مع تكرار حوادث احتراق اللنشات السياحية ومراكب النزهة والصيد فى البحر الاحمر، وآخر هذه الحوادث احتراق لنش خلال رسوه على شاطئ إحدى القرى بالغردقة ، فجر الأحد الماضى ولم تمر 24 ساعة حتى فوجئنا بتعطل لنش آخر فى عرض البحر ، كان على متنه 11 شخصا، «الاهرام « ترصد حقيقة الأزمة خاصة أن أعداد اللنشات السياحية يزيد على خمسة ألاف عائمة ، تعمل على امتداد 1080كم ، هى طوال شواطئ المحافظة، ويتركز معظمها مابين الغردقة وسفاجا والقصير ومرسى علم ، وخاصة أن أكثر من 85 % من السائحين الوافدين للمنطقة يمارسون الأنشطة البحرية المختلفة ، ترى ماهى أسباب تلك الحوادث التى تضر بسمعة السياحة وما هى طرق الحد منها ؟ يؤكد العقيد أسامة العزب وكيل إدارة الحماية المدنية بالمحافظة ، أن وراء حوادث الاحتراق المتكررة للنشات السياحية وغيرها عدة أسباب منها، عدم التزام أصحابها والقائمين عليها بتنفيذ اشتراطات وإجراءات الوقاية من الحرائق، وذلك لعدم تزويدها بمعدات الإنذار المبكر للحرائق ، وقيام أصحاب المراكب بدهانها بمواد كيماوية سريعة الاشتعال، وعدم تأمين خزانات الوقود مما يتسبب فى تبخر هذه السوائل ، خاصة فى ظروف اختلاف درجات الحرارة، وعدم تدريب البحارة على كيفية التعامل مع الحريق وعدم إسناد مهمة إطفاء حرائق تلك الوحدات للحماية المدنية ، وأكد العزب أنه يجب أن تتم صيانة تلك المراكب بمشاركة الجهات المختصة وضرورة حظر استخدام دهانات قابلة للاشتعال . بينما يقول الشاذلى سايمان أحد المهتمين بالنشاط البحرى، أن من أهم أسباب حوادث العائمات البحرية، قدم وتهالك بعض اللنشات وعدم حرص أصحابها على إجراء الصيانات اللازمة لها ، ورغم زيادة أعداد تلك العائمات خلال السنوات الأخيرة ، الإ أنه لا توجد أعداد كافية من «الريسة والبحارة» المتخصصين مما يضطر أصحابها إلى تشغيل قليلى الخبرة وهؤلاء لايجيدون فنون التعامل مع الظروف الطارئة، وخاصة الأحوال المناخية حين تقلبها والتعامل مع الأمواج العالية والرياح التى تحدث فجأة وكيفية القيادة ليلاً ، ومعرفة أماكن الشعاب المرجانية حتى لايشحط بها اللنش أو المركب ، ويؤكد ضرورة إجراء صيانات دورية ، وأن يكون هناك تدقيق فى عملية التفتيش التى تجريها الأجهزة المختصة على تلك العائمات سواء فى حال تجديد التراخيص وغيرذلك . ويؤكد أشرف صالح صاحب مركز غطس أن معظم الحوادث البحرية تقع للنشات السفارى الكبيرة ، التى تستغرق عدة أيام خلال رحلاتها لأماكن الجزر البعيدة ، لأنها تحتوى على تجهيزات كبيرة من معدات المطابخ والبوتاجازات وما يلزمها من أنابيب، قد تتسبب فى تسريب الغاز أو انفجارها وبعض هذه المطابخ تكون غيرمجهزة بتقنيات حديثة ، خاصة فى اللنشات الذى مضى وقت طويل على عملها،كما يطالب بعقد دورات تدريبية مكثفة لجميع أطقم البحارة . أما حسن الطيب رئيس جمعية الإنقاذ البحرى فيقول: رغم تكرار حوادث غرق وإحتراق بعض اللنشات بمياه البحر الأحمر، لكنها ليست ظاهرة مزعجة ولكن لابد من العمل على تقليصها قدر الأمكان ، حتى لاتؤثر على أهم قطاعات السياحة البحرية ، ويرى أنه لا بد من تفعيل آليات كافة القوانين التى تنظم هذا العمل وعدم تركها حبراً على ورق ، وضرورة تدريب قادة اللنشات وعدم الاكتفاء بشهادة مزاولة المهنة فقط ، مع ضرورة الأخذ بالتكنولوجيا الحديثة فيما يتعلق بالإطفاء والقيادة وغير ذلك .