يحتفل المصريون فى كل عام بمولد النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ليس لأنه الرسول الكريم الذى ولدت على يديه أعظم حضارة إنسانية كان قوامها الرئيسى الدين الإسلامي، فحسب، بل لأنه أعظم شخصية أحدثت تغييرات جذرية فى تاريخ البشرية بشهادة علماء ومؤرخى الغرب قبل الشرق. ولكن وقبل أيام من هذه الذكرى العطرة للنبى الكريم، ارتكبت قلة جاهلة متطرفة جريمة شنعاء يندى لها جبين البشرية، ولا يقبلها دين حيث اقتحم هؤلاء الإرهابيون مسجد الروضة فى قرية بئر العبد بالقرب من العريش، وأطلقوا النار على المصلين وقتلوا وأصابوا أكثر من 400 مصل حتى إن وحشيتهم لم ترحم الأطفال فقتلوا منهم 27 طفلا كانوا يؤدون صلاة الجمعة مع آبائهم. وفى كلمته فى الاحتفال بالمولد النبوى الشريف أمس تساءل الرئيس عبدالفتاح السيسى ومعه ألف حق كيف لمن يزعمون أنهم أتباع نهج الرسول الكريم أن يرتكبوا مثل هذه الجرائم البشعة، وكيف لمن يدعون أنهم ينتمون لدين الإسلام الذى يحث على التراحم ونشر التسامح أن ينشروا الفساد فى الأرض ويحلل البعض منهم لأنفسهم قتل الأطفال والشيوخ والأبرياء وحرمانهم من حقهم فى الحياة؟!! ويؤكد هذا الحادث الإجرامى كما قال الرئيس فى كلمته أمس أن مصر تخوض خلال الأعوام القليلة الماضية حربا مكتملة الأركان هدفها هدم أركان الدولة المصرية واستنزاف جهودها للحيلولة دون تحقيق استقرار هذا الوطن وازدهاره، حربا تقودها فئة ضالة مشوشة ومتأمرة تدعمها قوى خارجية تمدها بالسلاح والمال والعناصر الإرهابية هدفها تقزيم دور مصر ومنعها من القيام بدورها الإقليمى المهم حتى تحقق هذه القوى نفوذها وهيمنتها على المنطقة وإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط وفق مصالحها ونفوذها. الدولة المصرية تعى بكل وضوح أبعاد تلك المخططات والمؤامرات التى تحاك لهدم الدولة وتفتيت دول المنطقة لإضعافها، وتتصدى لكل تلك المخططات بكل عزم وإصرار وكشف القوى الخفية التى تديرها، ليس ذلك فحسب،، بل وكما أكد الرئيس السيسى فى كلمته أمس المضى قدما فى مسيرة التنمية والإنجازات والمشروعات التى تتحقق فى البلاد، وأن رجال القوات المسلحة والشرطة عازمون على مواصلة التصدى للإرهاب والجماعات الإجرامية حتى يتم اقتلاعها من جذورها، وإن شاء الله سوف يتحقق النصر على الإرهاب قريبا. لمزيد من مقالات رأى الاهرام