رغم أننى من الذين يؤمنون عن قناعة بجدوى وأهمية النظر دائما إلى الأمام وعدم الالتفات إلى الخلف فإننى أستشعر اليوم أهمية الالتفات إلى الوراء لكى ندرك أهمية ما جرى فى 30 يونيو و3 يوليو 2013 عندما خرجت جماهير الشعب المصرى ورهانها منعقد على فارس وحيد اسمه عبد الفتاح السيسي. إن الالتفات إلى الوراء أمر غير محمود فى العادة إلا إذا كان بهدف استخلاص الدروس والعبر وما أكثرها خصوصا ما يتعلق بجرأة السيسى ورفاقه فى اتخاذ القرار والقبول بمواجهة عين العاصفة المجنونة المتمترسة تحت الرايات السوداء فى ميادين الاعتصام والتمرد وكيف لم يهدأ للسيسى ورفاقه بال حتى اندحرت العاصفة المجنونة وانقلب الزئير والتهديد والوعيد فى رابعة والنهضة إلى عويل وصراخ وبكاء ونحيب لتتحول محنة اختطاف الوطن إلى منحة تتجاوز كل لحظات الخطر والقلق وتنطلق بثبات نحو البناء والتنمية والاستقرار. والذى حققناه فى السنوات الأربع الماضية هو مجموعة من عناوين الشجاعة لشعب برهن بالدليل الحى على امتلاك شجاعة النفس بعد القرارات الاقتصادية القاسية التى لم يكن هناك مفر منها وأراد البعض أن يتخذ منها مدخلا لشن أعتى الحروب النفسية بشماعات النقص فى الدواء وارتفاع أسعار الغذاء، ولكن الشعب قال لهم هيهات هيهات بفضل الاستيعاب الذكى لدروس السنوات العجاف التى أفرزت عند الناس شجاعة المسئولية لتحمل المصاعب استنادا إلى شجاعة الإيمان بأن الغد سيكون أفضل بمشيئة الله. وظنى أن الحصاد الكبير لثورة 30 يونيو بات قريبا بعد أن تنتهى المعارك الصعبة بالانتصار المنشود على الإرهاب والتطرف وتدور عجلة الإنتاج بكل طاقاتها لتجعل من خيرات مصر ملكا لجميع أبنائها تحت مظلة فرصة متاحة ومتكافئة للجميع أظن أنها أفضل عنوان لمن يريد أن يكسب ثقة الناس فى الانتخابات الرئاسية المقبلة. خير الكلام: عندما يغيب الإنصاف تغيب العدالة !