لا شيء غريبا فى عالم كرة القدم الأوروبية، هو سوق سلعتها الرئيسية اللاعبون، ومن يملك المال والسمعة يمكنه أن يشترى السلعة. سُئل يورجن كلوب، المدير الفنى لفريق ليفربول، عن هذه السوق فى موسم الانتقالات المقبل، فأجاب قائلا «بمجرد إغلاق السوق، نصبح كلنا مهنيين محترفين». إجابة المدرب الألمانى كانت ضمن ردود على تساؤلات عن تكهنات بشأن ما تردد عن اتصالات خفية بين محمد صلاح، نجم الشياطين الحمر الذى يواصل الصعود بثبات فى عالم الكرة الانجليزية، وبين أندية أوروبية مثل برشلونة وريال مدريد. تقول التقارير إن برشلونة «يتابع باهتمام صلاح وزميله النجم البرازيلى فيليب كوتينيو»، ربما للاتصال بهما أو بالنادى فى أقرب فرصة محاولا شراءهما. قلق خفي كعادة زملائه فى الدورى الإنجليزى «البريميير ليج»، لم يردد كلوب الأسماء المتداولة، سواء أسماء المشترين أواللاعبين المستهدفين. غير أن قلقه الخفى من احتمال أن يفقد بعض نجومه، عبر عن نفسه فى قوله «لست قلقا. الفرصة الوحيدة للنجاح هى أن يكون لدينا لاعبون جيدون. ووظيفتى هى التأكد من أنهم (اللاعبين) يريدون البقاء فى ليفربول وألا يرحلوا إلى أى مكان آخر». فهناك إجماع، بين المحللين والكتاب الرياضيين، الآن على أن صلاح لم يعد هو اللاعب «المكمل» الذى اشتراه ليفربول كى يعزز الثلاثى ساديومانى وفيليب كوتينو وروبيرتو فيرمينو. فقد تجاوز «مو»، كما يناديه زملاؤه، كل هؤلاء خاصة بعد أن أصبح، حتى الآن، هداف الدورى الانجليزى برصيد 13 هدفا ( فى 16 مباراة)، بفارق هدفين عن ملاحقه هارى كين، نجم توتنهام الفائز بالحذاء الذهبي. وعلى مستوى الفريق، يتفوق «مو» على الجميع. ويليه فيرمينو برصيد 5 أهداف فى 14 مباراة. ولا يتفوق فيرمينو على صلاح إلا في إيجاد فرص التهديف، إذ يبلغ رصيد النجم البرازيلى 25 مقابل 23 لصلاح. كما سجل صلاح أيضا 5 أهداف (وهيأ 8 فرص للتهديف) لليفربول فى 6 مباريات فى بطولة دورى أبطال أوروبا «تشامبيونز ليج». وبذلك يكون صلاح قد سجل 17 هدفا خلال 21 مباراة فى البطولتين. رقم قياسي وفى الفريق أيضا، وضع «مو» قدمه على أول الطريق ليكون أحد أساطير الشياطين الحمر. فهو، حتى الآن، أفضل لاعب جديد بالفريق من حيث الأداء والتهديف بعد أول 15 مباراة. فقد سجل 13 هدفا، مقابل 8 لروبى فولر (موسم 1993/1994)، و 7 أهداف لدانيل ستوردرج (موسم 2012/2013) و 6 أهداف لمانى (موسم 2016/2017) و 6 أهداف لفريناندوتوريس (موسم 2007/2008). وبهذا الإنجاز، يقترب «مو»، الذى انضم إلى ليفربول الصيف الماضى فى صفقة غير مسبوقة فى تاريخ الفريق بلغت قيمتها36.9 مليون جنيه استرليني، من الرقم القياسى المماثل فى تاريخ الدورى الانجليزي. ويحمل هذا الرقم لو فيردناند، الذى سجل 14 هدفا فى المباريات ال 12 الأولى له فى فريق نيوكاسل بموسم 1995/1996. وتشير توقعات المحللين ومشجعى ليفربول، إلى أن صلاح يقترب بثبات لأن يكون بالفعل أسطورة فى تاريخ الشياطين الحمر. ورغم أن هذا قد يحقق حلم النجم الصغير المتلألئ، الذى اضطر لأن يغادر «تشيلسى» والدورى الإنجليزى إلى الدورى الإيطالى من قبل، فإن سجله حتى الآن يشجعه على تطوير الحلم.لم تكد تمر مباراة ، يشارك فيها صلاح، إلا ويتحدث المحللون عن تطور جديد فى أدائه، ما يؤهله لأن يحلم بأن يكون أسطورة فى تاريخ الكرة الإنجليزية... هذا ما يتوقعه جيمى كاريجر، أسطورة ليفربول. فعندما وقع صلاح على عقد الانضمام إلى ليفربول، وصف كاراجر الصفقة بأنها «توقيع الموسم». وبعد مرور نحو 4 أشهر، قال كاراجر إن «صلاح يمكن أن يكون أحد أعظم الأجنحة المسجلة للأهداف فى تاريخ الدورى الإنجليزى الممتاز»، بل ربما يكون أعظمها على الإطلاق. إخصائى تغيير مجرى المباريات ويؤيد أسطورة أخرى لليفربول هو ستيفن جيرارد تقييم كاراجر لصلاح. ويصف «مو» بأنه «أفضل لاعب فى ليفربول هذا الموسم حتى الآن».فمتابعة جيرارد لأداء اللاعب الشاب منذ قدومه من إيطاليا تؤكد له أنه «المحفز لكل أداء جيد من ليفربول». ويتحدث جيرارد عما يعجبه فى صلاح قائلا: هو لاعب مباشر، شجاع للغاية، سريع للغاية، يتحرك بقوة فى منطقة الجناح، يعرف مكان المرمى وعينه عليه دائما ، وينهى بأشكال مختلفة مشواره إلى المرمي، وأهدافه لها تنويعات مختلفة. ومع كل هذا الاهتمام، تتردد من حين لآخر أخبار، غير مؤكدة المصادر، عن اهتمام أندية أوروبية كبيرة ربما تسعى لضم صلاح فى أقرب وقت ممكن. وبقدر ما يلفت هذا انتباه ليفربول ومشجعيه، فإنه يضع «مو» فى ورطة. فصفقة انتقال الفرعون الصغير الصيف الماضى رافقها لغط واسع وكادت تفشل بسبب القدرات المالية المحدودة لليفربول، ما يعنى أن النادى لن يستطيع مجاراة أندية أوروبا الغنية فى السباق المالى لشراء لاعبين من أمثال صلاح من أندية الدورى الإنجليزي، الذى يوصف بأنه أقوى دوريات العالم.