فى مبادرة من الأممالمتحدة لوقف خطاب الكراهية ضد المهاجرين واللاجئين فى وسائل الإعلام، استضافت القاهرة أمس الأول المؤتمر الدولى الخامس بعنوان «لا لنشر الكراهية»، نظمته المنظمة الدولية بالتعاون مع البرنامج المصرى لتطوير الإعلام، خصوصا بعد أن شهد العالم أكبر موجة نزوج للاجئين فى 2015، وذلك منذ الحرب العالمية الثانية. وعلى الرغم من أزمة اللاجئين وتأثيرها على أوروبا هيمنت على النقاش العام فأنها لم تأخذ نفس الاهتمام فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا اللذين يحظيان بنصيب الأسد فى مواجهة الأزمة. وعلى هامش المؤتمر، أكدت نهال سعد، المتحدثة باسم برنامج تحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، فى تصريحات خاصة ل «الأهرام» أن «اختيار القاهرة لاستضافة المؤتمر الدولى الخامس ضد خطاب الكراهية فى الإعلام ضد المهاجرين واللاجئين جاء لأنه تم الاتفاق بعد المؤتمر الرابع الذى عقد فى بروكسل بالشراكة مع الاتحاد الأوروبى فى يناير الماضى أن يكون المؤتمر الدولى التالى فى بلد عربى بمنطقة الشرق الأوسط؛نظرا لأن هناك دولا عربية كثيرة تستضيف اللاجئين والمهاجرين، ولكن لايسلط عليها الضوء، وبالطبع كانت مصر من أهم الدول التى كنا نفكر فيها نظرا لوجود امكانات كثيرة فى مصر سوف تساعدنا على تنظيم هذا المؤتمر بسهولة وسلاسة. مصر تحتضن حوالى خمسة ملايين مهاجر، وكما قلت فإن الدول العربية لا تحظى بنفس الاهتمام ولا يسلط الإعلام الضوء على مشكلة اللاجئين فيها كما يفعل فى الدول الأوروبية، ولذلك قلنا إن مصر لديها تجربة ناجحة بالنسبة لاستضافة اللاجئين والمهاجرين وخاصة فى الفترة الأخيرة بعد استضافة عدد كبير من اللاجئين السوريين. كما أن مصر تعتبر مقرا لعدد من المنظمات الدولية المشاركة فى هذا المؤتمر مثل العمل الدولية والهجرة الدولية والمكتب الإقليمى لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائى ومكتب الإعلام التابع للأمم المتحدة». وعن أسباب التركيز على الخطاب الإعلامى فقط فى مواجهة الظاهرة بعيدا عن الخطابات السياسية خصوصا الخطابات المعادية للمهاجرين من قبل اليمين المتطرف على سبيل المثال، قالت المسئولة الدولية إن الإعلام مهم فى مكافحة خطاب الكراهية؛لأنه حتى عندما يستخدم اليمين المتطرف هذا الخطاب المتطرف، فإنه يتم توصيله عبر وسائل الإعلام، ولذلك كان من الطبيعى أن نتعامل مع الإعلام حيث إنه من أهم الوسائل التى تغير الصورة سواء بشكل إيجابى أو سلبى، ولا يمكن لأحد إنكار التأثير القوى لوسائل الإعلام خصوصا عندما نتحدث ليس فقط عن التقليدية منها وإنما وسائل التواصل الاجتماعى أيضا، فهى سريعة الانتشار، ويقوم باستخدام هذه الوسائل الجديدة الشباب وبعض الصحفيين غير المتمرسين الذين لم يدرسوا الصحافة ولا الإعلام، ويدخلون أحيانا تحت بند صحافة المواطن، والتى لها أبعادها الإيجابية والسلبية. ومن هنا رأينا أن الإعلام يقوم بدور رئيسى فى توصيل صورة نمطية إلى المجتمعات التى تحتضن المهاجرين واللاجئين. ومن هنا فإن وسائل الإعلام أحد العوامل المهمة التى تؤدى إلى التغيير ونجاح عملية إدماج المهاجرين واللاجئين فى المجمتعات التى يلجأون إليها». وأشارت نهال سعد إلى أن هناك تناميا فى موجة التطرف والإرهاب بشكل عام فى السنوات الخمس الأخيرة ليس فى المنطقة العربية بل فى دول العالم، وأصبحت تحدث كل يوم و كل مكان، وتنامى تأثير وقوة اليمين المتطرف فى أوروبا حتى قبل أن يأتى إلى السلطة فى بعض الدول، خصوصا أن موقفه عدائى ضد من حصلوا على الجنسية ولديهم صورة نمطية عن المهاجرين، منها أنهم يخترقون القانون ويرتكبون الجرائم ويوجهون أسهم الاتهام إلى المهاجرين. كما أن أوروبا تعانى أكثر من أى وقت مضى من النزوح حيث شهدت أضخم عملية نزوح منذ الحرب العالمية الثانية. وبدأت تظهر مشكلة الهجرة بعد موجات النزوح للمهاجرين السوريين إلى أوروبا. وحول دور الأممالمتحدة فى تسليط الضوء على الأزمة ومحاولات حلها، قالت إن مشكلة الهجرة أو أزمة اللاجئين لم تكن من الموضوعات التى تهتم بها الأممالمتحدة، وبالتالى لم يهتم بها المجتمع الدولي، ولم تكن على الأجندة بشكل كبير، ولكن منذ سنتين قررت الأممالمتحدة أن تكون أزمة اللاجئين أحد الأولويات، وتم وضع هذه الأزمة على أجندة التنمية المستدامة لسنة 2030. وأضافت إنه أحد أبرز أولويات خطة التنمية المستدامة (ألا يترك أحد)، واللاجئون من بين من يجب أن تشملهم فوائد التنمية المستدامة، ومنذ 2015، تم اعتماد هذه الخطة وضع هذا الهدف، وفى 2016، نظمت الأممالمتحدة مؤتمرا رفيع المستوى ضم رؤساء الدول حول الهجرة، والآن يتم التشاور بين الدول الأعضاء على خطة يكون هدفها كيف يتم إدماج اللاجئين فى المجتمعات التى يلجأون إليها وكيف يحمون كرامة وأمن هؤلاء المهاجرين وكيف يكون التساوى فى الحقوق والواجبات». ومن جانبها، رحبت راضية عاشوري،مدير المكتب الإعلامى للأمم المتحدةبالقاهرة، خلال كلمتها أمام المؤتمر باختيار مصر لعقد المؤتمر الدولى لوقف خطاب الكراهية ضد اللاجئين، وأكدت أنه يجب محاربة السرديات التى ترفض الآخر وتعمق الكراهية ضد النازحين. واستعانت بمقولة مالكوم إكس أيقونة الدفاع عن حقوق الإنسان، والذى قال إن «وسائل الإعلام أقوى كيان على وجه الأرض، وأن لديها القدرة على جعل المذنب برىء والبرىء مذنب»، مشيرة إلى أنه «إذا تعملنا شىء من التاريخ، فهو أن نتوقع أن نكون نحن فى يوم من الأيام من نسميه الآخر». وقالت إن هناك 200 شخص يتم ترحيلهم يوميا بالقوة.