نطوى صفحة، ونبدأ صفحة جديدة، تارة بإرادتنا، وتارة رغماً عنا، وفيما بعد ندرك المعني، الكتاب لا يتكون من صفحة، والعمر ليس تجربة، والحياة مراحل، وكل مرحلة تقود إلى أخري، حكاية لها بداية ونهاية، أحيانا نسعد، وأحيانا نحزن، وهذا هو المكتوب. لا يوجد طريق واحد للسير، فالطرق كثيرة، المهم أن نحسن الاختيار، للسعادة مساراتها، وللتعاسة أيضا، ونحن نختار ما يناسبنا، نفرح حين نحسن الاختيار، ونندم حين نخطئ، وقد لا نكترث، لكننا نتعلم طرقا للتفكير، وأخرى للتعبير، وأساليب جديدة للحياة. لا شيء يمضى على وتيرة واحدة، ولكل مرحلة طبيعتها، وأيضا مفاجآتها، الحزن لا يدوم، والألم لا يستمر، والمشاعر تتغير، وكذلك الأفكار، ولكل وقت حال، وكل حال يقود إلى حال، ولا أحد يرضيه حال، وهذا سر قلقنا، لكن الحال يتغير حين نتغير. الكل يبحث عن الأفضل، وحتى نحقق الأفضل، يلزمنا أن نعرف الأفضل، فالأشياء لا تبدو على حقيقتها، الظاهر غير الباطن، والشكل عكس المضمون، وما نظنه الأحسن قد لا يكون كذلك، وتستمر الحيرة حتى ندرك الحقيقة، وقد نمضى فى التيه، ولكل منا متاهته. الحياة أشبه بحكاية، وكل حكاية تحتاج إلى إعادة صياغة، فالأخطاء يلزمها تصحيح، والمشكلات تتطلب حلولا، والتحديات بحاجة إلى اختيارات، والفصل الجديد لا يبدأ، حتى نطوى الصفحة. لمزيد من مقالات عبد العزيز محمود;