منذ أول أفلامه «الإمبراطور » و«الباشا» مع النجم أحمد زكى حفر المخرج طارق العريان اسمه وترك بصمته كمخرج متمكن من أدواته الإخراجية، وأدركنا أننا أمام موهبة تمتلك الكثير، وتحلم بتقديم أفلام قريبة من الأفلام الأمريكية وقد تحقق له ما أراد فى أفلامه المليئة بالإبهار والأكشن، اللذين يبحث جمهور السينما عنهما من خلال أفلامه مثل «تيتو» و«ولاد رزق» وأخيرا «الخلية» الفيلم الذى تجاوزت إيراداته 55 مليون جنيه، ليصبح الأعلى إيرادا فى تاريخ السينما المصرية، وهذا العام، خاصة انه يناقش قضية الإرهاب والتطرف الفكرى التى يعانيها مجتمعنا والعالم. مع أحمد عز من كواليس فيلم " الخلية "
فى هذا الحوار يتحدث طارق العريان عن «الخلية» وسر نجاحه؟ ويكشف عن مفاجأة التحضير للجزء الثانى من فيلم «ولاد رزق» بالنجوم أنفسهم، وعن مشروعه لتقديم فيلم عن القدس، مؤكدا أن هناك أزمة فى تقديم أفلام كبيرة بمصر دون نجوم. تجاوز فيلم «الخلية» حاجز ال55 مليون جنيه فهل كان متوقعا بالنسبة لك ام انه مفاجئ؟. منذ تحضيرى للفيلم وانا اعلم انه فيلم جماهيرى ولكن لا احد يستطيع ان يعلم مدى إقبال الجمهور عليه خاصة ان هناك ظروفا وعوامل قد تؤثر عليه منها ان يكون هناك مدارس او إجازة صيف او وضع وظروف البلد مثلا فتلك عوامل لا يستطيع احد التحكم بها ولا تستطيعين التنبؤ بالأرقام التى ستتحقق ولكننى فى نفس الوقت سعيد، جدا بالإقبال الجماهيرى وبخروج الجمهور سعيد وإعجابه بالفيلم ومضمونة فهذا ما يهمنى فى المقام الأول قبل الإيرادات. الفترة التى سبقت فيلمى ولاد رزق والخلية لم تكن نظرتك للايرادات بتلك الاهمية التى بها الان هل كونك المنتج والمخرج معا سببا لذلك وفق ما صرحت لى من قبل فى احد الحوارات؟ طيلة عمرى وانا افكر بالإيرادات واهتم بها ولكن ما حدث فى الفترة الاخيرة يجعلنا نخطيء احيانا فى تقدير الأمور بمعنى اننا لم نعد نعرف اذا كان الفيلم جماهيريا ام لا؟ ففيلم «الفيل الأزرق» على سبيل المثال من الأفلام جيدة الصنع وتوقعت ان يكون غير جماهيرى رغم جودته وحدث العكس. وفيلم «أسوار القمر» تخيلت ان يحقق اقبالا جماهيريا ولم يحدث خاصة ان هذا الفيلم من الافلام المعقدة وكانت هناك صعوبة كبيرة اثناء تصويره بالاضافة إلى ان الدعاية لم تكن جيدة له ايضا فنحن للاسف « نرتجل» الدعاية وتقدم بشكل عشوائى غير مدروس، وعلى النقيض الأمر فى امريكا مختلف فكل شيء بنظام ويتم بشكل جيد فالمهم قبل عرض الفيلم وتقديم الدعاية الخاصة به لابد من دراسة الجمهور الموجه له بل واختيار التوقيت المناسب للدعاية. افهم من كلامك انك فعلت ذلك قبل عرض فيلم «الخلية»؟ بالفعل منذ فيلم ولاد رزق حرصت على ان نقدم دعاية جيدة وتحديدا فيلم الخلية كانت هناك حملة منظمة جدا قبل العرض وهو ما اثر بالإيجاب على إيرادات الفيلم. هل يجوز ان يعوض اسم النجم غياب الدعاية الخاصة بالعمل؟ الامر لا علاقة له بالنجوم فالنجم يجذب فى بداية عرض الفيلم جماهيره فى اوائل ايام عرضه وان لم يكن جيد الصنع وفيه ابهار سينصرف الجمهور عنه وهناك امثلة لافلام عرضت فى موسم الصيف والعيد حققت فى البداية ايرادات ولكنها انخفضت بعد ذلك. والحقيقة إننا لدينا أزمة فى تقديم أفلام كبيرة دون نجوم فنحن نخشى من تجربة ذلك أن ننفق 30 مليون جنيه مثلا مع فنانين ليسوا نجوم صف اول خاصة أنه فى اثناء بيع والفيلم للخارج يشترط وجود اسم نجم كبير. وما اريد قوله اننا ينبغى ان نكسر تلك القاعدة حتى يظهر نجوم اخرون لديهم موهبة وكاريزما ولكنهم فى حاجة الى فرصة ففى الخارج تم كسر تلك القاعدة فى الخمسينات والستينات واصبحوا ينتجون افلاما ضخمة بدون نجوم مثل افلام جيمس بوند وباتمان والتى لا تعتمد على اسم النجم ولكن المهم اختيار فنان يناسب الدور. هل أهمية القضية من محاربة الإرهاب والتطرف التى يناقشها فيلم«الخلية» سببا وراء هذا الإقبال؟ عندما عرضت على فكرة الفيلم تحمست لها كثيرا لإننا نعانى منها جميعا ولكننى كنت أريد تقديمها فى اطار من الاكشن الكوميدى واعتقد ان توليفة الفيلم من أثارة واكشن والكوميديا وعلاقة الحب داخل أحداث الخلية هى ما جذبت الجمهور فوجود شخصيتين مختلفتين لضابطى الشرطة اللذين جسدهما أحمد عز ومحمد ممدوح مختلفين فى الفكر والطريقة وهو ما فجر بينهما كوميديا جميلة فكان الاكشن الممزوج بالكوميدى وهى نوعية جديدة من السينما التى كنت أتمنى تقديمها الأكشن الكوميدي. حرصت على تقديم الحياة الشخصية لضباط القوات الخاصة وعلاقتهم ببعض فى أثناء توجهم للقيام بأى مأمورية فهل كان ذلك مقصودا ؟ بالتأكيد فهذا خط درامى مهم بالفيلم ولقد أتيحت الفرصة لنا كفريق عمل ان نتقابل معهم ونعرفهم عن قرب فهؤلاء الأفراد يمتلكون حسا وطنيا كبيرا ولديهم ايمان وزهد تتعجبين منه فهم يعلمون جيدا بأنهم بين يدى الله فى أى عملية قد يذهبون اليها ورغم ذلك تجدين روحا من الفكاهة والدعابة بينهم، ولقد طلبت منهم ان يقولوا لنا عن الاشياء التى يتحدثون فيها قبل الذهاب الى أى عملية وقدمناها كما هى داخل الفيلم فهم لديهم قناعة كبيرة بأنه يقع على عاتقهم أمن وحماية الوطن فهم رجال بمعنى الكلمة وعلى خلق كبير فضباط القوات الخاصة والأمن المركزى شيء يبعث على الفخر والشرف لنا جميعا. استشهد احد الضباط المشاركين، معكم بالفيلم، وهو النقيب عمرو صلاح فى عمليه الواحات وقد رثيته متأثرا كثيرا لما حدث.. فما السبب؟ الشهيد عمرو صلاح لم يكن ضابطا عاديا يصور مشاهد معنا فقد كان دائم الوجود معنا لانه كان مسئولا عن معاينة السلاح والملابس والطلقات وكان دمث الخلق احبه الجميع وحزنا عليه بشكل كبير، رحمه الله. الفيلم تضمن العديد من مشاهد الأكشن والمطاردات فأى المشاهد أكثرها صعوبة بالنسبة لك؟ أى مشهد أكشن يظهر على الشاشة للجمهور فى 30 ثانية مثلا يتم تصويره فى 3 أيام وهو أمر مرهق جدا ولكن اعتقد ان مشهد الاقتحام الأول بالفيلم من أصعب المشاهد لانه تم تصويره فى المعسكر وكانت درجة الحرارة تحت الصفر وكان البرد شديدا، وكان لابد من التصوير ليلا فى الفجر فكان الأمر صعبا للغاية لنا جميعا والمشهد الأخير فى مترو الأنفاق وسط الزحام وتكدس الجمهور وتدافعهم للتصوير مع أحمد عز كان صعبا لأنه استغرق فترة طويلة. المشهد الأخير الخاص داخل مترو الأنفاق وفصله من جانب عز لعدم تفجيره بالناس تشابه مع مشهد النهاية بفيلم speedلكيانو ريفز فما تعليقك؟ لم اشاهده وأمر وارد ان تقدمى مشاهد تم تصويرها فى افلام امريكية لانهم ببساطة قدموا كل شيء ولكن المهم اذا قدمتها ان توظف بشكل احترافى جيد وتكنيك عال فيه قدر كبير من المنطق الذى يتم قبوله داخل أحداث الفيلم. من النجم الذى ترغب فى العمل معه؟ أتمنى العمل مع احمد مكى فهو فنان يمتلك موهبة كبيرة ولكن فى فيلم بعيد عن الكوميديا فأنا اعرفه منذ ان كان مخرجا داخل شركتى وقد شارك معى فى فيلم «تيتو». ما صحة إنك تجهز للجزء الثانى من فيلم «ولاد رزق» ؟. بالفعل يقوم صلاح الجهينى بكتابة الجزء الثانى بنفس ابطاله لان ولاد رزق من الأفلام القريبة الى قلبى والمحببة لى فانا أحب شخصيات الأشقاء داخل أحداث الفيلم وعلاقتهم ببعض وحالة الغموض والمفاجآت بالعمل. ماذا عن مشروعك مع عمرو دياب؟ من المقرر بدء التصوير خلال منتصف شهر فبراير او أوائل مارس إن شاء الله والفيلم إنسانى من الدرجة الأولي، ليس له علاقة بقصة حياة عمرو دياب الا ان الشخصية لمطرب مشهور فقط. ألم تفكر فى تقديم فيلم عن القدس وسط تلك الأحداث المأساوية الأخيرة؟ هذا أحد مشاريعى القادمة بالفعل ولكننى لا أحب الإفصاح عنها حتى لا تتم سرقة الفكرة خاصة إننى استغرق وقتا طويلا فى التحضير ولكننى لن اقدمه بلغة عربية وانما بالانجليزية لانه من المهم توصيل وجهة نظرنا للخارج ومانريد ان نعبر عنه فيما يخدم رؤيتنا بشكل سليم. 7 أفلام هى رصيدك السينمائى مع تأثير كبير لاسمك فى عالم الاخراج هل تراه عددا مناسبا؟ واذا عاد بك الزمن للوراء هل كنت تتمنى تقديم عدد اكبر من الافلام؟ لا يوجد مخرج لا يتمنى تقديم افلام كثيرة ولكن المهم ان تكون مهمة ولها تأثير ولكن منذ تقديمى لفيلمى الأول الإمبراطور مع احمد زكى قررت عدم العمل بشكل كبير حتى لا اكون مضطرا لتقديم افلام غير جيدة المستوى وهو ما لاحظته لدى بعض الاسماء المهمة التى اضطرت لتقديم أفلام من أجل المادة لانه لا يوجد مصدر دخل آخر فقررت ان يكون هناك «بيزنس» آخر إلى جانب السينما وأتعامل معها على أننى هاو، لذلك إذا لم احسبها بهذا الشكل لكنت شخصا آخر.