باتت الطباعة الذكية السلاح الأقوى، الذى تستعد صناعة الطباعة للاعتماد عليه فى المستقبل لمواجهة الخطر الذى يحدق بها بعد ظهور الوسائط والمواقع والصحف الإلكترونية والمعاملات التجارية والبنكية التى اضحت لا تعتمد على المطبوع الورقى وحتى النقود التى تغازل بين الفينة والاخرى البنكنوت المطبوع الى مايسمى البيت كوين. ومن هنا بدأت الطباعة تطور من نفسها لتتصدى لتلك المواجهة، واتجهت الى الاهتمام بطباعة التغليف باستخدام الحبر الفعال الذى يتفاعل مع المحتوى عن طريق التقنيات الحديثة باستخدام الخلايا الشمسية، فمثلا لو أن دواء يمكن ان يتعرض للتلف اذا ظل فى درجة حرارة أو مواجهة أشعة الشمس المرتفعة فان الحبر الفعال المطبوع على غلاف الزجاجة سوف يعطى لونا معينا يدل على تلف ما بداخل العبوة غير اللون الذى كان عليه الدواء حينما كان صالحا للاستخدام. كما ان هناك الحبر النفاث الذى يستطيع ان يتفاعل مع المنتج اذا تعرض المنتج للتلف قبل موعده فيصدر ابخرة تقلل فترة التلف .. وهكذا بدأت الطباعة تجد لها مكانا تواجه من خلاله ما تتعرض له من مخاطر فى ظل الاعتماد على الاجهزة الإلكترونية الحديثة وعلى رأسها اجهزة المحمول التى اصبحت تشكل خطورة على الوسائل المطبوعة. هذا ما كشف عنه مؤتمر تطور تكنولوجيا الطباعة والتغليف الذى عقدته غرفة صناعة الطباعة والتغليف باتحاد الصناعات بالتعاون مع الغرفة الالمانية العربية للصناعة والتجارة وشركة وكونيج باور الالمانية «كى بى ايه» اكبر المتخصصين فى تصنيع ما كينات الطباعة فى العالم. وأوضح المهندس احمد جابر رئيس الغرفة ان المطابع الاميرية اقدم مطابع فى مصر تعمل بماكينات من شركة كى بى ايه الالمانية، مشيرا الى ان الاهتمام بالتغليف اصبح اهم من المنتج لأن المغلف هو عنوان السلعة ولدينا مقولة العبوة تحمى وتصون وتحمل المنتج وبالتالى فان التغليف هو الركيزة الاساسية فى الصناعة . وقال إننا فى حاجة الى الحصول على التكنولوجيا الحديثة فى مجال الطباعة والتغليف لنواكب التكنولوجيا العالمية . وكشف عن توقيع بروتوكول مع الشركات الألمانية لتدريب خريجى الجامعات والمعاهد الأكاديمية والمؤسسات العاملة بمجال الطباعة بمصر على احدث ما توصلت اليه تقنيات تكنولوجيا الطباعة فى العالم بمعاهد الشركة بالمانيا. وأشار الى ان الشركة تستحوذ على 90 % من سوق طباعة النقود فى العالم والماكينات التى تطبع العملة المصرية من ذات الشركة ولهذا نحن حريصون على ادخال التقنيات الحديثة فى مجال الطباعة والتغليف الى مصر لمواكبة التطور الهائل فى هذا المجال، مؤكدا ان البروتوكول مع الشركة الألمانية يستمر لمدة 5 سنوات حيث يتم إرسال 20 مدرب طباعة مصريا الى ألمانيا ليعود بعد ذلك ينقل خبرته الى العاملين فى مجال الطباعة بمصر. واوضح المهندس سمير البيلى نائب رئيس الغرفة ان الإعداد لتوقيع البروتوكول يجرى منذ سنتين لنحصل على التدريب على احدث التكنولوجيات الحديثة فى الطباعة وسوف نركز على اختيار أكاديميين من الكليات والمعاهد لينقلوا الخبرات الألمانية لنا، مشيرا الى ان اختيار المبعوثين سيتم من خلال لجنة محايدة يتم تشكيلها من الغرفة الشركة الألمانية وغرفة التجارة العربية الألمانية وكلية الفنون التطبيقية. وأشار الدكتور جورج نوبار استاذ الطباعة بكلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان الى ان البروفيسور «فرانكو مانو» و هو اعظم خبراء الطباعة فى العالم يتحدث عن الجديد فى الطباعة بانها سوف تتجه الى الطباعة الرقمية والطباعة على المنسوجات والبلاستيك والجلد والطباعة على الزجاج والكرتون والتحول الى التغليف الذكى والطباعة ثلاثية الابعاد، مشيرا الى ان الطباعة تطورت كثيرا وبدأت تهتم بمجال التغليف. وأكدت، رنا عاطف من الغرفة العربية الألمانية للتجارة ان معرض دوربا الذى يقام فى ألمانيا كل 4 سنوات هو اكبر معارض الطباعة والتغليف بالمانيا تشارك به نحو 1800 شركة من 45 دولة فى العالم ويزوره 260 الف زائر وتقام به ندوات والعديد من الانشطة وبه يتم طرح احدث تقنيات وتكنولوجيا الطباعة.