ليس يكفي أن تكون الأغلبية في الشارع المصري منذ اندلاع ثورة 30 يونيو مؤيدة ومساندة وداعمة لترشيح المشير السيسي للانتخابات الرئاسية المقبلة. لأن الكرسي ليس هدف الناس ولا هو هدف السيسي وإنما الهدف والمتبقي هو استعادة مصر المخطوفة وإعادة تثبيت هويتها الوطنية والعربية والإنسانية لتكون رقما فاعلا في المعادلتين الإقليمية والدولية وبما يتفق مع حجم ووزن مصر ودورها ومكانتها تاريخيا وجغرافيا. إن الأغلبية العفوية تنشأ وتختفي وترتفع وتنخفض مثل أمواج البحر ومن ثم فإن المطلوب لتحقيق الأهداف والمقاصد المرتجاة من ترشيح المشير السيسي أن تكون له أغلبية منظمة في إطار البناء الديمقراطي من خلال إنشاء حزب أو تيار سياسي يجمع كل المؤمنين بالرجل والمتوافقين حول مجمل الأفكار التي صدرت عنه خلال الفترة الأخيرة. أتحدث عن حزب سياسي يرتكز برنامجه المتميز إلي الدروس المستفادة من المصاعب والتحديات التي واجهتها مصر في السنوات الثلاث العجاف الأخيرة والتي كانت بمثابة عملية فرز انتقائي للسياسات والأفكار وأيضا أسهمت في عملية فرز انتقائي لمعادن الرجال. أتحدث عن حزب يخاطب المرغوب والمأمول شعبيا علي كافة المستويات بنظرة مستقبلية تتجاوز حدود النظرة المحدودة لضرورات الأمر الواقع التي تؤدي إلي الإسراع باستخدام أقراص المسكنات وتجنب أو تأجيل إجراء الجراحات الحتمية لضمان الشفاء التام للأوجاع والأمراض الوطنية. إن مصر بحاجة إلي حاكم قوي يستند إلي حزب قوي يتشكل من ائتلاف وطني جامع يعبر عن روح 30 يونيو عندما احتشد الفقراء والبسطاء جنبا إلي جنب مع الوجهاء وجماعات الصفوة السياسية والاجتماعية لأن مفتاح النجاح يجيء من لم الشمل وليس من دعوات العزل والإقصاء فالوطن ملك للجميع طالما لا توجد مرجعية للحزب وأعضاءه سوي الهوية المصرية والانتماء الوطني والحس القومي والعدل الاجتماعي والكرامة الإنسانية.. ولأن 30 يونيو كان بمثابة عبور جديد لمصر من ظلام الفاشية إلي أنوار الحرية لماذا لا يكون الحزب الجديد باسم حزب «العبور الثاني» وكلا العبورين الأول في أكتوبر 1973 والثانى فى يونيو 2013 كانا عنوانا لتلاحم الشعب مع الجيش. خير الكلام: أعظم ما في الأزمات أنها تزيح الأقنعة عن وجوه كثيرة ! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله