تتبدل الأفكار، ومعها المشاعر، وتتغير المواقف، نتجنب ما كنا نحبه، ونحب ما كنا نتجنبه، وننتقل من حال إلى حال، تارة باختيارنا، وتارة رغم إرادتنا، وتتعاقب الأيام، وكذلك الليالى، نهدأ حينا، ونضطرب أحيانا، نغير ما يمكن تغييره، ونتقبل ما لا يمكن تغييره، ونتجنب ما يصعب قبوله. فى حياتنا تحولات، بعضها يمضى سريعا، وبعضها يستغرق وقتا، ولا شيء سهلا، أشياء تظهر، وأخرى تختفي، وجوه تأتي، ووجوه ترحل، قد يكون اليوم أفضل، وربما يصبح الغد أسوأ، وأحيانا يولد السهل، من رحم الصعب، لا تحكم على اختيار، حتى تفهم الدوافع، ولا على شخص، حتى تعرف الحكاية. حتى ردود أفعالنا تتبدل، فالمتغيرات لا تنتهي، هناك ما يدفع للأمام، وهناك ما يشد للخلف، ونحن نختار، ونتحمل نتيجة الاختيار، مواقف اليوم، غير مواقف الأمس، ومواقف الغد من الصعب التنبؤ بها، وكل موقف يقول شيئا، ويخفى أشياء، ولا جديد تحت الشمس، اختياراتنا تعكس مصالحنا. وحين نترجم المواقف إلى أرقام، ندرك الحقيقة، ولا شيء إلا الحقيقة، فالأرقام لا تكذب ولا تتجمل، المهم ألا نتلاعب بها، حتى لا تتلاعب بنا، للحب رقم، وللكراهية رقم آخر، وأرقام النجاح عكس أرقام الفشل، ولكل رقم معني، وكذلك مغزي، ومن الأرقام نفهم، أين كنا، وكيف أصبحنا، وإلى أين نسير، وهل حياتنا إلا أفكار وأرقام ومشاعر؟! . لمزيد من مقالات عبد العزيز محمود;