1- دائما هناك سؤال يتجدد طرحه عند تشكيل أى حكومة جديدة ومضمون هذا السؤال: أيهما أفضل لشغل المنصب الوزاري... من يملك سيرة ذاتية مليئة بالشهادات والدرجات الأكاديمية الرفيعة فى مجال تخصصه... أم من يملك تاريخا فى العمل السياسى يمكن ترجمته فى خبرة متراكمة للقدرة الهائلة على التواصل الجماهيري؟ ورغم أنه لا توجد إجابة قاطعة يمكن أن تمثل قاعدة متفق عليها فإن الذى لا خلاف عليه أن منصب الوزير منصب سياسى فى المقام الأول وفى السياسة تبقى إلى الأبد صحة المقولة بأن «السياسة هى فن الممكن»... ومعناها بوضوح أن يدرك بحسه السياسى ما هو فى الإمكان فيسعى إلى تحقيقه وما هو غير ممكن فلا يتورط فى البدء فيه قبل أن تتهيأ الظروف التى تجعل منه أمرا ممكنا وقابلا للتحقيق. وأفضل رجال السياسة هو الوزير أو المسئول الذى يفحص الأمور المعروضة عليه بعناية بعد أن يستمع لرأى الخبراء والمتخصصين ثم يقول لنفسه: «إننى أستطيع أن أصل إلى هنا فقط... وليس أبعد من هذا قط». إن الوزير فى معظم دول العالم وبالذات فى الدول التى تمر بمرحلة نمو يماثل دوره دور الطبيب المعالج تماما... والطبيب البارع لا يعالج مريضه بعقار يسبب له مرضا دائما فى مكان آخر من جسده وكذلك الوزير الناجح لابد أن يعتبر الأمة التى يمثلها جسدا واحدا تعتمد أعضاؤه بعضها على بعض... ومن ينحازون إلى أفضلية الوزير السياسى يتذرعون بأنه يتميز عن الوزير الأكاديمى بقدرته على أن يرى الصورة بشكل أشمل من نطاق الحدود الضيقة لوزارته التى يشغلها فقط وبالتالى يتمكن من إجراء القياس الصحيح لدرجة حرارة الرأى العام بترمومتر سياسى يقدر على إجراء تقويم صحيح لقوة الرأى العام واتجاهاته تجاه أية قضية قبل حسمها! وبعيدا عن التصنيف السياسى والأكاديمى فإن الوزير الناجح هو الذى يفهم أن الوزارة ليست امتيازا وإنما هى أمانة ومسئولية من أجل توجيه دفة العمل الوطنى نحو الاتجاه الصحيح وإرشاد العاملين تحت قيادته إلى طريق الشرف والطهارة والعمل المخلص لوجه الله والوطن فقط! وغدا نواصل الحديث خير الكلام : أفضل الوزراء من يشجع الاجتهاد ويهتدى بالخبراء ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله