«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كتاب فرنسى يفضح سياسة الدوحة لدعم الإرهاب
النخبة الفرنسية غرقت فى سحر أموال قطر
نشر في الأهرام اليومي يوم 12 - 08 - 2017

* كبار المسئولين الفرنسيين تزاحموا للمشاركة فى منتدى الدوحة وحفلات الاستقبال القطرية

* ساركوزى لجأ باكيا لأمير قطر لدفع 3 ملايين يورو لإتمام طلاقه

* حمد بن خليفة حصل على مباركة باريس لإعادة ترتيب الشرق الأوسط

مجموعة من الحقائق المهمة والخطيرة يكشفها كتاب «فرنسا تحت التأثير..عندما تتخذ قطر من بلدنا ملعبا» حيث يركز على حالة اللهث الغربية وراء الأموال القطرية خاصة من جانب فرنسا وذلك في مقابل الخضوع لرغبات وخطط الإمارة الشريرة.
ويفضح الكتاب، الذى ألفه الصحفيان الفرنسيان فانيسا راتينيه ، وبيير بييون ،التجاوزات القطرية وسياستها الهادفة لنشر الارهاب والتطرف وهدم الدول المحيطة بها ومن بينها مصر. كما يفضح علاقة الصداقة المشبوهة بين الأمير القطري و الارهابي انيس نقاش الذي اعتقلته فرنسا فيما بعد وحكمت عليه بالسجن المؤبد ،وساومت قطر عليه بافتعال حوادث إرهابية وعمليات اختطاف للرعايا الفرنسيين حتي تم الإفراج عنه
ووفقا للمؤلفين فإن الكتاب يروي قصة فشل فرنسا وزعمائها والنخب في مقاومة أهوال العولمة واضطرارها للتضحية ببعض المبادئ. ويركز علي تاريخ العلاقات بين فرنسا وقطر ومساوئها والمغامرات غير المحسوبة التى قامت بها فرنسا ولم تعتمد إلا على المصالح الشخصية مما وصل أحيانا الي حد المساومة بالوطن.
ويفضح الكتاب الفساد القطرى المرتبط بآسرة ال ثاني..والسياسات المنحرفة للهيمنة المتزايدة للسوق، وادخال قرارات وآليات جديدة للتحرر من القيود منذ مطلع الثمانينات حيث انتقلت تدريجيا سلطة السياسة للتمويل.وتُركت مبادئ الإدارة للتكهنات.وارتفعت سيطرة الدولار.وهنا يقول الكتاب بالنص» ليست قطر سوى نتيجة طبيعية لهذا الوضع الجديد وواحدة من العوامل الأكثر ملاءمة لفك شفرة ممارسة السلطة الحالية».
وحرص الصحفيان فى الكتاب الصادر في484 صفحة عن دار نشر «فيار» الفرنسية على القاء الضوء على الفساد السياسى والبراجماتية الفرنسية التي ساندت الخطط الخبيثة لدولة قطر في مقابل الحصول علي النفط والأموال وبصفة خاصة خلال فترة رئاسة نيكولا ساركوزي.
ويبدأ الجزء الأول من الكتاب بالكشف عن كواليس لعبة المصالح التي تجلت بوضوح منذ وصول الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي إلي الإليزيه في 2007, ولجوءه للأمير القطري الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لتمويل قضية طلاقه من سيسيليا! ويقول المؤلفان:
«في صيف 2008- ونقلا عن قصر الديوان في الدوحة- جاء ساركوزي يبكي للشيخ القطري بسبب طلب زوجته السابقة ثلاثة ملايين يورو مقابل الطلاق.وان الصديق القطري استجاب لمساعدة الرئيس الفرنسي ودفع متطلبات سيسيليا التي تزوجت فيما بعد من ريتشارد أتياس،رجل الاعمال اللبناني المقيم في أمريكا».
ويشير المؤلفان إلى أن الصفقة التي عقدها آنذاك الامير القطري وقام بتمويل طلاق الرئيس الفرنسي ب 3 ملايين يورو كانت تهدف لجعل المصالحة بين الرئيس الفرنسي والديكتاتور السوري -حسب تعبير الكتاب – تلعب دورا حاسما في الاستراتيجية التي تقودها قطر في المنطقة وبلورة دور قطر كلاعب رئيسى فى المنطقة.وبالفعل لعبت فرنسا دوراً هاما.
ويستعرض الكتاب نبذة عن أسباب سوء العلاقات الفرنسية السورية التي تدهورت في عهد الرئيس السابق جاك شيراك بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبنانى رفيق الحريري فى 2005 وأن الحادث كان فاصلا بين باريس ودمشق،حيث اعتبر الرئيس الفرنسى الأسبق جاك شيراك ان الرئيس السوري هو الراعي لعملية اغتيال صديقه المقرب رفيق الحريرى.
وقد سعى أمير قطر حمد آل ثانى لتوطيد العلاقات بين بلاده وفرنسا لدى وصول الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لسدة الحكم في عام 2007 وذلك بهدف الحصول على مساعدة باريس فى خططه لإعادة ترتيب منطقة الشرق الأوسط،وكان حمد ال ثاني أول مسئول عربي استقبله الاليزيه في مايو2007، فور وصول ساركوزي للسلطة.
وفي 12 يوليه 2008 بايعاز من الامير القطري استأنفت العلاقات الدبلوماسية بين سوريا ولبنان.وهو ماتم الإعلان عنه اثناء انطلاق مؤتمر الإتحاد من أجل «البحر الأبيض المتوسط» وبمساع من برنار كوشنير وزير الخارجية الفرنسى آنذاك ،حيث أراد الرئيس الفرنسي تقديم مبادرة تاريخية لفتح تمثيل دبلوماسي في لبنان وفتح تمثيل دبلوماسي في سوريا. وبعد يومين شارك بشار الأسد وحمد بن خليفة ال ثاني في احتفالات فرنسا بعيدها الوطني بالشانزليزيه وحضرا العرض العسكري.
الاستثمارات القطرية فى فرنسا
اما عن الأموال القطرية المتدفقة بغزارة،والاستثمارات الضخمة في قلب الصناعة والعقارات والضواحي الفرنسية؛ فحدث ولا حرج اذ يشير المؤلفان الي حجم الأموال الوفيرة المخصصة لفرنسا والتي جاءت فى المرتبة الثانية بعد المملكة المتحدة المستعمر السابق لقطر ، كما حذرالمؤلفان من تأثير قناة الجزيرة في ثورات «الربيع العربي» ودورها في دعم الطموحات الجيوسياسية للإمارة.
وفي الجزء الثاني يركز الكتاب علي الشق الخاص بتسخير الأموال والاستثمارات القطرية لتحقيق الأطماع الجيوسياسية للإمارة الصغيرة. ويقول الكاتبان: إن قطر تعلمنا الكثير عن أنفسنا وعن كيفية النظر إلى هذا الجسم السياسي الغريب،وكيف غرقت النخب الفرنسية في العولمة، وفي سحر هذه الأموال والرفاهية والبذخ مشيرين إلي حفلات الاستقبال التي كانت تقيمها قطر في الجناح الانيق جداًبقصر دوفين الواقع بمنطقة فاخرة على أطراف العاصمة ، أو في أفضل المطاعم في باريس. ومن هذه الجزئية تحديدا اختار المؤلفان عنوان الكتاب «فرنسا تحت التأثير».
وعن الانتهاكات القطرية في فرنسا يقول المؤلفان «تبدو فرنسا وكأنها واقعة تحت التأثير، وكأنهاٍ أصبحت «حكرا على» هذه الإمارة القطرية، وينبغي عليها أن تكون جزءا من استراتيجيتها «.وأصبحت القيادات السياسية والاقتصادية والمالية الفرنسية تظهر الكثير من التودد للدوحة. ويضيف المؤلفان « ثروة قطر أصبحت بمثابة مغناطيس لا تمانع باريس في الانجذاب نحوه غير مبالية بالقيم التي تحملها جمهوريتنا»
وفي جزء اخر يؤكد المؤلفان أن الأموال هي حجر الزاوية في الفلسفة القطرية.وببساطة: يمكنك شراء أي شيء، بما في ذلك الشعب!على حد وصف احد اقطاب الصناعة الفرنسيين من المتخصصين في الشئون الخليجية.ويشيران إلى أن قطرتعتنق فلسفة ان الاستثمار هو الأكثر ربحية لإدامة سلطته.
وعلي المستوي الشخصى يشير الكتاب ايضا الي حجم البزخ والرفاهية التي يستمتع بها الأمير حيث قيامه بشراء فيلات بمنطقة الجنوب الفرنسي علي البحر الأبيض المتوسط بساحل ال كوت دازور وهي واحدة من أغلي المناطق علي المستوي العالمي .وكان ذلك خلال زيارته الأولى لفرنسا في عام 1974.وومنذ ذلك الوقت أصبح هو المكان الذي يقضي فيه كل أوقاته أثناء إجازاته. ويحكي ان الامير القطري أصبح يقسم وقته بين ريفييرا فرنسا وجنيف.
وفي نفس اطار الاستثمارات المستفيدة منها فرنسا.. حرصت قطر علي اقتناء كتلة من المباني الواقعة في «المثلث الذهبي» المتميزة بباريس.
