انتظرت قرابة الاسبوعين على عودة الفريق أحمد شفيق من منفاه الاختيارى بقراره وإرادته إلى وطنه الأم مصر من أجل توجيه هذه الرسالة إليه عبر مقالى هذا، حيث بداية على أن أعترف بأن الرجل قامة وطنية لاشك فى ذلك ،ابن من أبناء العسكرية المصرية الأكفاء له من الصفات والخصال الإيجابية، يتمتع بلاشك بشخصية كاريزمية وقيادية وإدارية ناجحة فى مجمل المهام والمناصب التى تولاها قبل معركته الانتخابية مع المعزول محمد مرسى وأحقيته فى حكم مصر فى ذلك الوقت. وبالتالى لا فصال عن أن للرجل مقومات إيجابية كانت تزكى اسمه وكيانه فى الماضى، وتاريخا يجب أن يحافظ عليه ويصونه بكفاءة وخطوات مدروسة بعيداً عن عدم إدراك الآن لمتغيرات واقع الحال والحاضر بصعوباته وآفاق المستقبل وطموحاته التى تحتاج إلى إكمال الطريق والإنجاز بخطى فولاذية لرجل يتمتع بمقومات مميزة واستثنائية الآن مثل الرئيس السيسى، ضحى وخاطر بحياته وخطط وامتلك رؤية وعزيمة لا تلين وقوة لا تنضب من أجل تحقيق حلم أكثر من 95 مليون مصرى فى الداخل منذ عام 2014 وحتى الآن بعد معركة مع المجهول لم يكن يعلم مخاطرها وويلاتها إلا الله سبحانه وتعالى. وبالمناسبة أنا كنت ومازالت ضد بعض الكتابات والتعليقات والسهام التى وجهت إلى شخص الفريق شفيق وما لحق به من أذى وتجاوز فى أثناء أزمته الأخيرة وقراره العودة إلى مصر وفى أثناء خطوته بأنه يقرر الترشح للرئاسيات القادمة وحسنا فعلت الدولة المصرية ومسئولوها الذين تعاملوا بطريقة حضارية فيها كثير من الرقى والتحضر لنظام حالى، أفتخر بأننى من المؤيدين والداعمين له فى كل حراك داخلى ومحفل إقليمى ودولى، وقطعوا الطريق على زمرة المروجين للفتن والفوضى الجوالة ونشر الشائعات المسمومة وترديد الخرافات العابرة لصنع ساحة معارك سياسية وهمية فى مصر لم ولن يكون لها محل من الاعراب السياسى، حيث جوهر الاستقبال والرعاية والاحتضان وغمر شفيق بالطمأنينة والأمن والأمان وتقدير شخصه وتاريخه كابن من أبناء مصر والقوات المسلحة كان أروع وأنبل خطوة لدولة وقيادة حالية تحفظ عهدها بشعبها وتبجل وتجل أبناءها بعيداً عن أى سابقات انتخابية أو منافسة فى المعارك السياسية. واليوم وبعد أن أمضى الفريق شفيق أكثر من اسبوعين فى مصر بعد عودته الأخيرة وغياب استمر أكثر من خمس سنوات كان طبيعياً أن يكون غير ملم بتفاصيل المشهد الداخلى بكل دقائقه ومتغيراته وأحداثه الجسام، سواء الإيجابية عبر النجاحات التى تحققت على أرض هذا الوطن طيلة السنوات الثلاث ونصف السنة الماضية وحتى السلبية منها مثل الأثمان والفواتير التى دفعت وسددت لدحر الإرهاب واستعادة مناخات الأمن والاستقرار حاليا وحتى بعد سماعه شهادات ورؤى أصدقائه والمقربين فى حزبه وتياره السياسى، وحتى أيضا بعد جولاته التى لاشك قام بها فى بعض أحياء ومناطق القاهرة طيلة الأيام الماضية واستطاع بخبرة ورؤية عميقة لاشك كان ومازال يمتلكها وبلورها