1 لا أظن أن بعض السلبيات التي تواكب المشهد الانتخابي منذ الإعلان عن بدء فتح باب الترشيح لانتخابات المجلس النيابي تساوي شيئا قدر هذا الغياب المفضوح لثقافة الديمقراطية بين شريحة واسعة ممن يندرجون تحت لوائح النخب السياسية والثقافية والفكرية لهذا الوطن. ولعل ذلك ما يدفعني إلي القول بأن استمرار غياب ثقافة الديمقراطية هو العنوان الأسوأ والأخطر خصوصا إذا كان هذا الغياب موجودا وظاهرا في أحاديث وتحليلات النخب التي يفترض أنها تتحمل مسئولية نشر ثقافة الديمقراطية في المجتمع. لعلي أكون أكثر صراحة وأكثر وضوحا وأقول إنه إذا كان مفهوما وطبيعيا أن نري من خلال هذا المشهد المرتبك بعض عناصر تواصل ولو من تحت ستار إبداء حذرها وتخوفها تجاه البرلمان القادم وما يمثله من تهديد لمصالحها وامتيازاتها فإن من غير المفهوم ومن غير الطبيعي أن تنزلق بعض النخب السياسية والفكرية في ذات الاتجاه من خلال طرح رؤي تقترب بشكل مباشر أو غير مباشر مع نزعات الحذر والتحفظ تجاه البرلمان المقبل سواء بالمبالغة في إظهار ولاء مصطنع أو بالتخوف المغالي فيه بدعوي الخشية من حدوث انفلات جذري في قواعد اللعبة السياسية يسمح بوجود مؤثر لتيارات بعينها تحت القبة وبما يجدد خطر إعادة تهديد الدولة المدنية والعبث بالهوية الوطنية. وأقول مناشدا قبل أن أكون معاتبا لمن يديرون ندوات الحوار علي شاشات الفضائيات أن المطلوب لمصر في هذه المرحلة ثقافة جديدة لا يمكن أن تتحقق بوسائل التلقين التقليدية عبر الميكرفونات والشاشات والمقالات بينما الساحة الحقيقية خالية ومفتوحة أمام قوي أخري قادرة علي النزول إلي الشارع والتعامل مع الجماهير وهي ملتحفة بلافتات وشعارات «جاذبة» بالتواضع الذي لا يخلو من اصطناع ولكنه يتسلل إلي العقول والقلوب التي تري في خطاب النخب نوعا من الاستعلاء! وغدا نواصل الحديث خير الكلام : الكريم يلين إذا استعطفته... واللئيم يتشدد إذا لاطفته ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله