لا تهمل أغلب الأسر تغذية أطفالها، ولكن هناك في المقابل قصوراً في الثقافة الغذائية التي تجعلك تختار الغذاء المناسب لطفلك، فتكون النتيجة إصابة الأطفال ب»التقزم»، وكان التقزم وعدم تلاؤم الطول مع العمر، الذي يعد أحد أهم آثار سوء التغذية، موضوع عمل فريق بحثي بالمركز القومي للبحوث من أجل العمل علي حلها، عن طريق إعداد وجبة مخصصة لهذا الغرض. وتقول د.نايرة شاكر، الأستاذة بشعبة الصناعات الغذائية، أن هذه الوجبة تعتمد علي استخدام »البروبيوتيك» كمدعم غذائي في إنتاج تركيبة غذائية صحية في صورة قابلة للاستخدام المباشر لحماية الأطفال من الإصابة المتكررة بالإسهال التي تؤثر علي استفادتهم من الغذاء، وبما يعمل علي زيادة مناعتهم، والبروبيوتيك، هي بكتريا نافعة عند تزويدها للجسم بكميات كافية، فإنها تساعد في استيطان القناة الهضمية بالأنواع الصحيحة من الكائنات الدقيقة وتحدث أثرا صحيا مهما علي الجسم، ويمكن الحصول عليها عن طريق مكملات تباع في الصيدليات أو عن طريق الغذاء. وتضيف د.نايرة أن نتائج دراسات تدعيم الوجبات الغذائية بالبروبيوتيك، أظهرت تحسنا ملحوظا عند الأطفال في محافظة القليوبية، والتي تم اختيارها للتطبيق، حيث تشير دراسة أعدها المركز القومي للبحوث إلي أن حوالي 65٪ من أطفال المحافظة في عمر من 6 إلي 24 شهرا يعانون من التقزم.. ويسعي الفريق البحثي – حاليا – بعد النتائج الإيجابية التي أظهرها البروبيوتيك إتاحته داخل منتجات بسكويت وحلوي التي يقبل عليها الأطفال في السوبر ماركت ولكن بدون إضافة مواد حافظة أو صناعية، حتي نضمن حصول الطفل علي الحد الأدني من الكمية الغذائية التي يحتاجها جسمه. ويبقي تحويل تلك الأفكار البحثية إلي منتجات، وهو أمر ينبغي أخذه علي محمل الجد، لخطورة مشكلة التقزم الغذائي، والتي تنظر لها بعض الدول علي أنها أمن قومي، وأولي بمصر أن تنظر له بنفس الأهمية، لاسيما أن إحصائيات منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة (الفاو) تشير إلي أن 30 % من أطفال مصر يعانون من تلك المشكلة، وفق تصريحات بسكوالي ستيدتو المدير القطري لمنظمة الفاو قبل عامين.