الأرقام لا تكذب، ولا تتجمل، إنها تقول الحقيقة، ولاشيء غير الحقيقة، الواحد غير الصفر، والزائد عكس الناقص، والمكسب خلاف الخسارة، ولو ترجمنا حياتنا إلي أرقام، لعرفنا الحقيقة، لكننا لا نحب الحقيقة، ولا نريد أن نعرفها، لأنها صعبة، وغالبا مؤلمة. لكل شيء رقم، وأيضا قيمة، والقيمة يحددها رقم، أنا رقم، وأنت رقم، وكلنا أرقام، الأرقام تكشف الماضي والحاضر، وتتنبأ بالمستقبل، للتقدم رقم، وللتخلف رقم، للرفاهية رقم، وللفقر رقم، حياتنا حافلة بالأرقام، المهم ألا نتلاعب بها، حتي لا تعطي نتيجة مختلفة. الأرقام كالبشر، هناك أرقام تتقارب، وأخري تتنافر، وهناك أرقام صعبة، لا يمكن التعامل معها، لأنها غير قابلة للجمع ولا للطرح ولا للقسمة، ولكل رقم حسابات، وكذلك قاعدة، يكفي أن تعرف القاعدة، حتي تجيد التعامل، وهل حياتنا إلا محصلة اختيارات وظروف، وأيضا أرقام. الحياة في العشرين غيرها في الأربعين، وما بعد الستين شيء آخر، هذا هو العمر، وهو أيضا رقم، ولكل عمر ضربات قلبه، ومعدلات سكره وضغطه، وكلها أرقام، ولكل منها معني، العمر نفسه رقم، والزمن ليس إلا متوالية أرقام، ونحن نمضي سلبا أو إيجابا مع الزمن. هل تريد أن تعرف مستقبلك، الأرقام تقول لك، هناك أرقام مبشرة، وأخري منذرة، والفرق واضح، أرقام تقول إنك علي الطريق الصحيح، وأرقام تقول إنك علي الطريق الخطأ، والاختيار لك، للأرقام حكايات لا تنتهي، ولكل رقم حكاية، وأيضا نهاية. لمزيد من مقالات عبد العزيز محمود