بعد ما سمعه وقيل له وشاهده هو بنفسه واستشعره على أرض الواقع بشكل مباشر الآن. فلذا أجد لزاما عليه أن يختار القرار الصائب لنفسه الآن حفاظا على تاريخه وشخصه وهو الاعتذار بكياسة سياسية وحنكة ودينامية شعبية تحفظ له صورته وشخصه عما كان قد قرره بخوض انتخابات الرئاسيات فى مصر ويختار التوقيت المناسب والطريقة الفضلى لإعلان هذا القرار لجملة أسباب موضوعية أطرحها هنا من واقع خبرتى الصحفية والسياسية، أولها أن مناخات عام 2012 والجو العام والواقع السياسى يومئذ يختلف كليا عن واقع عام 2018 فما كان فى ذلك العام 2012 لن يكون ما بعده الآن وما تحقق الآن وفره شعبية كاسحة لا بأس بها للرئيس السيسى، حيث هناك تمسك جماهيرى بالرجل لإكمال مسيرة النجاح الاقتصادى والتنموى والسياسى والأمنى التى تحققت قرابة السنوات الأربع الماضية فى مصر وبالتالى عند الذهاب إلى صناديق الاقتراع ستظل كفة السيسى الراجحة. ناهيك عن أن فريقا واسعا من المصريين يرون أن خريطة طريق النجاح والبناء الكامل مازالت تحتاج إلى أربع سنوات أخرى للرئيس السيسى لاستكمال خطواته الجبارة فى مشاريع الاقتصاد والاستثمار والتشييد والبناء والعمران وإقامة المدن والطرق الجديدة والحياة العصرية وتوفير كامل الأمن والأمان والاستقرار السياسى باعتبار أنه بالفعل نجح فى فتح النوافذ وإعادة إطلاق طاقات الأمل لدى المصريين الآن حتى منهم المحبطين والمنكفئين. حيث إنك تعلم سيادة الفريق أن حكم مصر عام 2018 وما بعدها وما هو قادم من أحداث فى المنطقة خاصة بعد قرار الرئيس الأمريكى ترامب بجعل القدس عاصمة للكيان الإسرائيلى ليست مهمة سهلة بل تحتاج إلى رجل مثل السيسى ارتبط بحب ومصداقية بشعبه وبالتالى أتقن وخبر ثوابت مجتمعه وهواجس دولته ومتطلباتها، رجل يجيد الاستماع إلى نبض الناس ومشاعرهم العميقة، رجل يجيد أيضا التحدث إلى ضمائر مواطنيه وانشغالهم بمستقبل وطنهم وأولادهم وأحفادهم، رجل يمتلك القدرة على المصارحة والإقناع واستقطاب الطاقات، رجل يؤتمن على الثوابت ويؤتمن على التغيير رجل يمتلك بشجاعة اتخاذ القرار فى الأوقات الصعبة وترجمته. كما لا ننسى أن السيسى امتلك قرار العقل الحى على حماية مصر وأمنها القومى فى زمن الخيام التى تؤوى شعوبها الخيام فى العراق وخيام فى سوريا وخيم فى اليمن وخيام كثيرة باتت مخيمات اللجوء الفلسطينى أمامها امتيازاً ورفاهية للأسف. وبالتالى لا مبالغة فى القول إن ماتحقق وجرى فى مصر طيلة سنوات حكم السيسى غير مسبوق على الأرض المصرية ولا تنس سيادة الفريق شفيق أن الذين فشلوا فى تركيع مصر يخرجون أمامنا كل يوم بمكائد مختلفة. ولكل ذلك أدعوك أن تفكر جليا فى قرار الاعتذار عن الرئاسيات ولا تجعل السياسة اللعينة والمنافسة الخبيثة والباحثين عن دور ومكاسب وتجار المواجع يؤثرون فى قرارك فاترك وابعد عن ساحة الوغى السياسى وكما كنت كن حكيما وحذراً. لمزيد من مقالات ◀ أشرف العشرى