قال محمد نصر عابدين الخبير المصرفى المعروف و نائب رئيس مجموعة بنك الاتحاد الوطنى - فى ابوظبى ، ان مصر تسير بخطى ثابتة نحو الانطلاق الاقتصادى خلال السنوات المقبلة لاسيما بعد اكتمال تنفذ برنامج الاصلاح الاقتصادى ، لافتا الى ان ما تحقق من انجازات وتطورات على مستويات استعادة الامن والاستقرار ، وتجاوز الاقتصاد عنق الزجاجة ، وتنفيذ المشروعات القومية الكبرى الذى يجرى على قدم وساق ، منذ 3 سنوات ، يمثل معجزة بمعنى الكلمة ، لان مصر تخوض حربا ضروس ضد الارهاب ، ومع ذلك نجحت فى تجاوز الصعوبات ، التى كانت كفيلة ليس فقط فى افلاس دول عديدة فى حال تعرضها لثورتين خلال اقل من 3 سنوات ، ناهيك عن حجم المؤامرات الداخلية من الجماعة الظلامية الارهابية والخارجية من بعض الدول . واعتبر عابدين ان برنامج الاصلاح الاقتصادى الذى اعدته الحكومة وجارى تنفيذه ، سيخلص الاقتصاد من التشوهات والخلل ويسهم فى علاج المشكلات من جذورها ، لاسيما اعادة هيكلة الدعم ورفعه تدريجيا على الوقود والكهرباء ، حيث ان وصول الدعم الى غير مستحقيه يمثل اهدارا للموارد وحقوق الاجيال القادمة لاسيما فى ظل محدودية الموارد ، كما ان هناك بعض انواع الدعم ترسخ التواكل لدى الناس ولا تحفز على العمل والانتاج ، لافتا الى اهمية دعم الفئات الفقيرة ، مع الاهتمام بتطوير الخدمات الاساسية خاصة قطاعى التعليم والصحة ، حيث تحتاج الى مئات المليارات وتستغرق وقتا وسنوات حتى تظهر اثارها،مشيرا الى الناس ستلمس بعد سنوات هذه الاثار الايجابية الناتجة عن إصلاح المنظومة المختلة ، فتوجيه الموارد الى تطوير التعليم من شأنه ان يقضى على الدروس الخصوصية التى تلتهم مليارات الجنيهات وتؤثر كثيرا على نفقات معظم الاسر ، كما ان التعليم سيسهم فى دفع التنمية ويرفع كفاءة الموارد البشرية ، ويقضى بدوره على مشاكل وسلبيات عديدة يعانى منها المجتمع ومنها ارتفاع معدلات النمو السكانى الناتجة فى جانب كبير منها الى غياب الوعى . تحسن قيمة الجنيه كما توقع نائب رئيس مجموعة بنك الاتحاد الوطنى ،تحسن قيمة الجنيه بشكل تدريجى ، لاسيما فى ظل الارتفاع المستمر فى تدفقات النقد الاجنبى ، وتعافى مصادر العملات الاجنبية وفى مقدمتها السياحة لاهميتها فى تنشيط عدد كبير من القطاعات الاقتصادية الاخرى ، لافتا الى انه يتوقع الجنيه سيسترد عافيته نهاية العام المقبل ، مع تحقيق الاكتفاء الذاتى من الغاز الطبيعى وبدء التصدير، وتقليص الفجوة فى استيراد السلع الغذائية لاسيما مع انتاج المزارع السمكية واستصلاح مشروع المليون ونصف مليون فدان . لا قلق من الدين الخارجى وقال عابدين ، انه لايرى مبررا للقلق ازاء ارتفاع الدين الخارجى ، لافتا الى أنه يحسب لصالح السياسة النقدية والبنك المركزى الارتفاع الذى حققه فى الاحتياطى الاجنبى واستبدال الديون قصيرة الاجل بطويلة الاجل ، أخذا فى الاعتبار تجاوز التداعيات السلبية للنقص الشديد فى تدفقات العملات الاجنبية بسبب التداعيات السلبية للاضطرابات التى شهدتها البلاد على القطاعات الاقتصادية المختلفة ومنها السياحة والاستثمار الاجنبى والصادرات ، مع الانتظام فى استيراد جميع السلع الاساسية بالسوق وسداد كافة الالتزامات الخارجية فى موعدها دون تأخير ، وهو امر ساهم فى استعادة الثقة الدولية فى وقت قصير عقب تنفيذ برنامج الاصلاح الاقتصادى ، حيث ظهر ذلك بوضوح فى تدفق استثمار الصناديق الدولية فى ادوات الدين العام والبورصة لتصل الى نحو 17 مليار دولار، كما تم تغطية السندات الدولارية بالاسواق الخارجية اكثر من 3 مرات ، مع تراجع العائد فى المرة الاخيرة فى مايو الماضى خاصة فى الشرائح طويلة الاجل ، ما يعكس النظرة المستقبلية المتفائلة بالاقتصاد المصرى . قوة ومتانة القطاع المصرفى قال نصر عابدين ، ان القطاع المصرفى المصرى يتمتع بالقوة والملاءة ،كما تشير ميزانيات البنوك التى يتم نشرها وهو ما يعكس بالشفافية التى يتميز بها هذا القطاع ، كما ان القيادات المصرفية تتسم بالكفاءة حيث تنتهج سياسات ائتمانية مستقرة بما يدعم الاداء الاقتصادى وتمويل المشروعات الاستثمارية ويحفظ للبنوك جودة اصولها . وكشف ، عن تحقيق بنك الاتحاد الوطنى – مصر ، طفرة كبيرة فى مؤشرات الاداء خلال نصف السنة المالية الحالية حتى نهاية يونيو الماضى مستوى صافى الارباح وحقوق المساهمين ، واجمالى الاصول ، لافتا الى استمرار النمو بنفس المعدلات المرتفعة خلال الربع الثالث متحفظا بالكشف عنها التزاما بقواعد البورصة ، منوها الى ان الديون المتعثرة لاتزيد على 3% من اجمالى محفظة القروض ومغطاة بالكامل . وقال عابدين، ان استراتيجية البنك تولى اهمية خاصة بالتوسع فى تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة حيث شهدت محفظة القروض فى هذا القطاع نموا بنحو 100% متوقعا ان تتجاوز 150% بنهاية العام ، الى جانب تحقيق طفرة كبيرة فى التجزئة المصرفية ، كما كشف عن الحصول على موافقة البنك المركزى لافتتاح 5 فروع جديدة جارى تجهيزها حاليا وافتتاحها قبل نهاية الربع الاول من العام المقبل ليصل اجمالى الفروع إلى 52 فرعا منتشرة فى 18 محافظة ، ارتفاعا من 8 فروع فقط عند الاستحواذ على البنك عام 2007 .