تنطلق غدا الأربعاء في العاصمة الصينيةبكين مناسبة سياسية ضخمة توصف بأنها الحدث السياسي الأهم التي تشهده الصين كل خمسة أعوام وهو المؤتمر الوطني للحزب الشيوعي الصيني الحاكم الذي من المتوقع أن يتم خلاله انتخاب كوادر قيادية جديدة لصنع القرار في البلاد. وغدا وفي تمام الساعة التاسعة صباحا في قاعة الشعب الكبرى بقلب بكين سيجتمع مندوبون عن أعضاء الحزب الشيوعي الصيني من جميع أنحاء البلاد في قاعة الشعب الكبرى ببكين للمشاركة في افتتاح هذا الحدث الكبير، وهو المؤتمر الوطني ال19 للحزب الشيوعي الصيني.. وهؤلاء المندوبون الذين يبلغ عددهم حوالى 2300 مندوبا سيقومون بانتخاب اللجنة المركزية للحزب التي تضم حوالى 370 عضوا كامل العضوية أو مناوبا لتقوم اللجنة بعد ذلك بانتخاب الأمين العام للحزب، وهو المنصب الذي يتقلده حاليا الرئيس الصيني شي جين بينغ، وكذا انتخاب المكتب السياسي للحزب (يضم المكتب حاليا 24 عضوا)، والذي سيتم اختيار سبعة من أعضاءه ليشكلوا اللجنة الدائمة للمكتب السياسي والتي تعد قمة سلسلة القيادة في الحزب. ومن المتوقع أن يشهد الغد تجديد انتخاب الرئيس الصيني كأمين عام للحزب لولاية ثانية لمدة خمسة أعوام مقبلة فضلا عن تنحى خمسة من أعضاء اللجنة الدائمة للمكتب السياسي عن مناصبهم ليحل محلهم كوادر قيادية حزبية جديدة. وخلال اليوم الأول للمؤتمر سيلقى الرئيس الصيني شي بوصفه زعيما للحزب تقريرا شديد الأهمية يتناول فيه إنجازات الحزب خلال الأعوام الخمس الماضية وكذا أهدافه خلال الأعوام الخمس المقبلة على كافة الأصعدة بدء من الإصلاح الاقتصادي وحتى السياسة الخارجية ومرورا باستراتيجيات التنمية والانفتاح ومسيرة الصين المستمرة للتحول من النمو الاقتصادي عالي السرعة إلى التنمية عالية الجودة وخططها لزيادة الناتج الإجمالي المحلي الذي من المتوقع أن تتجاوز نسبة نموه خلال العام الحالي 6.7 فى المائة علاوة على جهدها لتحقيق المزيد من التكامل بين اقتصادها والاقتصاد العالمي، فضلا عن برامجها الشاملة والفعالة للارتقاء بمعيشة المواطنين وانتشال جميع أفراد الشعب الصيني من براثن الفقر بحلول عام 2020. وخلال المؤتمر الذي من المتوقع أن يستمر مدة أسبوع سيتم اختيار أعضاء جدد باللجنة المركزية لمكافحة الفساد التابعة للحزب الشيوعي الصيني والتي تعد أعلى هيئة لمكافحة الفساد والكسب غير المشروع بالبلاد فى تأكيد جديد علي تمسك الرئيس الصيني شي بتعهده الذي قطعه علي نفسه عند توليه سلطة البلاد منذ خمسة أعوام مضت بالعمل علي تطهيرها من الفساد من خلال شنه لحملة واسعة النطاق نجحت طوال الفترة الماضية في إسقاط عدد من كبار المسئولين البارزين والذين يطلق عليهم اسم "النمور" علاوة على الإيقاع بالكثير من "الذباب" وهو اللقب الذي يطلق على الفاسدين من صغار المسئولين. جدير بالذكر أن الحزب الشيوعي كان عقد جلسة كاملة للجنته المركزية ال 18 خلال الأيام القليلة الماضية استعدادا لمؤتمر الغد حيث حث كبار المسؤولين بالدولة أن يبقوا على ولائهم وإخلاصهم للحزب، وأن يكونوا على استعداد لحماية سلطات قيادته المركزية وحماية وحدة صفوفه. وألقى شي جين بينغ خلال الاجتماع، بصفته الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي، تقرير عمل حول أداء الحزب خلال الأعوام الخمس الماضية وكذا تقرير عمل للجنة المركزية لفحص الانضباط كما أعلن قرار الحزب بإدخال بعض التعديلات علي دستوره، حيث سيتم تقديم التقريرين والتعديل المقترح إلى المؤتمر الذي سينطلق غدا. وفي بيان رسمي صدر في ختام أعمال الجلسة التي كانت اختتمت أعمالها يوم السبت الماضي، أشار الحزب إلى أن مسودة الدستور المُعدّل تمثّل على نحو كامل، أحدث ما تم في إطار إضفاء الطابع الصيني على النظرية الماركسية، ومفاهيم الحوكمة الجديدة والأفكار والاستراتيجيات الخاصة باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني والتجربة الجديدة في التمسك بقيادة الحزب وتعزيزها، وفي تطبيق قواعد الحوكمة الحزبية الصارمة. وأكد البيان، الذي تم نشره بالإعلام الرسمي الصيني، التزام الحزب ومكتبه السياسي باتباع توجيهات الماركسية-اللينينية وفِكر ماو تسي تونغ، ونظرية دنغ شياو بينغ، والمنظور العلمي للتنمية فضلا عن تنفيذه لتعليمات الرئيس شي، ومفاهيمه الجديدة حول الحوكمة، وأفكاره واستراتيجياته. ونوه بما قام به المكتب السياسي للحزب الشيوعي خلال الأعوام الخمس الماضية من جهد للعمل علي توحيد وقيادة الأمة الصينية للاستمرار في السعي نحو تحقيق التقدم مع الحفاظ على النمو والاستقرار الاقتصادي للبلاد، وتعديل الهيكل الاقتصادي وتحسين مستوى معيشة الشعب وتحديث الجيش وتعزيز مسيرة التقدم الاقتصادي والسياسي والثقافي والاجتماعي والبيئي، وكذا إنجاز "الشموليات الأربعة" التي تهدف إلى بناء مجتمع مزدهر باعتدال بشكل شامل وتعميق الإصلاح وتعزيز حكم القانون وتقوية الحوكمة الصارمة للحزب. وسلط البيان الضوء كذلك علي الجهد المبذول لتحقيق الإصلاحات المرجوة وبناء حزب شيوعي صيني نظيف، ومحاربة الفساد والتعامل بفعالية مع مختلف الأخطار والتحديات، والحفاظ على التماسك والاستقرار الاجتماعي، وتحديث وتعزيز نظم المحاسبة والرقابة العامة والشاملة. وحث البيان الكوادر البارزة بالحزب، الذي يضم في عضويته أكثر من 89 مليون عضو، أن تكون مثالا يُحتذى به في التفاني في خدمة الأمة الصينية، وأكد أنه يجب على جميع كوادر الحزب إظهار نزاهة سياسية وأخلاقية شديدة، والامتثال لضوابط الحزب ومقاومة الفساد. ونوه بما حققته حملة مكافحة الفساد الموسعة التي بدأت مع تولي شيي لسدة الحكم من خمسة أعوام والتي تهدف إلى استئصال شأفة الفساد وتطهير البيئة السياسية داخل الحزب.