لا أظن أنه يمكن أن تغيب عن فطنة أحد من رفقاء السلاح الذين تراودهم فكرة الترشح لانتخابات الرئاسة في مواجهة الرئيس السيسي أن ذلك يعكس خللا في الرؤية السياسية. لأن رفقاء السلاح يعبرون عن تيار واحد هو تيار الحفاظ علي الدولة الوطنية.. ولعل ذلك هو ما يجعلني أتشكك في صحة وجدية أى أنباء عن وجود نيات من داخل هذا التيار للترشح أمام الرئيس السيسي. وبصرف النظر عن أن هذا التيار ليس له كيان سياسي أو حزبي محدد فإن بواعث الالتزام داخله أقوي من أية لوائح انضباطية داخل أي حزب، ثم إن هذا التيار استطاع أن يثبت وجوده القوي علي مشهد الأحداث في الأيام الصعبة التي سبقت الخروج الكبير في 30 يونيو 2013، وعلي مدي السنوات الحاسمة التي أعقبت قرارات 3 يوليو 2013 حيث تعانقت كل الرايات الوطنية ابتهاجا بعثور الأمة علي الرجل الذي كانت تبحث عنه لإنقاذها من محنة الفوضي والخراب. إن هذا التيار العريض لرفقاء السلاح أثبت في تعامله مع الأحداث أنه مثل غالبية المصريين الذين لا ينظرون إلي السيسي كحاكم تقليدي وإنما باعتباره تجسيدا لروح الخلاص الكامنة في ضمير وطن تكالبت عليه المحن والآلام ورأوا في جسارته وقدرته علي ركوب أخطار المواجهة مع الجماعة وتنظيماتها الإرهابية بأنه إشارة اقتراب حقيقية من مبتغي زوال الكابوس وتحقيق الحلم باستعادة الاستقرار علي يد رجل حمل روحه علي يديه وليس له من حصن سوي حب الناس وعناية الله. ولم أشأ أن أسمي أحدا من رفقاء السلاح الذين لهم جميعا كل الاحترام وكل التقدير وجميعهم يعلم أننا جميعا في مركب واحد ولن نسمح له بأن ينحرف عن طريقه أو أن يغرق لا قدر الله ونقع مرة أخري في قبضة القراصنة من صناع الفوضي وتجار الدين! خير الكلام: الوهم نصف الداء والاطمئنان نصف الدواء والثقة بداية الشفاء!