دائما ما تأتى المقدمات الواضحة بنتائج صحيحة، ولأننا كعرب لا نقرأ المؤشرات جيدا، فغالبا ما تفاجئنا نتائجها، هذا ماحدث بالصوت والصورة مع قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أو «بلفور الجديد»، الذى وعد قبل دخوله البيت الأبيض، بأن القدس ستكون عاصمة لإسرائيل، وأنه سيضرب الاتفاق النووى مع إيران، وأنه سيجلب استثمارات العرب لانقاذ أمريكا من التفخم، وان هذه ليست وعودا انتخابية ولكنها سياسة امريكية واضحة. وفى الأربعاء «الأسود» بالاسبوع الماضي، اعترف بالقدسالمحتلة عاصمة لإسرائيل، منفذا لقرار الكونجرس الذى فشل فى تطبيقه رؤساء امريكا السابقون طيلة 22 عاما مضت! وهكذا تمكن بلفور الجديد من فرض قراره فى الوقت المناسب، وسط حالة من الارتباك لم يشهدها العرب من قبل، وعقب قمة خليجية اجتمعت لساعات وأنفضت دون أن تدري، وبعد تجميد قوة الدفاع العربى المشترك التى أعلن عنها ولم نسمع لها «حسا ولا خبرا». واستغل أيضا انفلات الأوضاع باليمن، وانفجار أزمة لبنان باستقالة رئيس وزرائه، وتراشق فتح وحماس قبل أن تكمل المصالحة، وانشغال مصر بحربها ضد الإرهاب، وفى ظل هذه الحالة المتوترة أعلن قراره ومضي! واليوم يجتمع وزراء الخارجية العرب، لبحث آثار القرار، وما ينبغى على الجامعة العربية اتخاذه من رد فعل ملموس، وللأسف فإن البيان المتوقع لن يخرج عن الشجب والإدانة وفى أحسن الأحوال استنكار ماحدث! أين العرب أيام الملك فيصل الذى استخدم سلاح البترول فى حرب أكتوبر .وأخيرا.. أين هو السلام الذى يسعى العرب لتحقيقه بين فلسطين وإسرائيل، ولا يزال مكتوبا على جدار الكنيست الإسرائيلى «وطنك يا اسرائيل من الفرات إلى النيل«! ولأننا لا نقرأ المقدمات جيدا، فعلينا ألا نندهش مهما كانت النتائج.. و«أمجاد يا عرب.. أمجاد» [email protected] لمزيد من مقالات عبدالعظيم الباسل