الحياة نسبية فى زمانها ومكانها وشخوصها بلا حقيقة مطلقة، إنها لعبة التاريخ بين ميادين السياسة وميادين الحروب، وقد رفعت راية القدس من قلب فلسطين وهى تحت الاحتلال الإسرائيلي، وفلسطين تحت نيران الانفصام بين فتح وحماس، ومن خلافة السنة إلى ولاية الفقيه الشيعية ثم أحضان الأخوان المسلمين بالنداء الخادع (على القدس رايحين بالملايين) سفهاء الحروب بنيرانها العابرة من طهران لليمن والعراق، وأنقاض سوريا إلى لبنان المغتصب، ثم القدس بمباركة الدوحة وأنقرة وطهران وتل أبيب.. حروب نالت العالم العربى والإسلامي، ومصر ترى فى قرار أمريكا بنقل سفارتها إلى القدس الآن مغامرة سياسية قام بها (ترامب) الشعبوي، أمراً سيطلق النهم الاستيطانى لإبتلاع القدسالشرقية وتفريغها من سكانها العرب (المسلمين والمسيحيين)، فهل هذا يعنى ضياعا للحق وتصفية القضية؟ وهل هناك مخطط مسماه (صفقة القرن)؟ وهل يملك صهر الرئيس الأمريكى مستشاره أو جماعة الضغط (اللوبى الصهيوني) المتحكم فى مفاصلها أن ينال من آمال الفلسطينيين تاريخا؟ أنها أرض الرسالات السماوية والوجود الإنسانى طالت من قبائل العبريين أنفسهم بالانقسام، وتاركين قيام دولة إسرائيلية يهودية (أمرا) تجاوز رفع العلم. المصريون وقيادتهم السياسية تعى التاريخ والتجربة والتمييز بين ما هو يرد بالقوة واختيار زمانها ومكانها وميادين حروبها مالكة لزمامها ورجالها وعتادها، وهى تعى أيضا أن السياسة بقوانينها ومواثيقها الدولية على الأرض لها رجالها وميادينها، وقد نالت مصر كل حقوقها وحررت كل حبة رمل من أرضها، وأنزل علم إسرائيل مجبرا ليرتفع علم مصر على كامل أرضها وآخر ميادينها (طابا).. انتصاراً سياسياً عاشته مصر وشعبها العظيم سلاماً وسلماً فى أحضان أمتها العربية.