فضائح مدوية من الممكن أن تتسبب فى أزمة دبلوماسية بين فرنسا وقطر، خاصة أن لها أبعادا جنسية متهمة فيها المدعوة (الشيخة موزة)، كشف عنها كتاب (قطر.. الصديق الذى يريد بناشرا) الذى حقق مبيعات استثنائية خلال الفترة الأخيرة لأسراره الموثقة بالمستندات التى تنشر الغسيل القطرى القذر بمؤامراتها ضد كل الدول العربية لصالح الإسرائيليين والأمريكان! ليست (الشيخة موزة) كلمة السر فى كل المشهد القطرى ، كما يتصور البعض رغم دورها الدنىء، لكن (الخرتيت) حمد بن خليفة هو أساس كل ما وصل إليه العالم العربى من أزمات لأسباب نفسية معقدة ، حيث كان نعانى عندما كان ولى عهد قبل الانقلاب على أبيه بمساعدة اللوبى الإسرائيلى الأمريكى (إيباك) من سؤال ضباط الجمارك والأوروبيين عن مكان قطر «على الخريطة» ؟!.. فأصر أن يعرف العالم أين تقع بلده مهماكان الثمن فى جنون لا يضاهى القذافى وصدام !
(موزة) لعبت على عقد (حمد) وتملكته لدرجة كانت تعنفه أمام الضيوف لو أكل أكثر من نظامه الغذائى خاصة عندما يكون زائد الحجم بشكل ملحوظ، لكنه يحبها للدرجة التى كان يحب أن يتنقل معها على أحدث موديلات الدراجات البخارية فى الضواحى الفرنسية النائية ، حيث يبحثان عن المطاعم الصغيرة غير المشهورة بملابس غير رسمية يصل المتر منها إلى 15 ألف يورو! محاولات إغواء (القذافى) لموزة كان لها دور فى تورط (قطر) فى الإصرار على قلب نظامه وقتله، كما يقول الكتاب الفرنسى بنفس طريقة غضب (ساركوزى) من إغواء القذافى لزوجته الأولى لكن الكتاب لم يشر إلى علاقة العداوة بين سوزان مبارك وموزة التى كانت تزيد العداء بين مصر وقطر!؟
وفضح الكتاب العمالة والخيانة القطرية (فيما يدعى بالربيع العربى والمتاجرة بآلام المعانين من الأنظمة الفاسدة لنشر الفوضى فى المنطقة لإرضاء الأمريكان والإسرائيليين وتلميع الدور القطرى، بل وكشف الدور الصهيونى فى إقامة قناة (الجزيرة) بالتفاصيل، وتهييج الشارع العربى من خلال أجندة أسرائيلية بالتعاون مع التنظيم الدولى للإخوان فيما كان يعتزم حمد ترك كل هذا لابنه فى عام (2016) رغم ضغوط (موزة) وقدم موعد تخليه عن الحكم حوالى عامين ونصف العام بعدما رتبت موزة أوراقها بالتعاون مع أسيادها فى إسرائيل وأمريكا وأوروبا !
ويركز الكتاب وفقا لما جاء فى تقديمه على موقع دار (فايار) الإلكترونى، على الدور القطرى الذى وصفه بالمشبوه فى تحريك أحداث (الربيع العربى)، بما فى ذلك تسليح المعارضة فى بعض الدول التى تعيش اضطرابات واحتجاجات شعبية مع التركيز على الأحداث السورية، إلى جانب محور مطول وضح تاريخ العلاقات القطرية الإسرائيلية، ودور المخابرات الأمريكية فى تدريب المعارضة بدول الربيع العربى، كما خصص الكتاب محورلقناة الجزيرة وظروف تأسيسها وأهدافها، إضافة إلى محور تخوفات الفرنسيين من دور قطر فى المستقبل وغايته من شراء العقارات والأندية الفرنسية.
وتحدث الصحفيان نيكولا بو وجاك مارى بورجيه إلى الزوجة السابقة للمدعو يوسف القرضاوى والنائبة فى البرلمان (أسماء بن قادة) وأورد على لسانها أن القرضاوى زار إسرائيل سرا فى 2010 ، وهو حائز على إشادة رفيعة جدا من الكونجرس الأمريكى ، غير مدرج على لوائح الإرهاب وغير ممنوع من دخول الأراضى الأمريكية كما روج له سابقا.
ويكشف الكتاب فى صفحاته الأولى أن الربيع العربى مؤامرة حكيت بدقة فى الغرف السوداء ، ليتحدث عن الخطوات العملية لإطلاق هذا الربيع ، حيث أسس المصرى هشام مرسى صهر (القرضاوى) أكاديمية التغيير ضمت العديد من الهاكرز والمدونين وأطلقت فى يناير 2011 العملية التونسية التى كانت تدار مباشرة من الولاياتالمتحدة ، فيما أكد بالمستندات والتحقيقات الاستقصائية أن إطلاق قناة الجزيرة كانت فكرة صهيونية عمل على تنفيذها الإخوان ديفيد وجان فريدمان وهما يهوديان فرنسيان وأنهما من خلال الأعضاء فى منظمة الأيباك أو لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية تمكنا من إقناع أمير قطر بهذا الأمر ، حيث وجد فيه فكرة مثالية تخدم بلاده من جهة وتفتح أبواب العالم العربى لإسرائيل من جهة ثانية.
وفى ثلاثمائة صفحة يقول مؤلفا الكتاب نيكولا بو وجاك مارى بورجيه إنهما أجريا تحقيقات عميقة ومفصلة لكشف خبايا الصفقات الدولية التى عقدتها قطر، والعلاقات السرية بين أميرها حمد بن خليفة والقرضاوى وتفاصيل علاقتهما بإسرائيل وأمريكا ويقول مؤلفا الكتاب إن حمد بن خليفة ، أمير قطر المبعد من ابنه قرر أن يترك السلطة نهائية فى 2016 قبل تخليه عن الحكم لولى العهد فى وقت سابق هذا العام مع صدور الكتاب على الرغم من الاعتراضات العنيفة لزوجته الشيخة موزة على هذا القرار.
وينقل الكتاب حوارا دار بين الأمير حمد وأحد أصدقائه فى ربيع 2012 ، قال فيه الأمير لصديقه : قررت أن أترك الساحة بعد أربع سنوات ، لابد من إفساح المجال أمام الشباب ، ويسأله الصديق : (أتظن أن حمد بن جاسم سيوافق على قرارك هذا، أو حتى أنه ينوى ترك السلطة بدوره ؟). فيرد الأمير : (حمد سيفعل ما آمره به) يستمر اعتراض الصديق : (لكن حمد يصغركم بتسعة أعوام) ، فيرد الأمير : (مادام أنا موجود فسيظل حمد موجودا المبعد من أبيه ، أما لو ذهبت ، فسيذهب معى).
وفقا للكتاب يقول الأمير لصديقه القديم : (أتعلم أود الرحيل منذ فترة طويلة ، لكن الشيخة موزة هى التى تعارض ذلك. إنها تحاول دفعى لأن أفعل مثلها ، أن أستمر فى أعمالى فى قيادة قطر. وحتى عندما فكرت فى إسناد 80٪ من سلطاتى إلى تميم ، رفضت موزة. إننا جميعا أسرى لزوجاتنا ، لكننى قلت لها أخيرا بوضوح : أربعة أعوام وبعدها (خلاص) سوف أترك السلطة).
ويتوقف الكاتبان طويلا عند تأثير الشيخة موزة على الأمير حمد ، ويذكر أن شهادة أحد المقربين الأجانب من الديوان الملكى القطرى عن شكل العلاقة التى تجمع بين الأمير وزوجته ، يقول فيها : (عندما كنت فى الدوحة ، كان الأمير يدعونى مع أسرتى لتناول الغداء مع أسرته فى نهاية الأسبوع ، وفى أحد الأيام ، استقبلنا مازحا وهو يقول عن زوجته : إن مزاجها سيئ اليوم ، لحسن الحظ أنكم جئتم لتغيروا الجو. وجلسنا نتناول الغذاء على المائدة ، فى تلك الفترة كان الأمير أكثر بدانة بكثير من الآن ، وكان يوزغه بكوعه طيلة الوقت لكى تملأ المضيفة اللبنانية طبقى بالطعام وتملأ له طبقه بدوره ، إلا أن الشيخة موزة كانت له بالمرصاد، ومنعته من الأكل الزائد قائلة : أعرف تماما ما الذى تفعله. كف عن هذه الألاعيب).
ويتطرق الكتاب إلى عادات حمد بن خليفة قائلا : (فى الصيف ، يحب الأمير أن يبحر على متن يخته الخاص فى البحر المتوسط من جزيرة (مايوركا) فى إسبانيا وحتى (كوت دازور). وغالبا ما يمر فى هذه الرحلة على باريس التى يمتلك فيها شقة مساحتها 800 متر مربع مكونة من طابقين فى حى ريفولى الراقى، إضافة بالطبع للقصر الفخم الذى يملكه فى فرساى. وعلى الرغم من أنه يحب أن يظل مرتديا الزى القطرى التقليدى (الدشداشة) البيضاء معظم الوقت ، فإنه يقوم أيضا باستدعاء الترزى الإيطالى الأكثر شهرة فى العالم (ألبرتو كابال) لكى يقوم بتفصيل بدله الرسمية الخاصة التى يرتديها فى المناسبات الرسمية فى الخارج ، والتى يتكلف المتر الواحد من قماشها 15 ألف يورو.
