العثمانيون قادمون.. يا دهوتى! بقلم - عباس الطرابيلى منذ 26 دقيقة 42 ثانية فكرتنى صورة نشرتها «الوفد الأسبوعى» أمس لقبضاى تركى عثمانلى لأحد طاقم حراسة رئيس الوزراء التركى، رجب طيب أردوجان بالقبضاى التركى القديم الذى قرر أن يجلس أمام شوية قلل وأزيار ليروى عطش المارة، بعد أن أحيل إلى التقاعد.. كان إذا أمسك أحد المارة قلة ليشرب منها يصرخ فيه ويأمره بكل عنجهية: «فلد» أى ولد سيب قلة.. إمسك إبريق1!». فقد تعود هذا التركى العثمانى على إعطاء الأوامر.. وما على الرعية إلا الطاعة والولاء.. ولى رأيى فى الأتراك العثمانيين.. ذلك أننى مؤمن بأن هؤلاء هم الذين قضوا على استقلال الدولة المصرية الملوكية العظيمة التى كانت تحكم كل فلسطين والشام والجزيرة العربية واليمن.. هزموها بالخديعة، والخيانة وهى أمور برعوا فيها كثيراً ونفذوها فى كل أعمالهم.. ولولا الخيانة والخديعة ما هزموا قنصوة الغورى فى مرج دابق ولولا الخيانة والخديعة ماهزموا ابن أخيه طومان باى فى مصر. ولولا الخيانة والخديعة ما ظلوا يحكمون مصر أربعة قرون كاملة من عام 1517 إلى عام 1914 وطوال هذه القرون ظلوا كذلك يتآمرون.. بل قضوا بالخيانة والخديعة أيضاً على محاولة على بك الكبير لاستقلال مصر بعد أن طرد الوالى التركى العثمانى.. ولقد بدأ الأتراك العثمانيون حكمهم لمصر بعد احتلالهم لها بأن أمر الفاتح سليم الأول بجمع كل أرباب الحرف والصناعات وكل بارع فى صنعته وأمر بشحنهم إلى تركيا.. فتم تخريب مصر من رجالها وعمالها المهرة ليساهموا فى تطوير تركيا وتقدمها بينما خسرت مصر كل رجالها العظام فى كل الحرف.. فعاشت مصر فى ظلام دامس بعد أن استولت اسطانبول على كل خيرات مصر.. وعشنا نحن كل المصريين أسوأ عصر تحت هذا الحكم التركى العثمانى.. وحتى عندما خططت إنجلترا لاحتلال مصر لم تتحرك تركيا العثمانية لحظة للدفاع عن مصر رغم انها كانت ولاية عثمانية!! وتركتها تحت براثن الجند الإنجليز أكثر من 75 عاماً.. فهل هذه دولة نرحب بالتعاون معها.. ونحن فى هذه الظروف. وإذا كان محمد على باشا نفسه، العثمانى التركى، الذى جاء إلى مصر ضابطاً صغيراً فى قوة عسكرية عثمانية بحجة طرد قوات بونابرت من مصر عام 1799 فبقى فيها.. ولما تعارضت مصالحه مع مصالح دولة تركيا العثمانية حاربها.. وأعلن عليها الحرب لمدة تزيد على 8 سنوات.. وأخذ يطارد قواتها من مكان إلى مكان وينزل بهم وبها أشرس الهزائم فى كل الشام بل وعبر بقواته المصرية جبال طوروس وتقدم داخل الأرض التركية يكيل لها الضربات بهذا الجيش المصرى العظيم الذى يقوده البطل إبراهيم باشا، حتى صار على بعد مسافة يوم عن العاصمة اسطانبول ولولا تدخل قوات كل أوروبا التى تدخلت لحماية السلطان العثمانى لكانت جيوش مصر قد دخلت عاصمة هذا السلطان، خصوصاً بعد أن وصل الأسطول البحرى التركى العثمانى إلى الإسكندرية بقيادة القبودان أحمد باشا فوزى كان يضم «35» قطعة بحرية حربية عليها 21107 جنود وملاحين.. وسلم كل ذلك لمحمد على بالإسكندرية، وانضم هذا الأسطول للأسطول المصرى ليصبحا معاً أقوى دولة بحرية فى البحر المتوسط كله. هذا هو محمد على باشا نفسه: التركى العثمانى.. ولكنه حارب الدولة التركية العثمانية وكاد يهزمها فى عقر دارها لأنه وهو واحد منهم يعرف مدى الخسة والنذالة والخيانة التى تتمتع بها تركيا العثمانية.. فهل نجىء نحن الآن.. ونرحب بتركيا هذه، التى كانت وراء تأخر مصر لمدة أربعة قرون كاملة منذ دمرت اسطانبول الاستقلال المصرى. فهل نكون أكثر ترحيباً.. أم نضع تركيا فى مكانها الطبيعى لا أزيد ولا أقل. نقول ذلك ونحن نعلم أن هناك من يرفض كلامنا هذا الآن.. كما رفضه بعض المصريين منذ عشرات السنين.. عندما رأى بعضهم أن هذا الحكم العثمانى كان حكماً إسلامياً.. وأنهم لم يكونوا غزاة فاتحين ولو لم تحتل تركيا مصر فى يناير 1517 لكانت اليوم هىأكبر دولة إقليمية هى، أى مصر، وليس تركيا أيها السادة.. ولقد عانت مصر كثيراً من الاستعمار بكل أنواعه الفارسى واليونانى والرومانى والفرنسى والإنجليزى.. ولكن كان الاستعمار التركى هو الأبشع بدليل ابحثوا عن الفن والعمارة فى العصر المملوكى.. والصناعةوالتقدم وقارنوا كل ذلك بما كان موجوداً فى تركيا العثمانية أيامها.. ولو كانت تركيا تملك شيئاً من ذلك..لما فكر السلطان سليم الأول فى جمع كل الخبرات والخبراء الفنيين.. وشحنها وشحنهم إلى بلاده بل أنه خلع الكثير من القطع الفنية من كل البلاد المصرية وسرقها وشحنها أيضاً إلى بلاده.. ثم أن تركيا تبحث عن دور لها.. فقد طلقت الإسلام وجعلت قبلتها هى أوروبا.. ولما لم يتحقق حلمها الأوروبى ها هى تتجه وتدير وجهها إلى العرب، الذين لفظتهم منذ قرن كامل.. يوم طلقت الإسلام وألغت الخلافة الإسلامية.. ومنذ طلقت اللغة العربية وتركت الحروف العربية واتخذت من الحروف اللاتينية أساساً لكتابتها.. ثم ألا يكفى أن تركيا هذه لم يكن يرتفع فيها أذان للصلاة منذ حوالى قرن من الزمان منذ اعتقد مصطفى كمال «أتاتورك» أن الإسلام وأن الالتصاق بالعرب هما وراء تأخر تركيا.. وهل نقول كمان وكمان لنرد على الذين يرحبون بالغزو التركى العثمانى الجديد.. أم نقول لهم: اقرأوا التاريخ ان كنتم نسيتم أم انتم من الضالين؟!