«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"أمراؤنا الأعزاء".. قصص الفساد بين قطر وسياسيين فرنسيين
نشر في البوابة يوم 23 - 10 - 2016

مجددًا يعود الحديث عن إمارة قطر الغامضة وهذه المرة تكون فرنسا الطرف الآخر فى المعادلة.
مناسبة الحديث كتاب جديد لصحفيين فرنسيين هما جورج مابرينو وكرستيان شينو، يحمل عنوان «أمراؤنا الأعزاء»، طرح الأسبوع الماضى فى الأسواق والمكتبات بفرنسا.
يروى الكتاب- الذى نشرت مجلة «لوبوان» الأسبوعية الفرنسية الخميس أجزاء منه- «علاقة الفساد» التى نشبت بين قطر وبعض السياسيين الفرنسيين الذين يتلقون هدايا وامتيازات مقابل الدفاع عن الدوحة، وفيه يروى الصحفيان الفرنسيان كيف يركض السياسيون الفرنسيون، من بينهم نواب ووزراء ومسئولون كبار، وراء المال الخليجى وكيف يتملقون لأمراء هذه الدولة الغنية بالنفط.
فهم العلاقة بين قطر وفرنسا يتطلب العودة قليلًا إلى الوراء، بالتحديد إلى عهدى الرئيس الفرنسى السابق، نيكولا ساركوزى، وأمير قطر السابق، الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى؟
بحسب موقع «ميدل ايست أونلاين»، فإن «علاقات فوق العادة» نُسجت بين قطر وفرنسا فى عهد الرئيس ساركوزى، فقد انسحبت «حرارةُ الصداقة الشخصية» بين سيّد الإليزيه آنذاك وحمد بن خليفة على متانة الروابط بين البلدين فى الشئون الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية.
احتلت قطر صدارة العلاقة مع فرنسا على حساب دول الخليج الأخرى، فكان الأميرُ القطرى أول زعيمٍ عربى يزورُ الإليزيه فى بداية عهد ساركوزى (مايو 2007)، فيما بردت علاقات باريس والرياض (منذ زيارة ساركوزى لها وانتهاجه سلوكًا اعتبرته الأوساط الرسمية السعودية أقرب إلى قلة الأدب)، ولم تُسجل باريس اختراقات لافتة فى دول الخليج الأخرى.
علاقاتُ «ساركوزى حمد» قادت البَلدان إلى ما يشبه المحور على المستوى الدولى اقتربا به من تركيا وسوريا فى ما كاد أن يكون حلفًا رباعيًا تجسد فى القمة التى جمعت زعماء هذه الدول فى دمشق (سبتمبر 2008)، قبل أن يُفجّر الحدثُ السورى ذلك السعى فيعودُ كل فريقٍ ليغنى على ليلاه.
تقدمت قطر إلى الداخل الفرنسى من بوابة الاقتصاد. امتلكت هيئة الاستثمار القطرى حصصًا مهمة فى كبرى المجموعات الاقتصادية والصناعية الفرنسية.
اقتنت الهيئة عددا من أعرق الفنادق الفرنسية، قبل أن تشترى فريق العاصمة لكرة القدم «باريس سان جرمان»، وقبل قيام قناة «الجزيرة» الدولية الرياضية بشراء معظم مباريات الدورى الفرنسى.
بالمقابل غزت الشركات الفرنسية المشاريع الاقتصادية فى قطر لا سيما تلك فى ميدان الإعمار، وقطاع الإنشاءات الهائلة الخاصة بكأس العالم لعام 2022، إضافة لقطاع الطاقة لا سيما مع مجموعة توتال.
غير أن شيئًا ما يوترُ علاقات فرنسا فرنسوا هولاند بإمارة قطر الأمرُ خرج من كواليس الدبلوماسية ومن همهمات المراقبين، وبات علنيًا تُفصح عنه الصحافة ويتمُّ تداوله جهارًا على ألسنة السياسيين.
باريس تتحدث عن دورٍ قطر فى تمويل وتسليح الجماعات الإسلامية فى شمال مالى، ليس فقط بما يتناقض مع مصالح فرنسا، بل بما يتناقض مع مصالح الجزائر أيضًا.
فى فرنسا، وإذا ما صمت اليمين القريب من ساركوزى، فإن زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن، وعدة شخصيات قيادية فى الحزب الاشتراكى (حزب الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند) شنوا حملة شعواء ضد ما وصفوه ب«الدور المشبوه لصديقتنا قطر» فى تمكين الإسلاميين من السيطرة على شمال مالى، وتسهيل تمرّكز القاعدة وأخواتها فى منطقة الساحل الإفريقى.
تستندُ المسألة على تقارير استخباراتية نشرتها صحف باريس قيل إنها رفعت إلى الإليزيه أيام ساركوزى لكنه أهملها آنذاك لعدم إحراج صديقه القطرى حسب الصحافة الفرنسية.
تكشفُ التقارير، بالمعلومات والأرقام، حركة الدعم المالى والقطرى للجماعات فى شمال مالى (عمدة مدينة غاو كشف لإحدى الإذاعات الفرنسية قبل أشهر عن دعم قطرى إلى الإسلاميين يصلُ يوميا إلى مطارى غاو وتمبكتو).
مارين لوبين ذهبت، إلى اتهام قطر بأنها وراء تمويل وتسليح كل الإسلاميين فى العالم، بما سيقود إلى كارثة احتمال قيام أفغانستان جديدة على أبواب أوروبا، حسب مراقبين فرنسيين.
على أن الضيق الفرنسى بدأ يظهر قبل مسألة مالى، من خلال ما كُشف عنه من تمويلات قطرية ضخمة تُعد لتمويل مؤسسات ومشاريع فى ضواحى باريس ومدن أخرى ذات الأغلبية المسلمة، (وهى مناطق فجرت اضطرابات كبرى قضّت مضجع البلاد قبل سنوات) على نحو أثار أسئلة حول ما ترومه الدوحة من خلال استثماراتها الاجتماعية فى تلك المناطق، لا سيما أنها تدعمُ «أسلمةً» مفترضة تخشاها فرنسا وتُحذّر منها أجهزة الأمن لديها.
«العبث» الداخلى أُضيف إلى عبثٍ خارجى فى الميدان الحيوى لفرنسا فى إفريقيا. أما أساس الطموحات القطرية فى مالى فتعود حسب مصادر متابعة فى باريس إلى عزمِ على الحصول على نصيب وافر من ثروات الطاقة التى تختزنها أراضى منطقة الساحل الإفريقى، لا سيما فى مالى والنيجر.
يمكن أن نقول إن تشققا كبيرا قد سُجّل بين باريس والدوحة. فرانسوا هولاند يقترب من الخليج عامة، ويقارب المنطقة بشكل مختلف، على نحو يؤشر أن «الساركوزية» القطرية تلاشت بغياب ساركوزى، وأن الزواج بين البلدين أضحى مستحيلًا حتى لو لم يفض أبدًا إلى طلاق.
بإيجاز فإن باريس فى عهد الرئيس هولاند تتعامل مع قطر على أنها عابث داخلى وخارجى يغازل إسلاميى فرنسا فى ضواحى العاصمة مثلما يمول الإسلاميين المتشددين فى منطقة الساحل والصحراء.
هذه النقطة تحديدًا تطرق إليها كتاب «أمراؤنا الأعزاء»: «نيكولا ساركوزى وضع فى طليعة اهتماماته الاقتراب إلى دولة قطر وأميرها السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى. العلاقة تطورت بشكل سريع بين الرجلين وتحولت بعد ذلك إلى سنوات عسل، ما سمح لفرنسا باستقطاب الأموال القطرية لكن بعد وصول فرانسوا هولاند إلى الحكم فى 2012، تغيرت استراتيجية فرنسا تجاه قطر كليا، فالرئيس الفرنسى الجديد أدار ظهره لهذه الدولة الصغيرة وأصبح يغازل السعودية ويجاملها، باعتبارها البلد الأقوى والأغنى فى منطقة الخليج».
صفقات بمليارات الدولارات
وراء هذا التغير الاستراتيجى، حسب الكتاب، معلومات سرية سربت من السفارة الفرنسية فى الرياض مفادها أن السعودية تنوى إبرام مع فرنسا صفقات مالية تقدر بحوالى خمسين مليار دولار. فتركت قطر على جانب وحلت محلها السعودية وحظيت باهتمام كبير من قبل فرنسا.
وفق ما نشره الموقع الإلكترونى لقناة «فرانس 24» نقلا عن مجلة «لوبوان»، فإن حصيلة العلاقات الفرنسية السعودية بعد أربع سنوات من حكم «هولاند» كللت بالنجاح. والدليل، التوقيع على عدد من الصفقات التجارية والعسكرية بين البلدين والتى تجاوزت قيمتها 20 مليار دولار.
أبعد من ذلك، بفضل علاقاتها الطيبة مع الرياض، استطاعت فرنسا أن توقع على عقود اقتصادية أخرى مع دول عربية مثل مصر التى اشترت 24 طائرة حربية من نوع «رافال» بتمويل مشترك سعودى وإماراتى. لكن باريس دفعت ثمن هذا التقارب بغمض عيونها إزاء الاتهامات الموجهة للسعودية وقطر، لا سيما تمويل الاهاب.
