يعقد الحزب الشيوعى الصينى الدورة ال19 لمؤتمره الوطنى (المشار إليها بالدورة ال19 فيما بعد) فى يوم 18 أكتوبر الحالي. منذ تأسيسه فى عام 1921م، نجح الحزب الشيوعى الصينى فى قيادة الشعب الصينى لإقامة جمهورية الصين الشعبية وفى تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح التى أحدثت تغيرات هائلة لملامح الصين. إن الحزب الشيوعى الصينى بصفته الحزب الحاكم فى الصين، تكتسب خططه ومناهجه وسياساته أهمية إرشادية أساسية للتنمية فى الصين. يعقد المؤتمر الوطنى للحزب دورة واحدة كل 5 سنوات. العمل بعزيمة وإصرار على تحقيق إنجازات مشجعة للشعب ولافتة لأنظار العالم فى السنوات الخمس المنصرمة إن السنوات الخمس المنصرمة منذ انعقاد الدورة ال18 للمؤتمر الوطنى للحزب الشيوعى الصيني، هى سنوات تقدمت فيها الصين بعزيمة وإصرار، إذ حقق الشعب الصينى إنجازات تاريخية تترك بصمات عميقة فى تاريخ الأمة الصينية فى المجالات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والثقافية والتكنولوجية وغيرها بفضل توجيه الرؤى الجديدة والأفكار الجديدة والاستراتيجيات الجديدة لفخامة الرئيس شى جينبينغ حول الحكم والإدارة. فى السنوات الخمس المنصرمة، وفى ظل التعديلات العميقة التى يمر بها الاقتصاد العالمي، عملت الحكومة الصينية تحت قيادة الحزب على تحقيق التطور بخطوات متزنة، وقادت التنمية الاقتصادية الصينية فى الوضع المعتاد الجديد، ودفعت بالإصلاح الهيكلى فى جانب العرض، بحيث أبقت معدل النمو الاقتصادى على ما يزيد على 6٫5٪، وحققت النمو الاقتصادى المستقر بمعدلات عالية ومتوسطة والتحسن فى الهيكل الاقتصادى وارتفاع مستوى معيشة الشعب، إذ بلغ إجمالى الناتج المحلى الصينى فى عام 2016 74.4 تريليون يوان صينى (ما يعادل نحو 10.8 تريليون دولار أمريكي) ، بزيادة نسبتها 34% على ما كان عليه قبل 5 سنوات. فى السنوات الخمس المنصرمة، أعلن الحزب الحرب على الفساد انطلاقا من الشعور القوى بالمسئولية والإدراك العميق للرسالة التى يحملها على عاتقه، ونجح فى تحقيق فوز كاسح فى هذه الحرب، الأمر الذى أتاح له الشعبية والمصداقية. وأخذت اللجنة المركزية للحزب بزعامة الأمين العام شى جينبينغ كنواة لها الأوضاع المحلية والدولية فى عين الاعتبار، وعملت على تطوير الدبلوماسية الشاملة الأبعاد بشكل معمق ودفع للحوكمة العالمية نحو تغيرات واختراقات جديدة، مما قاد الأعمال الدبلوماسية ذات الخصائص الصينية إلى تقدم مطرد. من مبادرة «الحزام والطريق» التى طرحها الرئيس شى جينبينغ فى عام 2013 إلى قمة هانغتشو لمجموعة العشرين فى عام 2016، من منتدى «الحزام والطريق» للتعاون الدولى فى مايو الماضى إلى اجتماع شيامن لقادة دول بريكس فى سبتمبر، كلها تعد تجارب الصين الناجحة فى المشاركة فى الحوكمة العالمية وعرض الحكمة الصينية وطرح المبادرات الصينية للعالم حول التنمية والسلام والتعاون والكسب المشترك. بخطى سريعة ومتزنة.. الدورة ال19 تكتب فصلا مشرقا جديدا فى سجل الإصلاح يعتبر الإصلاح راية واضحة للحزب الشيوعى الصيني، والسمة العصرية للصين الحديثة أيضا. منذ السنوات الخمس المنصرمة، دفع الحزب عجلة تعميق الإصلاح على نحو شامل بعزيمة وقوة غير مسبوقة، واتخذ إجراءات متعددة وشاملة، مما حقق تقدما منتظما فى عملية الإصلاح فى العديد من المجالات المهمة والحلقات الحاسمة ونجح فى رفع مستوى «الشعور بالإنجاز» و«مؤشر السعادة» لعامة الشعب، إلى جانب إضفاء قوة دافعة كبيرة على التنمية الاقتصادية المستدامة للصين حتى للعالم. أشار الرئيس الصينى شى جينبينغ إلى أن الدورة ال19 دورة بالغة الأهمية، إذ إنها تعقد فى المرحلة الحاسمة لإنجاز بناء المجتمع الرغيد الحياة على نحو شامل وفى المرحلة المهمة لتطور الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، فإن نجاح الحزب فى طرح برنامج عمل شامل واستراتيجى واستشرافى فى هذه الدورة أمر يهم مستقبل قضية الحزب والدولة ويخص مصير الاشتراكية ذات الخصائص الصينية ويتعلق بالمصالح الأساسية للغالبية العظمى من الشعب الصيني. إن الإصلاح هدفه تلبية تطلعات الشعب. فمن البقاء إلى التنمية، ومن الثروات المادية إلى الثروات الروحية، ومن الرفاهة إلى الحقوق، تسجل فكرة زمنح الأسبقية للشعبس صفحات جديدة لعملية الإصلاح فى الصين. الصين ومصر يد بيد نحو مستقبل مشرق تنتمى كل من الصين ومصر إلى العالم النامى وكلتاهما صاحبة تاريخ زاهر وحضارة باهرة، وتشتركان فى الحلم المماثل للتنمية والنهضة. فى السنوات الأخيرة، تتطور علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر بشكل متسارع، إذ تتكثف الزيارات الرفيعة المستوى بين الجانبين ويتوثق التعاون الاقتصادى والتجارى ويتنوع التبادل الثقافى والإنساني. فى الشهر الماضى، قام فخامة الرئيس السيسى بزيارته الرابعة إلى الصين منذ توليه الحكم لحضور «الحوار بين دول الأسواق الناشئة والدول النامية» و«منتدى الأعمال لدول بريكس» والفعاليات الأخرى فى إطار الاجتماع لقادة دول بريكس. وعقد الرئيس الصينى شى جينبينغ مباحثات ثنائية مع الرئيس السيسى للبحث فى تعميق وتسريع وتيرة تطور التعاون الشامل بين الصين ومصر. حاليا تقوم مصر بتنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى المهم الذى يسعدنا أن نجد تقدما مهما أنجزته مصر فيه، فإننا على ثقة تامة بمستقبل التنمية المصرية. إن الصين ومصر لا يجمعهما التوافق التام فى الأهداف التنموية فحسب، بل إمكانات كبيرة للتعاون فى مختلف المجالات أيضا، إضافة إلى تكامل المزايا بينهما. فيمكن القول إن علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر لها أساس متين وآفاق واعدة. ستضع الدورة ال19 تخطيطا جديدا لإرشاد التبادل والتعاون الدولى للصين والارتقاء بمستواه. وإن الجانب الصينى على استعداد لبذل جهود مشتركة مع الجانب المصرى والتكاتف معه على طريق إحلال النهضة الوطنية من أجل إنجازات باهرة جديدة. سفير الصين الشعبية بالقاهرة لمزيد من مقالات سونغ آيقوه;