منتدى الدوحة المثير للجدل
وكشف الكتاب أن كبار الرجال الفرنسيين كانوا يتزاحمون كل عام للمشاركة فى «منتدى الدوحة» لمناقشة الديمقراطية، وأن قائمة المسئولين الذين كانوا يحرصون علي حضور هذا المنتدي تطول حتى إسم سيجولين رويال مرشحة الرئاسة الفرنسية لعام2007 ووزيرة المستقبل لحقوق المرأة،والمدينة،ووزيرة الشباب والرياضة، نجاة فلو-بلقاسم، والرئيس الحالي للمرصد حول العلمانية، جان-لوي بيانكو،و رجل الأعمال إريك غيبالي،بل ووجهت الإمارة دعوة ل50 عضوا من البرلمان الفرنسى للمشاركة فى دورة عام 2013 للمنتدى.
و يتساءل الكثيرون عن أخلاقيات هذا النهج، وما الغرض من تلبية مثل هذه الدعوة وفى مقدمتهم النائب الاشتراكي فرانسوا لونكلي، عضو لجنة الشؤون الخارجية في «الجمعية الوطنية»، والذى يؤكد أن المسألة ليست بريئة ويتساءل ما الغرض من دعوة 50 برلمانيا فرنسيا لحضور مثل هذا المنتدي للتحدث عن ديمقراطية وهمية ! في حين ان الدور الرئيسى للبرلمانيين يتمثل في كتابة وصياغة قوانين الجمهورية؟» الأمر ليست تافها حسب قوله.
كما يتساءل المؤلفان أيضا عن النية الكامنة وراء هذه الدعوة؟ مشيرين إلى أنه بناء على تقصيهما للحقائق وجدا أن الوفود المشاركة فى مثل هذه الفعاليات عادة ما يتراوح عدد أعضائها مابين 6 إلى 8 أفراد .
ويؤكد المؤلفان أن الأمر أصبح مثيرا للجدل بالاضافة ،و أنه في كل سنة، يجتمع قادة من جميع أنحاء العالم في «منتدى الدوحة» للاحتفاء بالديمقراطية في حين يتم التعتيم علي معاناة العمال المهاجرين و الذين يشكلون ما يقرب من 94 في المائة من القوى العاملة في البلاد،ويعاملون معاملة العبيد في حين أنهم يخلقون بسواعدهم هذه الثروة الوطنية. وبالطبع لا يجرؤ أى من القادة المشاركين فى المنتدى على التطرق لأزمة العمال أو أنهم يعملون في ظروف صحية غير مناسبة وأن الكثير منهم يموت يوميا في مواقع البناء.
وياتي هذا التجاهل و العمال يعملون على بعد أمتار قليلة من مدخل الفندق الكبير الذي يستضيف ضيوف منتدي الدوحة وغيره من المناسبات الفاخرة التي تدعو لها الإمارة.
ويشير الكاتبان الي إنهما سجلا هذه الحالة البائسة للعمالة في قطر ليس فقط لضمها لسطور الكتاب و انما ايضا لعمل فيلم وثائقي عن الانتهاكات القطرية غير الأدامية في حق العمال
وحول سياسة الكيل بمكيالين يوجه الكتاب انتقادا شديدا لفرنسا موضحا أن باريس دأبت على القاء محاضرات طويلة عن الديمقراطية أمام شركائها الأفارقة فأين ذهبت تلك المحاضرات فى التعامل مع قطر!
القرضاوى والإخوان أذرع تحقيق المطامح
لم يغفل المؤلفان الدور الذي لعبه الشيخ يوسف القرضاوي وجماعة الاخوان المسلمين في تقويض المنطقة.و كيف لعب القرضاوي وقناة الجزيرة دورا كبيرا في ثورات «الربيع العربي» من أجل تحقيق الطموحات الجيوسياسية للإمارة.
وأوضحا أن الشيخ حرص على تسخير العامة من اصحاب الثقافات المتواضعة عن طريق نشر الأفكار الدينية الراديكالية الخاطئة التي تخدم مخطط فرض سيطرة قطر علي المنطقة .
وأضافا أن هذا الشيخ لا يعطي سوى مقابلات قليلة جداً،لا سيما لوسائل الإعلام الفرنسية
و أنه يضع شرطا مسبقاً بضرورة إرسال الأسئلة مسبقاً قبل إجراْ أى جوار.ويقول المؤلفان «القرضاوي لا يعطي الكلمة مجانا.»
