خلال ساعات سيغلق باب الترشح للانتخابات الرئاسية، وحتى الآن لم يتقدم السيسى ببرنامجه الانتخابى الذى سيجذب الناخبين؟ والسؤال.. لماذا؟ هذا السؤال ربما يكون متداولا بين البعض على استحياء، ولكنى أذكرهم.. حينما سئل السيسى قبل ولايته الأولى عن البرنامج الانتخابى فقال: المصريون هم برنامجى، وما يعانونه سأعمل على حله. يومها، لو كان أعلن السيسى، أنه سيبنى عاصمة إدارية جديدة، وسيشق قناة سويس موازية، وسيخرج بالعشوائيات إلى الإسكان الاجتماعى، وسيزرع 1.5 مليون فدان فى الصحراء، وسيشق مئات الكيلو مترات من الطرق هنا وهناك، ويبنى العديد من الكبارى والجسور، فضلا عن القضاء على فيروس «سى»، وغير ذلك من الإنجازات التى تجسدت على أرض الواقع الآن. يومها، لو كتب ذلك فى كتيب مطبوع، ووعد بتنفيذه خلال 4 سنوات، لساورنا الشك جميعا، فى قدرته على إنجازه، وربما امتنع البعض عن التصويت لصالحه. ولكن بعد أن تجسدت أعماله حولنا فى كل مكان، رغم حرب الإرهاب التى تدور رحاها على أرض سيناء بشراسة، وبرغم ذلك طورنا قواتنا المسلحة تسليحا وأفرادا، حتى أصبحت عاشر الجيوش قوة على المستوى العالمى. فعل السيسى ذلك خلال ولايته الأولى دون برنامج أو وعود انتخابية، وهو مطالب اليوم خلال ولايته الثانية أن يكمل ما بدأه، حتى يبنى دولة مدنية حديثة تقف على قدمين، الأولى سيادة القانون، والثانية التوسع فى الديمقراطية وتعزيز قدرتنا العسكرية، حتى نقضى على الإرهاب، وتدخل مصر فى حزام العالم المتقدم. لذلك كله، ألا تستحق مصر أن نصوت للسيسى من أجلها، الذى نال شرعيته الشعبية قبل الدستورية فى ولايته الأولى، وقدم أفعالا وليس أقوالا قبل أن يبدأ ولايته الثانية.