2 - لابد لى أن أقول استكمالا لحديث الأمس أن هذه الثقافة الديمقراطية الغائبة هى أحد أسباب استمرار غياب القدرة على التفاعلات التى تشهدها مصر بدرجة غير مسبوقة - على مختلف الأصعدة - منذ اندلاع ثورة 30 يونيو 2013. والحقيقة أن الذين يدقون نواقيس الخطر - دون مبرر - باسم الخشية والقلق من وجود معارضة قوية فى المجلس النيابى المقبل ربما تصطدم مع الخطط الطموح للرئيس السيسى إنما يكشفون عن حاجتهم إلى جرعات متزايدة من ثقافة الديمقراطية التى ينبغى أن تشجع وأن تحض على ارتداء وسام جديد تضعه مصر على صدرها عندما تفرز ثورة 30 يونيو مجلسا نيابيا قويا يستند فيها رئيس الدولة إلى أغلبية مريحة إلى جانب معارضة قوية ومستنيرة. ومن يراجع كلمات وتصريحات الرئيس السيسى يكتشف دون عناء أن الرجل لديه رغبة صادقة وحقيقية فى بذل كل ما هو ممكن وبتعاون صادق مع جميع القوى والتيارات السياسية الشرعية والمعترف بها بعيدا عن شبهات العنف والتطرف والتمسح فى الدين لأن هدف الدولة المصرية بعد 30 يونيو هو ترسيخ الممارسة الديمقراطية ترسيخا محسوسا يسمح بحق المشاركة فى صنع القرار السياسى دون وصاية أو شبهة عمالة مع الخارج وتأكيد حق المجلس النيابى فى المراقبة الكاملة لأداء السلطة التنفيذية. وإلى أن تجرى الانتخابات وتعلن نتائجها فإن علينا جميعا أن نتجه بأبصارنا إلى الأمام وأن نتعاطى مع نتائج هذه الانتخابات بروح الرغبة فى بدء مرحلة جديدة لمصر الجديدة بعيدا عن أى رواسب تفرزها دائما المعارك الانتخابية بحلوها ومرها أو بالتزامها وتجاوزاتها لأن الانتخابات ليست هى بيت القصيد وليست هى الغاية وإنما مقصدنا وغايتنا هو مصر الجديدة تحت رايات الديمقراطية لنتمكن من صياغة الحلول العملية والجذرية لمشاكل الناس وهمومهم الحقيقية. خير الكلام : حجم النجاح لا يتحدد بما تراه فى نفسك وإنما فيما يراه الآخرون ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله