هذه خواطر راودتنى فى أجواء الفرحة والابتهاج بحلول عيد الفطر المبارك ودفعتنى إلى إلقاء نظرة على أمتنا العربية والإسلامية التى قال عنها المولى عز وجل فى محكم كتابه «كنتم خير أمة أخرجت للناس». على امتداد الخريطة الجغرافية من الخليج العربى شرقا إلى المحيط الأطلسى غربا أكثر من 20 دولة تشكل قوام أمة واحدة تتعدد شعوبها لكنها بكل الحقائق والوثائق تنتمى جميعا إلى تاريخ واحد. ولا يختلف الاحتفال بعيد الفطر فى القاهرة عن الرباط أو فى الرياض عن دمشق فأوجه الشبه متعددة وإن اختلفت بعض التفاصيل لكن لسان الحال لكل شعوب الأمة لسان واحد ينتصر لتقارب وتشابك المصالح بقدر عمق تشابك الجذور للنضال المشترك على طول التاريخ. فى مصر كما فى غيرها من الدول العربية يجيء عيد الفطر المبارك يسود إحساس صادق بالحاجة إلى رياح التغيير وليس إلى عواصف التدمير التى دفعت فيها الأمة العربية ثمنا باهظا ومازالت هناك فواتير يتحتم سدادها ثمنا للحماقة والجهل والاندفاع الذى انزلقنا إليه تحت رايات الزيف والتضليل فى سنوات الفوضى العجاف الأخيرة التى تجعلنا اليوم أكثر حذرا وأشد انتباها لعدم تكرار الذهاب إلى أى طرق أو مسالك غير مأمونة العواقب. النظرة إلى وحدة الاحتفال بعيد الفطر المبارك بعين محايدة لابد أن تصل بنا إلى تجديد الثقة بأن هذه الأمة تمثل جسدا واحدا ومن ثم فإن أى ضرر يلحق بجزء من هذا الجسد لابد أن ينعكس بالسهر والحمى على سائر الجسد كله. إن هذه الوحدة الاحتفالية بعيد الفطر المبارك تذكرنى بوحدة المشاعر العربية إبان حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 التى لا ينكر أحد أنها كانت أعظم الحروب التى تجلت فيها شجاعة وجرأة الإنسان العربى وقدرته على قهر المستحيل! خير الكلام: ضحك المجد لنا لما رآنا.. بدم الأبطال مصبوغا لوانا ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله