* يسأل محمد عبدالحليم تاجر مصوغات ببولاق الدكرور هل يجوز حج الصبي؟ ** يجيب فضيلة الشيخ مصطفي محمود عبدالتواب من علماء وزارة الأوقاف : أما حج الصغار فالمنصوص عليه في مذهب الحنفية أن عبادة الصبي ومنها الحج تصح منه وإن لم يجب عليه وله ثوابها وقيل ينتفع بها والده أيضاً. وعند الحنابلة كما في المغني أن حج الصبي صحيح فإن كان مميزاً أحرم بإذن وليه وإن لم يكن مميزاً احرم عن وليه فيصير محرماً بذلك وفيه قال مالك والشافعية وعن ابن عباس "رفعت امرأة صبياً فقالت : يا رسول الله ألهذا حج؟ قال : نعم ولك أجره". وعن جابر قال : "خرجنا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم حجاجاً ومعنا النساء والصبيان. فلبينا عن الصبيان ورمينا عنهم وكان ابن عمر يفعل ذلك. * يسأل محمد عبدالرحيم صاحب مركز الياسمين للبصريات بباب اللوق: كثيراً يذكر "الزهد" فهل معناه الإعراض عن نعم الله تعالي والحرمان من الاستمتاع بها؟ أم ماذا؟ أفيدوني؟ ** يجيب الدكتور أحمد محمود كريمة الأستاذ بجامعة الأزهر: أخرج أصحاب السنن سندهم : جاء رجل إلي سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله دلني علي عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس .. فقال : "ازهد في الدنيا يحبك الله. وازهد فيما عند الناس يحبك الناس" حديث حسن رواه ابن ماجة وغيره. ومفهوم الزهد ليس علي نحوما في السؤال. بل مفهومه الإسلامي الصحيح "ليس الزهادة بتحريم الحلال ولا إضاعة المال. إنما الزهادة في الدنيا أن تكون بما في يد الله أوثق منك بما في يديك. وإذا أصبت مصيبة كنت أشد رجاء لأجرها وذخرها من إياها لو بقيت". وفي هذا القول المأثور تفسير للزهد بثلاثة أمور كلها من أعمال القلوب لا من أعمال الجوارح. فالوثوق بما ضمنه الله عز وجل من أرزاق "وفي السماء رزقكم وما توعدون" وهذا ينشأ من صحة اليقين والرغبة في الثواب حال المصائب من كمال اليقين. فمن دعاء النبي صلي الله عليه وسلم "ومن اليقين ما تهون علينا مصائب الدنيا". وأن يستوي عند العبد حامده. وذامه في الحق. وسبيل الزهد البعد عن التفاخر والتكاثر والجشع والطمع. قال الله سبحانه "اعلموا إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد..". ومن مأثور ما يروي أن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما سمع رجلاً يقول : "أين الزاهدون في الدنيا الراغبون في الآخرة؟ فأراه قبر النبي صلي الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما فقال : عن هؤلاء تسأل". وليس الزهد لبس المرقعات والقعود عن العمل والكسب. أو تحقير النعم. بل السعي للكسب الحلال. وإعمار الأرض. ونفع النفس والغير. بمنهجية "المال وسيلة لا غاية" وبوسطية واعتدال. دون ميل لجانب علي آخر. وتبقي كلمة "الزهد من أعمال القلوب بدءاً وغاية".