وتبقي في ختام هذه الإطلالة علي ثورة23 يوليو بمناسبة مرور60 عاما علي قيامها أن أقول بكل الوضوح: إن قراءة ملف يوليو بكل تجرد ونزاهة وموضوعية لابد أن تصل بنا إلي نتيجة مؤداها: أن الخريطة الاجتماعية والسياسية لمصر قد تغيرت بفضل الثورة نحو الأفضل, حيث راعت مصالح الأغلبية العظمي من شعب مصر, ومع التسليم بأن التغيير قد حدث علي حساب امتيازات مجتمع الصفوة في مرحلة ما قبل يوليو, فإن تلك ضريبة كانت واجبة السداد, لكن تحصيل الضريبة لم يكن يستلزم إفراز شهوة الانتقام عند بعض المحصلين! ثم إن قراءة ملف يوليو بكل تجرد ونزاهة وموضوعية لابد أن تصل بنا إلي إدراك الحقيقة القائلة: إن هذه الثورة أحدثت انقلابا خطيرا في أرقام المعادلات السياسية, سواء في الشرق الأوسط أو إفريقيا أو أمريكا اللاتينية في مرحلة كان اليأس فيها قد بلغ مداه من إمكان إنهاء عصر الاستعمار الأجنبي الذي كانت ترزح تحته بلدان كثيرة. وأظن أن من حق ثورة يوليو ومن حق أبطالها أن تقال اليوم كلمة الحق الواجبة عرفانا بالفضل, مهما كان الرأي في بعض الممارسات, ومهما كانت درجة التحفظ علي أهمية وضرورة بعض ما تحقق من إنجازات. ثم إنني أظن كذلك أنه قد آن الأوان لكي تخرج الملفات والوثائق الرسمية لثورة يوليو إلي النور حتي يمكن كتابة التاريخ الصحيح لهذه الحقبة التاريخية بعيدا عن هوجة كتاب المذكرات الذين تناولوا أحداث الثورة برؤاهم الذاتية سواء كانت منطلقة من مكاسب فردية أو مرارات شخصية. لقد آن الأوان بالفعل لكي يعرف الشعب التاريخ الصحيح لثورة يوليو وساعتها يمكن أن يجيء الجواب الصحيح عن السؤال المطروح: ماذا حققت ثورة يوليو؟ خير الكلام: الرقص علي الحبال أصبح الآن أحد فنون السياسة وليس مجرد لعبة من ألعاب السيرك فقط! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله