فى إطار حرصها بإصرار على صناعة نجوم وزعامات سياسية وفرضها على الرأى العام، على طريقة “النفخ فى القرب المقطوعة”، ظهر فجأة فى وسائل الإعلام الأجنبية أكثر من تقرير، فى غضون زمن قياسى لا يتعدى أسبوعا، ل”تلميع” مجموعة من هذه الشخصيات، استعدادا لعملية “الإحماء” لانتخابات الرئاسة المقبلة. فقد استغلت وكالة “رويترز” للأنباء، ووكالة “أسوشيتدبرس” للأنباء، وهيئة الإذاعة البريطانية “بى. بى. سى.”، وشبكة “سى. إن. إن.” الأمريكية، ملابسات عودة الفريق أحمد شفيق للقاهرة، فى توجه الانتقادات للقيادة المصرية، وسط استعراض الادعاءات المغرضة المثارة حول مواقفه من قضايا الحريات وحقوق الإنسان والحرب ضد الإرهاب. واهتمت وكالة “أسوشيتدبرس” تحديدا دون غيرها بإثارة الاهتمام بمواقف الدكتور محمد البرادعى، المدير العام الأسبق لوكالة الطاقة الذرية، عبر إبرازها تعقيباته على أسلوب التحرك العربى إزاء تطورات موضوع القدس، وذلك على الرغم من تراجع الإقبال الجماهيرى على متابعة تعقيباته وتغريداته منذ زمن. كما أجرت “بى. بى. سى.” حوارا مع الناشط حازم عبد العظيم أسهب خلاله فى عرض سلسلة “تكهنات” له حول مواقف “شفيق”، وأبعاد التصريحات الأخيرة له بعد عودته إلى مصر، ناسبا له مجموعة من المواقف التى تعكس عداء “شفيق” النظام الحالى، بحسب تعبيره. أما شبكة “سي. إن. إن.” فقد حملت “راية التلميع” من “بى. بى. سى.”، حيث أجرت مقابلة مع المحامى خالد على، واصل خلالها إساءاته للقيادة السياسية وأجهزة الدولة فى مصر، ارتباطا بتطلعاته فى ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية المقبلة، رغم استمرار عدم حسم الاتهامات الموجهة له أمام القضاء فى قضية “الفعل الفاضح”. وعلى الرغم من الاحتفاء والاهتمام البالغين اللذين تعاملت بهما وسائل الإعلام الأجنبية، خاصة “رويترز”، مع تطورات عودة الفريق شفيق للقاهرة، والأنباء عن تعرضه للحبس أو الاعتقال المنزلى أو تقييد حركته، وانتقاد من هاجم مواقفه، بدعوى أن هؤلاء مؤيدين للنظام الحالى، فإن وسائل الإعلام نفسها، وأولها “رويترز”، أقرت بعد ذلك بعدم صحة كل هذه المعلومات. وكان الشكل العام ل”بى. بى. سى.” سيئا للغاية عندما اضطرت لبث تقرير يوم 2 ديسمبر 2017 بعنوان “مقابلة مع رئيس الوزراء الأسبق شفيق ينفى خلالها تعرضه للاختطاف”، حول المقابلة التى أجراها “شفيق” مع قناة تليفزيونية مصرية نفى خلالها تعرضه للاختطاف!. أما حازم عبد العظيم، فقد أسهب فى حديثه ل”بى. بى. سى.” بتاريخ 7 ديسمبر 2017 عن أن الفريق شفيق غير راض عن نظام الحكم الحالى، واعترض على قضايا الحريات، وأبدى انزعاجه من موضوع “حبس الشباب”!. ولم يكتف “عبد العظيم” بهذا القدر، ولكنه تمادى فى ذلك، ما دامت ال”بى. بى. سى.” لم ولا تحاول التحقق من أى معلومة يقولها أى ضيف عندها، وقال إنه فعلا يوجد آلاف المحبوسين، وأكد أن هناك بالفعل اختفاء قسريا، وأن الأجهزة الأمنية تركت عملها الأساسى وتركز جهودها مع الإعلام المصرى فقط، وادعى أن هذه الأجهزة تعمل لمصلحة السيسى فقط!. ولكن “عبد العظيم”، فى المقابلة نفسها، تورط فى “ضرب” المرشح الرئاسى المحتمل خالد على الذى تروج له “بى. بى. سى.” منذ أسابيع عديدة، لأنه عندما سئل: “لماذا لا تدعم خالد على؟”، أجاب بوضوح: “فرصته ضعيفة فى الانتخابات وشعبيته قليلة!!”. والطريف أن خالد على قال فى حديثه مع “سى. إن. إن.” بتاريخ 3 ديسمبر 2017 إنه يشكو من الحملات الجارية لمصلحة ترشيح الرئيس السيسى لولاية ثانية، قائلا إنه يتعين على “النظام” أن يخجل من هذا الأمر، باعتبار أن هذا يعنى أن الدولة بدأت حملة الترويج لمرشحها من الآن، على الرغم من حقيقة أن الانتخابات لم تبدأ بعد، وأن السيسى نفسه لم يظهر على “سى. إن. إن.” أو “بى. بى. سى.” و”أخواتها” بالقدر والكيفية نفسها التى ظهر بها هو قبل الإعلان حتى عن الجدول الزمنى للانتخابات!