كانت الساعة تقترب من الثالثة عصراً، بينما كان الأستاذ ابراهيم نافع فى قاعة كبار الزوار فى طريقه إلى دولة عربية فى مهمة صحفية.. وفجأة دخلت قيادة من الطيران المدنى تعمل بشركة ميناء القاهرة الجوى وبعد ترحيبه ب نافع بكل أدب واحترام اشتكى له من بعض ما يكتبه صحفى كبير فى الأهرام تخصص فى اقتصاديات الطيران. وأخذ نافع ينصت باهتمام شديد لكلمات الرجل، وكان لواءً متقاعداً،منتظراً نهاية حديثه، وما أن انتهى من حواره، لم ينطق نافع بغير جملة واحدة «اللى بتتكلم عنه دا أستاذنا كلنا»! وصمت ابرهيم نافع بعدها وهو ينظر بثبات وقوة للمصدر الذى انتقد صحفياً يعمل معه،وحاول أن ينال منه، وهيبةً للحالة التى تحول إليها نافع،لم يجد سيادة اللواء سوى الانسحاب بهدوء! هذا ما فعله الأستاذ ابراهيم نافع أمامنا، أثناء توليه رئاسة تحرير ومجلس ادارة الأهرام، ليضرب لنا ونحن صغارا المثل كيف يحترمك رئيس التحريرأمام مصدرك.. وكيف يكون الإعتزاز بمهنتك، ولمن يعملون معك فيها وأنت مسئول. فى كل لقاءاتنا مع ابراهيم نافع تعلمنا ان الهيبة ليست بكثرة الضوضاء، وأن الحكمة لاتصدر عن ثرثار، وأن حُسن الأداء لايكون بالعصبية المفرطة. عرفنا أن القيادة نبراسها الهدوء، وأن العمق يكون فى الأفكارالتى تصنع التاريخ، وأن النجاح مقياسه النتائج وليس الضجيج. وليس أقرب من هذا مارأيناه بأعيننا ونحن صغارا فى معركة القانون 93 لسنة 1995، التى قادها وهو نقيب للصحفيين! شفاك الله وعفاك استاذ ابراهيم نافع فى أى مكان على وجه الأرض سواء قبلت بلادك بعودتك أم لم تقبل.. وسواء وقف الى جوارك من منحتهم الكثير، أم منعهم الجحود عن الحديث عنك!. لمزيد من مقالات حسين الزناتى