدولة. وفى أثينا، اتهمت اليونان تركيا بانتهاك القانون الدولي، وقالت إن تصرفها المستفز لا يتسق مع سلوك دولة تسعى للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وقالت وزارة الخارجية فى أثينا فى بيان ندعو تركيا إلى النأى بنفسها عن أى تحركات أخرى غير مشروعة وإلى أن تفى بالتزاماتها بموجب القانون الدولي. وتعد قبرص واحدة من بين عدة دول منها إسرائيل ولبنان تسارع للاستفادة من مخزونات الغاز فى شرق البحر المتوسط، فى حين يدير القبارصة الأتراك دولة منشقة فى شمال قبرص لا تعترف بها دوليا سوى تركيا، ويزعمون أن الموارد المحيطة بالجزيرة ملك لهم أيضا.