هناك تاريخ طويل من الحروب والمعارك بين الأتراك ودول العالم فى أوروبا والشرق الأوسط .. وهناك قصص طويلة للاحتلال التركى لدول كثيرة فى أوروبا والدول العربية فقد احتلت تركيا اليونان مئات السنين ووصلت جيوشها يوما إلى مشارف فيينا على يد محمد الفاتح، واحتلت تركيا مصر أكثر من 400 عاما حين دخلها السلطان سليم الأول ولهذه الأسباب مازالت أوروبا رغم الجوار والتداخل الحضارى ترفض دخول تركيا الاتحاد الأوروبى رغم أنها عضو فى حلف الناتو ولها علاقات قوية مع أوروبا الغربية ولها أيضا ملايين المواطنين من رعاياها فى ألمانيا واليونان وقبرص، ولكن يبدو أن السلطان أردوغان تراوده أحلام الاحتلال مرة أخرى، ولأن أوروبا أغلقت الأبواب فى وجهه وترفض حتى الآن أن يكون عضوا فى الاتحاد الأوروبي اتجه تحت راية الإسلام إلى العالم العربى وهو يعيش أسوأ أيامه ولم يكن غريبا أن يدخل الجيش التركى الأراضي السورية وقبلها الأراضي العراقية، وما كان يجرؤ على ذلك من سنوات قليلة، ولكنه تشجع حين رأى روسيا وأمريكا وإيران ودول أوروبا والكل يرتع فى الأراضي العربية ..آخر ما أطلق السلطان أردوغان الحديث عن أطماع تركيا فى غاز شرق المتوسط، ولأن هناك خلافات قديمة بين قبرصوتركيا بدأ الحديث عن اتفاقية رسم الحدود بين مصر وقبرص.. كان رد الخارجية المصرية واضحا وصريحا أن الاتفاقية منذ سنوات دخلت الأممالمتحدة وهى بين دولتين وترتب حقوقا لجميع الأطراف.. يبدو أن السلطان أردوغان لم يجد استجابة من أوروبا ليكون شريكا معها فدارت فى رأسه أحلام الإمبراطورية العثمانية، ولا أدرى هل ذاكر التاريخ جيدا وهل مازال يذكر إبراهيم باشا المصرى كما كان الأتراك يطلقون عليه رغم انه لم يكن مصريا، وهو الابن الأكبر للباشا محمد على حاكم مصر الأشهر، هل التاريخ يعيد نفسه أم أن بعض الحكام يحاول أن يلعب أدوارا ليس هذا وقتها ولا زمانها .. لقد انتهت الدولة العثمانية الرجل المريض منذ عشرات السنين نهاية مؤسفة بعد أن شاخت وترهلت، ولكن يبدو أن السلطان أردوغان من هواة المتاحف . [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة