فقد بصره فى سن صغيرة (6سنوات).. فحزن عليه والده حزنا شديدا ووعده ان لم يصبح دكتورا فسيكون استاذا بالجامعة .. هذا هو احمد رحمة الذى وعد فأوفى فأصبح اول معيد كفيف بكلية الاعلام جامعة القاهرة. لم يمهل القدر والده كثيرا حيث توفى بعد عام من الحادث بعد ان كان اتم تعليمه أحمد بطريقة برايل لانه كان ايضا كفيفا نظرا لحادث تعرض له فى العشرينيات من عمره فحملت الام المسئولية كاملة على عاتقها وكانت تصطحبه للمدرسة يوميا ذهابا وايابا واجرت عدة محاولات لعلاجه بعمليات جراحية انتهت باليأس فى الصف الثانى الثانوى ورغم ان الام كان لديها دائما امل فى العلاج فإنه كان متعايشا مع وضعه ودائم التفوق وراضى بقدره فكان اول الجمهورية على المكفوفين بالثانوية العامة وقدم طلبا للدكتور محمد النشار وزير التعليم العالى فى ذلك الوقت بأستثنائه وإلحاقة بكلية الاعلام وتمت الموافقة على الطلب وبالفعل التحق بالكلية. ولم يمهله القدر كثيرا وهو فى عامه الاول من دراسته الجامعية حتى اصيب بحادث اخر عطله عن الدراسة 8 اشهر فكانت والدته تذهب يوميا من محل اقامتهم بالزقازيق الى الجامعة لتأتى له بالمحاضرات من زملائه تحملها مره اخرى للمنزل ليعكف هو على مذاكرتها طوال الليل. رغم تعطيل هذه الحادثة تفوقه الدراسى، فإنه استعاد تفوقه مرة اخرى فكان حصده عند التخرج المركز الثانى على كلية الاعلام قسم العلاقات العامه والاعلان الذى اختاره بإرادته لانه يتناسب مع امكاناته، بالإضافه الى انه يدين لاساتذته بالفضل لمساعدتهم المستمرة له وبعد ان تخرج طلب منه اجراء الكشف الطبى واستكمال اوراق تعيينه الا انه فوجئ بان تقرير الطبيب يفيد بأنه غير لائق فقدمت الدكتور جيهان يسرى عميدة الكلية طلبا للدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة السابق تطالبه باعادة ترشيحه مرة اخرى معيدا بالكليه وتمت الموافقة على استثنائه. وبالنسبة للمستقبل قال انه وضع قدمه على اول السلم وهى اصعب خطوة وامنيته ان يحصل على الماجيستير او الدكتوراه من جامعة اوروبية وامريكية ويستكمل طريقه الاكاديمى لانه يعشق مهنة التدريس وحلمه الاكبر كباحث ان يصل الى قمة الهرم ويصبح وزيرا للبحث العلمى فى يوم من الايام .