حققت الصين خلال السنوات الخمس الماضية إنجازات ضخمة. ومع دخول التنمية الصينية إلى «الوضع الطبيعى الجديد» طرحت الجلسة الكاملة الخامسة للجنة المركزية الثامنة عشرة للحزب الشيوعى الصينى مفاهيم التنمية الخمسة المتمثلة فى الابتكار والتنسيق والخضرة والانفتاح والمشاركة، وتم تأكيد إصلاح «جانب العرض» كموضوع رئيسى فى تطبيق مفاهيم التنمية الجديدة، والعمل على زيادة القوة المحركة لتحقيق النمو الاقتصادى المستمر. شهد التوظيف وأسعار المنتجات فى الصين استقرارا فى السنوات الخمس الماضية. فى الفترة من عام 2013 إلى عام 2016، بلغ عدد فرص العمل الجديدة سنويا أكثر من 13 مليونا، بينما ظل معدل البطالة فى حدود 5%. وفى نفس الوقت، استقرت نسبيا أسعار المنتجات، إذ ارتفعت أسعار المستهلك بنسبة 2% فقط سنويا، وبلغ معدل نمو الناتج المحلى الإجمالى للصين 7٫2%، وهو رقم أعلى بكثير من المعدل العالمى الذى بلغ 2٫5% والمعدل للاقتصادات النامية الذى بلغ 4%. فى 2016، احتل الناتج المحلى الإجمالى للصين نحو 15% من الحجم الاقتصادى الإجمالى العالمي، بزيادة 3 نقاط مئوية بالمقارنة مع عام 2012، وأصبحت الصين ثانى أكبر دولة فى العالم من حيث الناتج المحلى الإجمالي. قامت اللجنة المركزية للحزب الشيوعى الصيني، بتعميق الإصلاحات بشكل شامل وتطبيق حوكمة الدولة وفقا للقانون ودفع بناء الحضارة الإيكولوجية ودفع تحقيق العدالة الاجتماعية وزيادة الجهود لتخفيف الفقر فى المناطق النائية وبذل أقصى الجهود للقضاء على الفقر بحلول عام 2020. وطرح قادة اللجنة المركزية للحزب سلسلة من المفاهيم والآراء والاستراتيجيات الجديدة المتعلقة بالدبلوماسية، محورها «السلام والتنمية»، وتدعو إلى بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية وبناء نمط جديد للعلاقات الدولية يقوم على التعاون والفوز المشترك، كما طرحت مبادرة «الحزام والطريق». ودعت الصين فى السنوات الخمس الماضية فى مناسبات عديدة، إلى مفهوم أمن مشترك وشامل وتعاونى ومستدام، مؤكدة على أن هذا المفهوم يتفق مع تيار العولمة والتنمية السلمية والتعاون والفوز المشترك فى العصر الحالي. اتخذت الصين مفهوما جديدا للأمن، ولعبت دورا إيجابيا فى القضايا الكبرى التى تتعلق بالأمن فى المنطقة وفى العالم، وتحملت مسؤوليتها كدولة كبيرة. جاءت مفاهيم التنمية الصينية الجديدة بعد تلخيص تجارب الصين منذ الإصلاح والانفتاح، وتساهم فى حل مشكلات دول العالم فى مسيرة تنميتها، وتعكس حكمة الصين. إن دفع بناء «الحزام والطريق» خلق منصة تعاون منفتحة، ويقدم للعالم منتجات عامة جديدة ويساعد على تنشيط إمكانيات دول العالم، ويضيف حيوية قوية لدفع التنمية العالمية. عقدت قمة منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولى فى بكين فى مايو 2017، بمشاركة زعماء ورؤساء حكومات 29 دولة، وبمشاركة 1600 مندوب من خمس قارات، وحققت نتائج مثمرة. مفهوم الحوكمة العالمية المتمثل فى التشاور المشترك والبناء المشترك والتمتع المشترك طرحته الصين على أساس المساواة فى السيادة والحقوق والفرص والأنظمة لدول العالم، وأصبح حاليا جزءا هاما للمفهوم الجديد والعقلية الجديدة والاستراتيجية الجديدة لدبلوماسية القوى الكبرى ذات الخصائص الصينية. وتعمل الصين على إقامة شبكة من الشراكات فى العالم لدفع التنمية العالمية السلمية. تتمسك الصين بمبادئ «الحوار بدلا من المجابهة والشراكة بدلا من التحالف»، وتعمل على تحقيق التعاون والفوز المشترك مع دول العالم، وقد تم تأسيس علاقات شراكة بين الصين و95دولة ومنظمة دولية. المؤتمر الوطنى التاسع عشر للحزب الشيوعى الصينى المنعقد حاليا، يتحمل مسؤولية التخطيط لبناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل ودفع بناء التحديثات للاشتراكية ذات الخصائص الصينية. يتطلع الشعب الصيني، ويثق بأن التمسك بالمفاهيم الجديدة والاستراتيجية الجديدة، التى تم إقرارها في المؤتمر الوطنى الثامن عشر للحزب الشيوعى الصيني، ستدفع تحقيق حلم الصين للنهضة العظيمة للأمة الصينية وتحقيق تقدم جديد لقضايا الإصلاح والتنمية الصينية. إن التنمية الاقتصادية والاجتماعية الصينية ستتيح للشعب الصينى حياة أفضل فى مجالات التعليم والتوظيف والدخل والضمان الاجتماعى والخدمات الصحية وبيئة السكن والبيئة الطبيعية والحياة الثقافية والروحية وفى نفس الوقت، ستستقبل دول العالم مزيدا من فرص التنمية بفضل تنمية وانفتاح الصين، التى تقدم للبشرية حكمة الصين والحلول الصينية .