القوات السورية تكثف هجماتها علي حلب‏

والوطني الحر يهدد بتحويلها إلي مقبرة

كثف الجيش السوري هجماته لطرد مقاتلي المعارضة من حلب أمس‏,‏ لكن المعارضين المسلحين قالوا إنهم مازالوا صامدين في ثاني أكبر مدينة في البلاد وتعهدوا بتحويلها الي مقبرة للنظام. وواصل نشطاء معارضون نفي ما أعلنته الحكومة بشان استعادة قواتها للسيطرة علي حي صلاح الدين في جنوب غرب حلب والذي يمر عبره أهم طرق التعزيزات للقوات السورية من الجنوب.وغصت المستشفيات والعيادات المتنقلة في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في شرق المدينة بالمصابين نتيجة لأسبوع من القتال.
وأكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن قوات النظام قصفت فجر أمس عدة أحياء في حلب بطائرات الهليكوبتر, فيما قصف الجيش الحر بدبابات- قال إنه إستولي عليها من الجيش النظامي- مطار منج العسكري.
وفي سياق متصل, أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن اشتباكات عنيفة دارت الليلة قبل الماضية بين الجيشين الحر والنظامي وسط مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بدمشق, كما قال ناشطون إن حيي التضامن والقدم في دمشق تعرضا لقصف مدفعي بينما خرجت مظاهرات مسائية في مختلف أنحاء سوريا.
يأتي ذلك في وقت ناقش رجب طيب اردوغان رئيس الوزراء التركي والرئيس الأمريكي باراك أوباما كيفية العمل معا للاسراع بالانتقال السياسي في سوريا خلال مكالمة هاتفية الليلة قبل الماضية. وقال بيان صادر عن مكتب اردوغان' تناولت المحادثات تنسيق جهود الاسراع بعملية الانتقال السياسي في سوريا بما في ذلك ترك بشار الأسد السلطة وتنفيذ المطالب المشروعة للشعب السوري.'
وسيرأس أردوغان اجتماع مجلس الشوري العسكري في بلاده الذي سيعقد اليوم في مقر رئاسة الاركان ويستمر حتي الرابع من أغسطس المقبل.
وفي هذه الأثناء, قال وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا إنه يجب الابقاء علي القوات الحكومية في سوريا متماسكة عندما يطاح بالرئيس بشار الاسد من السلطة محذرا من تكرار اخطاء حرب العراق.واضاف بانيتا في مقابلة مع شبكة تلفزيون' سي.ان.ان' الأمريكية اثناء زيارة الي تونس مساء أمس الأول إن الحفاظ علي الاستقرار في سوريا سيكون مهما وفق أي خطة تتضمن رحيل الاسد عن السلطة.وقال' اعتقد ان من المهم عندما يرحل الاسد.. وهو سيرحل.. السعي الي صيانة الاستقرار في ذلك البلد.'و'افضل طريقة للحفاظ علي ذلك النوع من الاستقرار هو الحفاظ علي أكبر قدر ممكن من الجيش والشرطة متماسكا الي جانب قوات الامن مع الامل بان يستمر ذلك اثناء الانتقال الي حكومة ديمقراطية.'وكان قرار إدارة الرئيس الامريكي السابق جورج دبليو بوش حل قوات الامن العراقية والذي اتخذ بعد وقت قصير من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في2003 عاملا مهما في نشوب الحرب الاهلية الدموية التي اعقبت ذلك.وسئل بانيتا عما اذا كان ينبغي الحفاظ علي قوات الامن في سوريا بعد الأسد أو تسريحها مثلما حدث في العراق فأجاب قائلا' من المهم جدا ألا نكرر نفس الاخطاء التي اقترفناها في العراق.'
يأتي ذلك في وقت, طالبت سورية في رسالتين إلي مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بدعوة المجموعات المسلحة والدول الداعمة لها بالانسحاب من مدنها التي هاجمتها.
وفي باريس, حذرت صحيفة' لوفيجارو' الفرنسية من' أسلمة' الصراع في سورية.وقالت الصحيفة إنه كلما طال أمد الصراع في سوريا كلما انجذب إليه المزيد من' الجهاديين'.