موقف باريس جاء عكس موقف واشنطن التى صعدت من لهجتها إزاء دول الخليج وطالبتهما بوقف تمويل الحركات الجهادية فى العالم.
عشاء الوزير الفرنسي
على مستوى الأفراد، يعج الكتاب بالقصص التى تبين الوجه الحقيقى لبعض الشخصيات السياسية الفرنسية والهوة الكبيرة التى تفصل بين أقوالهم وأفعالهم.
كشف الكتاب أن هذا الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان فى حكومة مانويل فالس، جان مارى لجوان، حاول عدة مرات تناول وجبة غذاء مع سفير قطر بفرنسا مشعل آل ثانى، دون جدوى، لكن السفير غير موقفه فى 2016 بسبب بعض الضغوطات الخارجية وقرر ملاقاة الوزير الفرنسى.
يكشف الكتاب أن السفير القطرى دعا محدثه الفرنسى إلى توقيع عقد مع شركة اتصال من أجل مراقبة ومنع كل التصريحات المسيئة للدوحة التى قد يدلى بها سياسيون ونواب فرنسيون فى البرلمان.
والغريب فى الأمر هو أن الوزير الفرنسى لم يترك لسفير قطر اختيار شركة الاتصال التى يريدها ووفق مواصفاته بل حثه على التعاقد مع شركة يملكها أحد المقربين إليه. ويشير الكتاب إلى أن الوزير الفرنسى كان يتلقى كل شهر 10 آلاف يورو من هذه الشركة.
وفى ما يخص هذا الموضوع، قال مسئول قطرى لم يكشف عن هويته للصحفيين الفرنسيين: «كان يقول (يقصد هنا الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان الفرنسي) للدبلوماسيين بصفتى وزيرا مكلف بالعلاقات مع البرلمان، أتحكم فى كل نواب الحزب الاشتراكى. فبإمكانى أن أمنعهم من طرح أسئلة تستهدف قطر وبالعكس بإمكانى أيضا أن أشجعهم على طرح الأسئلة لكن كل هذا لا يمكن أن أقوم به مجانا».
وأضاف الوزير الفرنسى لسفير قطر حسب ما ورد فى الكتاب: «مع شركة الاتصال هذه سأحميكم من أى أذى قد يأتى من البرلمان الفرنسى».
سفير قطر وجد نفسه أمام أمر الواقع. فلم يكن ينتظر مثل هذا الطلب لكنه أجاب للوزير الفرنسى فى خطوة منه لإبعاده: «اتركنى أتحدث قبل ذلك مع قطر».
فضيحة تذكرة السفر
نيكولا بايس نائب اشتراكى فى الجمعية الوطنية الفرنسية باسم منطقة كاليه. وهو عضو فى جمعية الصداقة الفرنسية القطرية وكان من بين المقربين للسفير القطرى السابق محمد جهان الكوارى.
بعد تعيين السفير القطرى الجديد مشعل آل ثانى، بعث له هذا النائب الفرنسى رسالة هاتفية وطلب منه المساعدة. النائب كتب: «أواجه حاليا مشاكل مالية كبيرة. والدة ابنى متعبة وأريد أن أسافر معها إلى الخارج، لكن إمكانياتى المالية لا تسمح لى بذلك». وواصل: «هل بإمكانك أن تستضيفنا فى فندق بالدوحة وتدفع تكلفة التذاكر على متن القطرية. هذا سيساعدنى كثيرا؟. شكرا لك».
بعد مرور بضعة أيام، أرسل له سفير قطر جوابا قائلا: «أتمنى أن وضع والدة ابنك قد تحسن. أنا آسف، قطر لا تدفع تكاليف العطلة للناس وحتى للسفراء». وواصل: «أدعوك إلى الذهاب إلى موقع الخطوط الجوية القطرية عبر الإنترنت. الشركة تقدم حاليا تخفيضات على التذاكر».
القائمة السوداء القطرية
قصة رشيدة داتى مع دولة قطر طويلة. بدأت عندما احتلت منصب وزيرة العدل خلال عهدة ساركوزى. زارت داتى عدة مرات قطر فى إطار مشروع لم ير النور والمتمثل فى بناء مركز إقليمى للقضاء مع الدوحة.
الأبواب كانت كلها مفتوحة لرئيس بلدية الدائرة السابعة فى باريس. هذه البلدية يقطنها أغنياء وسفراء دول عربية وأجنبية كثيرة.
الوزيرة السابقة فكرت فى تأسيس جمعية تضم سفراء وشخصيات سياسية واقتصادية هامة من الدائرة السابعة بباريس، ولتمويل مشروعها، طلبت من سفير قطر مشعل آل ثانى خلال مأدبة عشاء أن يوفر لها 400 ألف يورو لكن هذا الأخير رفض طلب رشيدة داتى وبعث لها رسالة رسمية يؤكد فيها ذلك.
