الملك هو من ملك الشئ وانفرد باستعماله وكان له القدرة التامة على التصرف فيه . والاسم :مالك والله تعالي هو الموصوف بصفة الملك وهي صفات العظمة والكبرياء والقهر والتدبير وهو الذى له التصرف المطلق فى الخلق . وكل ما سواه مسند إليه . ومتوقف فى وجوده علي مشيئته عز وجل فالملك هو الأمر الناهي يصرف أمور عباده كما يجب ويقلبهم كما يشاء وهذه الصفة تسلتزم سائر صفات الكمال قال بعض العلماء : الملك هو الذى يحكم ولا يملك .....والمالك هو الذى يملك ولا يحكم ، والله سبحانه اوجده وتعالى مالك وملك . فالكون بما فيه ملك لله ابتدءاً من إنه سبحانه أوجده من عدم . والملك باق فهو لا يموت وهو يملك كونه وهو أذن لعباده بالتصرف والانتفاع فى ملكه بشرط ان يطيع الإنسان أوامره ونواهيه ورد فى حديث قدسي " أنا ملك الملوك . ومالك الموت .قلوب الملوك بيدي . فإن العباد اطاعوني حولت قلوب ملوكهم عليهم بالرأفة والرحمة .إن العباد عصوني حولت قلوب ملوكهم عليهم بالسخط والنقمة . فلا تشغلوا أنفسكم بسبب الملوك .وادعوا لهم بالصلاح فإن صلاحهم بصلاحكم الملك الحقيقى هو الذى يستغني فى ذاته وصفاته عن كل موجود ويحتاجه كل موجود . وهذا الوصف لا يستحقه إلا الله عز وجل والملك هو اسم جامع لأسماء الله الحسني ذات الجلال والجمال والكمال . فالملك هو الحكم . العدل المتكبر الخافض الرافع .المعز .المذل العظيم الجليل الكبير المجيد وقد وصف الله نفسه "بالملك الحق" ولهذا الوصف دلالة قاضية على أن ما سواه من الملوك ليس ملكاً على الحقيقة ،بل هو من باب المجاز وإنه مستخلف من قبل الله عز وجل على ما جعله تحت يده من ملك . وهو زائل عنه لا محالة إما بنزعه أو بموته .بمعني أنك لو قلت أنا أملك هذه الارض او هذه العمارة أو هذه السيارة هي ملكك مؤقتاً ولكن الملك كله لله سئل اعرابي يملك قطعياُ من الإبل " "لمن هذه"؟قال :لله فى يدي فالمؤمن الصادق يري بيته وسيارته وماله وكل ما يملك يراه ملك له عز وجل قال تعالي "قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء "آل عمران معني هذه الأية أن الله يهبك الملك .فهو ملك موهوب لا تضمن بقاؤه فالله عز وجل ملكك هذا الملك لهدف وغاية وهو ينزعه منك وقت يشاء وتأتي كلمة "تؤتي الملك "سهله على خلاف تنزع الملك فالنزعة دليل على المشقة والمعاناه لأن صاحب الملك دائما يحاول أن يتمسك به ويتشبت به يقول تعالي "مالك يوم الدين "الفاتحة . أى ان الله تعالي هو المتصرف بأمور العباد فى هذا اليوم دون أن يستطيع أحد أن يتدخل ولو ظاهراً . ففى الدنيا يعطي الله الملك ظاهراً لبعض الناس ولكن فى هذا اليوم فالامر مباشرمن الله عز وجل . والله يريد ان يطمئن عباده إنهم إذا كانوا قد ابتلوا بمالك أو ملك يطغى عليهم فى الدنيا فإن فى يوم القيامة لا مالك ولا ملك إلا الله عز وجل والملك الظاهر يعتبر بمثابة اختبار للعباد يحاسبهم عليه الله يوم القيامة كيف يتصرفوا ؟وماذا فعلوا ؟ والله عز وجل لا يمتحن الناس ليعلم المصلح من المفسد فهو عالم بكل شئ . ولكن يمتحنهم ليكونوا شهداء على انفسهم حتى لا ياتى احد منهم يوم القيامة ويقول يا رب لو اعطيتني الملك لاتبعت طريق الحق وطبقت منهجك قال تعالي " رب اتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السموات والارض أنت وليي فى الدنيا والاخرة توفني مسلما والحقنى بالصالحين"يوسف سيدنا يوسف يصف أن الله قد آتاه الملك اى ملك هذا ؟ هناك من ظنوا إنه كان أمينا على خزائن الأرض . ولكن معظم علماء التفسير قالوا :لا بل أتاه الملك الحقيقي وهو إنه ملك نفسه لمجرد ان قال : معاذ الله حينما دعته امرأة ذات منصب وجمال عن ابى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تعس عبد الدينار وعبد الدرهم "فالمملوك من كان فى خدمة المال ولم بجعل المال فى خدمته . المال أصلاً مسخر لك لكن الانسان سخر نفسه له .فأنت عبد له هل يليق بك أيها العبد المؤمن ؟وقد عرفت أن الله هو الملك الذى بيده ملكوت كل شئ أن تلجأ إلى سواه ،وانت تسأل غيره وأن تتوكل على غيره وان تخضع الى سواه وأن تتذلل الى غيره وأن تستغني عنه ولو طرفه عين يجب أن تكون أيها المؤمن أوثق بما فى يدي الله أوثق منك مما فى يديك واذا اردت ان تكون أقوي الناس فتوكل على الله واذا اردت أن تكون أكرم الناس منزلة فاتق الله قيل لبعض الشيوخ : أوصني فقال : كن ملكاً فى الدنيا تكن ملكاً فى الآخرة فقال : وكيف افعل ذلك ؟قال : ازهد فى الدنيا تكن ملكاً فى الآخرة فقال :وكيف افعل ذلك ؟قال : أزهد فى الدنيا تكن ملكاً فى الدنيا . استغني عن الرجل تكن نظيره واحتاج إليه تكن أسيره . أحسن اليه تكن أميره . فإذا كنت ملكاً فى الدنيا تكن ملكاً فى الآخرة كلنا نعم أن العدل أساس الملك . لذلك يجب على من وضعهم الله هذه المنازل كالقاضي والحاكم أن يكونوا رحماء كما أن الملك رحيماً . وأن يكونوا عادلين كما انه سبحانه عادل وقد وصف الله عز وجل نفسه بانه "مالك الملك"حتي يعلم العباد جميعاً أن ليس لهم من الأمر شئ ،فلا يصيبهم الغرور بما لديهم من نعم مادية ومعنوية ،فلا يغترون بحسب ونسب .أو جاه أو منصب ويعلموا ان الملك الحقيقي هو الله وحده