فى محاولة للقضاء على ظاهرة »تقزم« الأطفال فى مصر، نجح فريق علمى بالمركز القومى للبحوث فى ابتكار منتج غذائى يمكنه أن يوفر نحو 30% من الاحتياجات الغذائية اليومية للأطفال، وإتاحة كل العناصر التى يحتاجها الطفل دون سن الخامسة بالإضافة إلى استخدام بكتيريا »البروبيوتيك« النافعة للإنسان لتحسين عمل الجهاز الهضمى للأطفال. وخلال الأسبوع القادم تبدأ حملة مشتركة للتوعية بمرض التقزم عند الأطفال بمحافظة القليوبية بالتعاون مع مؤسسة مصر الخير ومديرية الصحة بالقليوبية، حيث سيتم عقد ندوات تثقيفية للأمهات، كما سيتم توفير المنتج الجديد لمدة ثلاثة أشهر متتالية ل 100 طفل يعانون من التقزم، حيث سيتم أخذ قياسات الطول والوزن ومحيط الرأس ليعاد تقييم النتائج كل ثلاثة أشهر. وتقول د. نيرة شاكر أستاذ الألبان والأغذية بالمركز القومى للبحوث: «قمنا بتأجير إحدى صالات التصنيع لمدة عام وأنتجنا بالفعل نوعا من الكيك وآخر من البسكويت وفقا للمواصفات القياسية والاشتراطات التى وضعناها لمنتجنا الذى لا يحتوى على أى مواد حافظة، ولذلك لا تتعدى مدة صلاحيته شهرا واحدا فقط، وتم إرسال عينات من المنتجات لأحد المعامل المعتمدة ليؤكد توافر نسبة 30 % من العناصر الغذائية اليومية للطفل بالمنتج وستكون الخطوة التالية تسجيله كبراءة اختراع والبحث عن شريك تجارى لتنفيذه«. كانت منظمة اليونسيف قد أصدرت تقريرا يوضح أن نسبة »التقزم« بين الأطفال فى مصر تمثل 21% من إجمالى عدد الأطفال دون سن الخامسة. ووفقا للتقرير فإن سوء التغدية يمكن قياسه باستخدام مؤشرات مختلفة تشمل التقزم، والهزال، ونقص الوزن، وفقر الدم، وسجل »الهزال« فى نفس الفئة العمرية نسبة 8,4% بينما بلغت نسبة الأطفال الذين يعانون من نقص الوزن 5,5%. وقد لاحظ الفريق البحثى بقيادة د.نيرة شاكر أن الأرقام التى وردت بالتقرير تشير إلى تفاقم الظاهرة بمصر وبخاصة فى محافظة القليوبية التى سجلت النسبة الأعلى فى الإصابة بالتقزم الناتج عن سوء التغذية بمعدل يصل إلى 60% فى الأطفال دون سن الخامسة. وتشير د.نيرة إلى أن الأطفال يصابون فى هذه السن المبكرة بالكثير من المشاكل الصحية نتيجة سوء التغذية حيث تتراجع معدلات الرضاعة الطبيعية فى السنوات الأولى من عمر الطفل، يليها سنوات من تعاطى التغذية بشكل غير سليم وكثرة استهلاك الأطفال للمقرمشات والحلوى التى لا تحتوى على قيمة غذائية مناسبة لهذه السن. وكانت النتيجة ارتفاع نسبة الإصابة بالتقزم غير الوراثى الناتج عن سوء التغذية يستطيع أن يوفر نحو 30% من العناصر الغذائية التى يحتاجها الطفل خلال اليوم وذلك بالتعاون مع إحدى المؤسسات الخيرية ومحافظة القليوبية. واعتمد الابتكار الجديد على عدد من المواد الطبيعية التى توفر قيمة غذائية عالية وبعض المواد الخام التى ابتكرها المركز القومى للبحوث، بالإضافة إلى استخدام بكتيريا »البروبيوتيك« الصديقة للإنسان.