مروة الحداد: لله عزوجل99 أسما تحمل جميعها صفاته جل وعلا شأنه ولكل منها معني وفضل مشتق من دلائل قدرته وعظيم فضائله فما معني كل أسم منها وماهي مشتقات هذا الأسم ودلائل القدرة فيه هذا ماسيتم تناوله علي مدار20 حلقة طوال شهر رمضان المبارك الله: هو الاسم الذي تفرد به الحق سبحانه وخص به نفسه, وجعله أول أسمائه واضافها كلها اليه ولم يضفه الي إسم منها, فكل ما يرد بعده يكون نعتا له وصفة, وهو إسم يدل دلالة العلم علي الإله الحق وهويدل عليه دلالة جامعة لجميع الأسماء الإلهية الأحادية. هذا والاسم( الله) سبحانه مختص بخواص لم توجد في سائر أسماء الله تعالي. الله الرحمن الرحيم: الرحمن الرحيم إسمان مشتقان من الرحمة, والرحمة في الأصل رقة في القلب تستلزم التفضل والإحسان, وهذا جائز في حق العباد, ولكنه محال في حق الله سبحانه وتعالي, والرحمة تستدعي مرحوما.. ولا مرحوم إلا محتاج, والرحمة منطوية علي معنين الرقة.. والإحسان, فركز تعالي في طباع الناس الرقة وتفرد بالإحسان. ولا يطلق الرحمن إلا علي الله تعالي, إذ هو الذي وسع كل شيء رحمة, والرحيم تستعمل في غيره وهو الذي كثرت رحمته, وقيل أن الله رحمن الدنيا ورحيم الآخرة, وذلك أن إحسانه في الدنيا يعم المؤمنين والكافرين, ومن الآخرة يختص بالمؤمنين, اسم الرحمن أخص من اسم الرحيم, والرحمن نوعا من الرحمن, وأبعد من مقدور العباد, فالرحمن هو العطوف علي عباده بالإيجاد أولا.. وبالهداية الي الإيمان وأسباب السعادة ثانيا.. والإسعاد في الآخرة ثالثا, والإنعام بالنظر الي وجهه الكريم رابعا. الرحمن هو المنعم بما لا يتصور صدور جنسه من العباد, والرحيم هو المنعم بما يتصور صدور جنسه من العباد والرحمن اسم يختص بالله ولا يجوز إطلاقه في حق غيره, والرحمن سبحانه هو المتصف بالرحمة العامة الشاملة حيث خلق عباده ورزقهم, وهداهم سبلهم, وأمهلهم فيما خولهم, واسترعاهم في أرضه, واستأمنهم في ملكه, واستخلفهم ليبلوهم أيهم أحسن عملا, ومن ثم فإن رحمت الله في الدنيا وسعتهم جميعا فشملت المؤمنين والكافرين, والرحمة تفتح أبواب الرجاء والأمل, وتثير مكنون الفطرة وتبعث علي صالح العمل, وتدفع أبواب الخوف واليأس, وتشعر الشخص بالأمن والأمان ورحمة الله لا تقتصر علي المؤمنين فقط; بل تمتد لتشمل ذريتهم والرحمة الخاصة التي دل عليها اسمه الرحيم شملت عباده المؤمنين في الدنيا والآخرة فقد هداهم إلي توحيده وعبوديته, وهو الذي أكرهم في الآخرة بجنته الملك: الملك هو الظاهر بعز سلطانه, الغني بذاته, المتصرف في أكوانه بصفاته وهو المتصرف بالأمر والنهي, أو الملك لكل الأشياء, الله تعالي الملك المستغني بذاته وصفاته وأفعاله عن غيرة, المحتاج اليه كل من عداه, يملك الحياة والموت والبعث والنشور, والملك الحقيقي لا يكون إلا لله وحده, ومن عرف أن الملك لله وحده أبي أن يذل لمخلوق, وقد يستغني العبد عن بعض اشياء ولا يستغني عن بعض الأشياء فيكون له نصيب من الملك, وقد يستغني عن كل شيء سوي الله, والعبد مملكته الخاصة قلبه.. وجنده شهوته وغضبه وهواه.. ورعيته لسانه وعيناه وباقي أعضائه.. فإذا ملكها ولم تملكه فقد نال درجة الملك في عالمه, فإن انضم الي ذلك استغناؤه عن كل الناس فتلك رتبة الأنبياء, يليهم العلماء وملكهم بقدر قدرتهم علي ارشاد العباد, بهذه الصفات يقرب العبد من الملائكة في صفاته ويتقرب الي الله فالملك سبحانه هو الذي له الأمر والنهي في مملكته, وهو الذي يتصرف في خلقه بأمره وفعله, وليس لأحد عليه فضل في قيام ملكه أو رعايته القدوس تقول اللغة أن القدس هو الطهارة, والأرض المقدسة هي المطهرة, والبيت المقدس: الذي يتطهر فيه من الذنوب, وفي القرآن الكريم علي لسان الملائكة وهم يخاطبون الله( ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك) أي نطهر انفسنا لك, وجبريل عليه السلام يسمي الروح القدس لطهارته من العيوب في تبليغ الوحي الي الرسل أو لأنه خلق من الطهارة, ولا يكفي في تفسير القدوس بالنسبة الي الله تعالي أن يقال أنه منزه عن العيوب والنقائص فإن ذلك يكاد يقرب من ترك الأدب مع الله, فهو سبحانه منزه عن أوصاف كمال الناس المحدودة كما أنه منزه عن أوصاف نقصهم, بل كل صفة نتصورها للخلق هو منزه عنها وعما يشبهها أو يماثلها والقدوس سبحانه هو المنفرد بأوصاف الكمال الذي لا تضرب له الأمثال, فهو المنزه المطهر الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه, والتقديس الذي هو خلاصة التوحيد الحق إفراد الله سبحانه بذاته وأصافه وأفعاله عن الأقيسة التمثيلية والقواعد الشمولية والقوانين التي تحكم ذوات المخلوقين وأصافهم وأفعالهم, فالله عز وجل نزه نفسه عن كل نقص فقال:( ليس كمثله شئ), الشوري:11], فلا مثيل له نحكم علي كيفية أوصافه من خلاله, ولا يستوي مع سائر الخلق فيسري عليه قانون أو قياس أو قواعد تحكمه كما تحكمهم لأنه القدوس المطهر المتصف بالتوحيد المنفرد عن أحكام العبيد, ثم أثبت الله لنفسه أوصاف الكمال والجمال; فقال سبحانه بعد نفي النقص مطلقا وجملة:( وهو السميع البصير), الشوري:11] فلا يكون التقديس تقديسا ولا التنزيه تنزيها إلا بنفي وإثبات, ومن ثم لا يجوز في حق الله قياس تمثلي أو شمولي وإنما يجوز في حقه قياس الأولي لقوله تعالي:( ولله المثل الاعلي), النحل:60].