وفي هذا الشأن تلمسنا من بين سطور الكتاب محاولة الكاتبين لإظهار حجم التوجس الذي ينتاب كل من يدلي بشهادته فيما يتعلق بقطر او القرضاوي جيث كان يشترط كل من يدلي بشهادته للكاتبين يتفق ان يكون بالكلام فقط (أى بدون تسجيل أو تصوير)وألا يذكر الأسم مما يعكس مناخا من عدم الحرية، والخوف من العواقب المترتبة على شهادة يمكن أن تؤذيهم..والغريب ان تكميم الأفواه وطلب عدم الكشف عن هوية المتحدث قد طال شخصيات في فرنسا ايضا.
و هنا يذكر الكاتبان « منذ رحلتنا الأخيرة لقطر،وجدنا الاجراءات أكثر صعوبة وأنه يتم توقيف عدد من الصحفيين الفرنسيين والأمريكيين ويطلب منهم نسخ من جوازات السفر والأوقات المحددة للإقامة وأرقام الرحلات،ورسائل البريد الإلكتروني ورسائل رسمية تؤكد انتمائهم للمؤسسات التي يعملون لها ، للحصول على التصريحات اللازمة.
دور إقليمى أكبر
ويشير المؤلفان إلى أن رغبة قطر فى القيام بدور إقليمى أكبر وأوسع تزايدت بصورة كبيرة وأنه في عام 2011 خططت بعض القوي الدولية مع قطر لإضرام النيران في المنطقة العربية والشرق الأوسط تحت ذريعة القضاء علي الدكتاتورية التونسية والمصرية ؟وهنا يشير الكاتبان إلى ان قطر هي أول من يستحق هذه الثورات والانقلاب لما لديها من فساد مستشر ورفاهية مطلقة تنعم بها الطبقة الحاكمة دون الشعب.
وأوضح الكتاب أن قطر التي تجاوزت دورها بالتدخل في هذه الثورات: كانت الأكثر استفادة من الأموال التى نهبت خلال الثورات.. موضحا ان الدوحة كانت أول من أوت الهاربين باموال بلادهم منذ مارس 2011، كما كان الحال مع موسى كوسا الرئيس السابق للمخابرات الليبية، و ‹صهر الرئيس التونسى زين العابدين بن على
وحول العلاقة بين فرنسا وقطر يؤكد الكتاب ان فرنسا لاتريد من قطر، المستقلة منذ 40 عاما ،سوي الأموال والغاز وان هذه العلاقة تعود الي عهد الجنرال ديجول بغية ضمان التواجد الفرنسي في الخليج..
ويقلل الكتاب من شان قطر بالقول انها دولة مثلها مثل أى حليف آخر بالمنطقة، وأن حقبة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لم تكن وحدها المسئولة عن بداية علاقات المصالح بين البلدين، اذ ان الثمار الأولى عبر تاريخنا تحتوي على بذور الانحراف ؟ فهناك اتفاقات تعاون بين البلدين منذ حقبة الرئيس الفرنسي السابق جورج بومبيدو ،ثم فرانسوا ميتران.. الا انه فيما يتعلق بفترة رئاسة نيكولا ساركوزي ، وصلت الفوضى والتجاوزات و الفساد ،وهو ما شعر به المواطن الذي كان يرى ويسمع كل يوم حزمة من الأزمات وقضايا تضارب المصالح واستغلال السلطة من حكومته
وينوه الكاتب الي ان حجم التوجس القطري كان واضحا عندما جاء الدور علي فرانسوا اولاند لتولى الرئاسة في عام 2012،جيث لم يكن واضحا ما هى السياسة التي سينتهجها الساكن الجديد للاليزيه وتساءل البعض هل سيستمر شهر العسل بين باريس والدوحة ؟ وسرعان ما أعلن الإليزيه عن العودة إلى علاقة أكثر عقلانية و دبلوماسية أكثر توازناً.وظهرت النتيجة بعد سنتين من رئاسة أولاند الاشتراكي فى صورة تعزيز الروابط مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
والواقع ان الكتاب الصادر فيما يقرب من 500 صفحة، مزدحم بأحداث تاريخية كثيرة يصعب علينا نقل كل ما فيه الا اننا حاولنا ايجاز وتبسيط لاهم ما جاء فيه .
وبالرغم من انه صادر في 17 سبتمبر عام 2014 الا ان مايحتويه من معلومات وثائقية تجعله محط اهتمام دائم للباحثين والمهتمين بمعرفة عن ما يجرى في كواليس السياسيات الفرنسية والاوروبية وتنفذه دولة قطر والاخوان المسلمون في المنطقة العربية والشرق الأوسط. كما أن الكتاب يقدم دروسا كثيرة من خلال استعراض تاريخ حقب سابقة وما تم خلالها من تطويع للسياسات والدبلوماسيات من اجل المصالح.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.