فى الوقت الذى تشهد فيه الأقصر إعادة إحياء مشروع طريق الكباش الذى سيعيد الى الأذهان المواكب والاحتفالات الملكية التى كانت تسير من معبد الكرنك إلى معبد الأقصر فى أعياد «الأوبت» وبعد ان بدأت الجهات الحكومية المختلفة بناء على توجيهات رئيس الجمهورية منذ عدة أشهر استئناف العمل بالمشروع الذى توقف بعد قيام ثورة 2011 والمنتظر ان يشهد افتتاحا عالميا ، نجد على الجانب الآخر مشهدا مختلف، تماما عن تلك الصورة الجميلة للاثار الفرعونية التى بقيت شاهدا على عظمة وحضارة المصريين. فعلى بعد أمتار قليلة من معبد الكرنك توجد منطقة نجوع الكرنك والتى يقول عنها محمود بكرى الذى يعمل فى السياحة ومن أبناء الكرنك ان هناك عدة مناطق بالكرنك لم يدخلها مشروع الصرف الصحى على الاطلاق، فعلى الرغم من وجود بيوتنا بالقرب من واحد من اهم المعالم السياحية وهو معبد الكرنك الا انه لا يوجد لدينا صرف صحى وطالبنا كثيرا بأن يتم ادراجنا فى خطط الدولة، فالمنازل التى مازالت مبنية من الطوب اللبن فى تلك المنطقة تغرق من الصرف الصحي، ومنها مالا يزال يعمل بالبيارات. يقول المهندس أسعد مصطفى من أبناء منطقة المنشأة ان هناك ما يقرب من 10 نجوع فى مدينة الأقصر لم تدخلها خدمة الصرف الصحى هى نجوع «الترعة البنى حسونة العوابد القباحى الشرقى الجالس جودة عبادى الزاعورة» وجزء من نجع الطينة، بالإضافة الى نجع عوض الله الغربي، وهذه النجوع موزعة بين منطقة الكرنك ومنطقة منشأة العمارى والمنطقتين بشكل عام بهم مشروعات للصرف الصحى الا ان تلك النجوع حرمت من دخول الصرف الصحى لها لأسباب مختلفة فالبنسبة لنجع الترعة والبنى التابعين لمنطقة منشأة العمارى كانت مشكلة إدارية فعند بدء مشروع الصرف الصحى لمنطقة منشأة العمارى والذى انتهى العمل به منذ عامين تقريبا لم يتم ادارج هذين النجعين كنجوع تابعة لمنطقة المنشأة وبالتالى لم يتم ادراجهم بالمشروع، اما بالنسبة لنجع عوض الله الغربى فكانت المشكلة فى موقع الأرض التى يتم اختيارها لانشاء محطة رفع وبالنسبة لنجع الطينة والجالس فكانت هناك مشكلة فنية حيث ان الميول فى تلك المنطقة لا تسمح بالانحدار الطبيعي، وبالتالى لم يتم إدراج النجوع ضمن مشروع المعونة الأمريكية لانشاء محطة صرف صحى لمنطقة الكرنك والقباحى عام 2003. وعن التكلفة المالية التى يحتاجها تنفيذ تلك المشروعات فقد كشف مصدر مسئول بقطاع مياه الشرب والصرف الصحى ان إجمالى التكلفة تصل الى 65 مليون جنيه موزعة على ثلاثة مشروعات، تكلفة كل مشروع فيها لاتتجاوز ال 20 مليون جنيه. وعلى جانب آخر، كشفت الأرقام الرسمية على كارثة أخرى تعيشها الأقصر فمن بين 56 قرية بمحافظة الأقصر بأكملها لا يوجد سوى قرية واحدة فقط بها صرف صحى وهى قرية سوزان مبارك التابعة لمركز ومدينة القرنة بالبر الغربي، اما باقى قرى الأقصر ففيها بعض المناطق المخدومة جزئيا. وعلى الرغم من وجود 12 مشروعا للصرف الصحى فى قرى الأقصر، الا ان معظم تلك المشروعات متوقفة بسبب ضعف التمويل المالى وهى مشروع صرف صحى »الطود القديم الطارف الضبعية الريايينة أرمنت الحلا النجوع بحري«. والعجيب ان تلك المشروعات منها ما بدأ العمل به منذ 10 أعوام مضت الا ان نسبة تنفيذ العمل بها لا تزيد على ال 10 % والسبب ضعف التمويل المالى الذى مازال يحرم أهالى أقدم عاصمة لمصر من خدمة الصرف الصحي.