وعوض أن تنتهى هذه القضية فى هذا الحد، راحت رشيدة داتى تنتقد السياسة الخارجية لقطر فى الإعلام الفرنسى، الأمر الذى أثار استغراب السفير القطرى مرة أخرى.
لكن تصرف داتى جعل مسئولى السفارة والحكومة القطرية يديرون ظهورهم لها، فبعدما كانت تملك علاقات طيبة معهم وتسافر إلى قطر برفقة والدها ووالدتها بأموال قطرية، أصبحت اليوم غير مرغوب فيها ومسجلة فى قائمة سوداء تضم شخصيات أخرى تتمنى السلطات القطرية ألا تعود أبدا إلى الدوحة.
الدرجة الأولى في الطائرة
دومنيك دو فيلبان رئيس الحكومة السابق فى عهد جاك شيراك أخذ هو أيضا نصيبه من الهدايا والامتيازات من قطر. فكان يشترط دائما أن يسافر على متن القطرية وفى الدرجة الأولى وألا يرفض كل الدعوات الموجهة له للمشاركة فى اللقاءات والمؤتمرات بالدوح.
كما كان دوفيلبان يدافع كثيرا عن هذا البلد الصغير مقابل امتيازات وكان يقول دائما بأن «فرنسا لا تملك أى دليل بتورط دولة قطر فى تمويل الإرهاب».
وإلى ذلك، كشف الكتاب عن قصص أخرى مثل تلك التى تتعلق بأعضاء جمعية الصداقة الفرنسية القطرية الذين كانوا يتلقون هدايا غالية الثمن كالساعات من نوع «روليكس» وشيكات مالية تتراوح قيمتها ما بين 5 إلى 6 آلاف يورو.
ولم تنس السفارة القطرية بباريس نساء النواب فهى أيضا عادة ما يتم تكريمهن عبر تقديم لها حقائب من الجلد من الطراز العالى كحائب لويز فيتون.
سر نيكولا ساركوزي
كان موقع «سلايت» الأمريكى، ذكر فى وقت سابق أن «ساركوزى» يعمل لحساب إمارة قطر بأجر يبلغ ثلاثة ملايين يورو (حوالى أربعة ملايين دولار أمريكي) فى السنة.
وقال الموقع إن «ساركوزى» سيعمل مع صندوق استثمارى مقره لندن ورأسماله حوالى 250 مليون يورو (320 مليون دولار أمريكي) من أجل توظيف أموال القطريين فى أوروبا، وخاصة فى مجال البناء والتعمير.
وأضاف أن قطر تريد الاستفادة من خبرة ساركوزى وخاصة علاقاته الجيدة مع حكومة وسط اليمين التى تقود إسبانيا حاليا، من أجل الحصول على صفقات ضخمة تصل أرباحها إلى ثلاثة ملايين يورو فى السنة (حوالى أربعة ملايين دولار أمريكي).
ويذكر أن ساركوزى فشل فى الحصول على ولاية رئاسية ثانية بعد خسارته فى انتخابات 2012 التى قادت غريمه الاشتراكى فرنسوا هولاند إلى قصر الإليزيه.
دولة قطر المتقلبة
كان الخبير الاقتصادى اللبنانى، مروان إسكندر، قد نشر كتابًا تحت عنوان «دولة قطر المتقلبة»، كشف فيه عن جانب كبير من العلاقات القطرية الفرنسية.
كشف الكتاب أن الشيخ تميم دفع «مؤخر» طليقة ساركوزى ما أدى لزيادة العلاقات بين الطرفين.
ويذكر «إسكندر» فى هذه المساحة أن «ساركوزى» أوضح للشيخ حمد فى أحد اللقاءات بينهما - أنه يريد تطليق زوجته سيسيليا لأنه يحب المطربة كارلا برونى، ولكنه اشتكى من أنها تريد 3 ملايين يورو كمؤخر للطلاق، وهو ما تكفل به ولى العهد آنذاك «تميم».
وفى 2007 وقعت قطر مع فرنسا عقد بقيمة 13 مليار دولار فى صفقة مع شركة إيرباص، وفى 2008 قضى الرئيس ساركوزى يومين فى قطر و6 ساعات بالسعودية، وكانت هذه غلطته الدبلوماسية لأن السعودية أكبر من قطر فى المساحة وعدد السكان لذا فإن تأثيرها أكبر من قطر.
وتمتلك قطر 12.03٪ من أسهم مجموعة لاجارد للإعلام، و 7.5٪ من شركة النفط توتال، و7.5٪ من فينسى و100٪ من نادى سان جيرمان و85٪ من شركة المصنوعات الجلدية لوتانور، وهى مملوكة للشيخة موزة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.