ويكشف الكتاب الطبيعة المغامرة لأمير قطر فيؤكد: (أمير قطر يعشق ركوب الموتوسيكلات ، والتجول بها فى مناطق جنوبفرنسا الساحرة ، حيث يحب أن يتناول الغذاء فى المناطق التى لا يعرفه أحد فيها هو وزجته. ويحكى أحد أصدقائه الفرنسيين: فى يوم تلقيت مكالمة من الأمير حمد ، كان يتناول غذاءه مع الشيخة موزة ، وطلب منى أن أنضم إليهما. وعندما التقيته ، كان يرتدى ملابس غير رسمية ، وقال لى : هنا على الأقل ، أنا واثق من أننى لن أقابل أحدا من عرب الخليج (الذين لا يحبهم على الإطلاق) ، أنا هنا أنعم بالهدوء. وعندما كان الأمير يقيم فى السنوات الأخيرة فى منزله فى مدينة كان الفرنسية ، كان يحب أن يركب الموتوسيكل ، ووراءه الشيخة موزة ، ليكتشفا معا المطاعم الصغيرة فى فرنسا.
وفى محاولة لفهم سر العلاقة الوثيقة التى تجمع بين أمير قطر وزوجته يشير هذا الكتاب المهم إلى أن طفولتهما الصعبة كانت أحد العوامل التى رأى الأمير أنها تقربه من زوجته. ويقول الكاتبان : (ولد الأمير حمد فى 1952 ، وتوفيت والدته (عائشة العطية) أثناء ولادته ، وتولى خاله تربيته مع ابنه حمد العطية الذى أصبح لاحقا رئيسا لأركان الجيش القطرى. وعانى الأمير من طفولته من إحساسه القاتل بالعزلة ، تماما مثل زوجته المستقبلية الشيخة موزة ، التى عانت من استبعاد عائلتها ونفيها من قطر، وغالبا ما وجد الأمير نفسه متوحدا من الصعوبات التى شهدتها زوجته فى صباها فى مرحلة ما كان يعانى من العزلة والوحدة فى طفولته ، والطفولة الصعبة صفة مشتركة تجمعه بالشيخة موزة.
كما يتحدث الكاتبان عن عقدة الإحساس بصغر قطر وضرورة منحها حجما أكبر ، فيقول : (كان الأمير مصمما على أن يمنح لقطر هوية ، ويجعل لها وجودا ملحوظا ، ولافتا على خريطة العالم ، الأمر كله ينطلق من عقدة قديمة تكونت عندما كان طالبا فى الأكاديمية العسكرية الملكية فى بريطانيا ، وكان يشعر بالغيظ فى كل مرة يقدم فيها جواز سفره لضباط الجمارك الأوروبيين ، فيسألونه : أين تقع قطر على الخريطة ؟)
ويروى أحد أفراد العائلة المالكة القطرية لمؤلفى الكتاب عن واقعة حدثت بين أمير قطر وأحد أبناء عائلة الفردان ، وهى إحدى العائلات الكبرى فى قطر: (فى مرحلة ما ، ولسبب ما قرر على الفردان أن يتنافس مع الأمير حمد بشكل مستفز أصبح يلاحقه فى كل الأماكن التى يقضى فيه إجازاته ، وفى إحدى المرات كان الأمير يقضى إجازته فى جنوبفرنسا ، فوصل (على) مستعرضا نفسه جواره ، يحيط به حراسه الشخصيون ، وسياراته الفارهة ، لم يتقبل حمد هذا الاستعراض ، وقرر تأديبه فيما بعد بإفساد عدة صفقات تجارية مؤثرة له. لم يمنع هذا الأمير من أن يكون بدوره قناصا بارعا للصفقات والفرص خاصة بعد أن تولى الحكم. وعندما طلب السعوديون من الأمريكان ترك الأراضى المقدسة والرحيل بقاعداتهم العسكرية سارع (حمد) بدعوتهم لإقامة قواعدهم فى قطر، وكان هو الذى بادر وعرض ذلك عليهم.
ويقول أحد البدلوماسيين الفرنسيين السابقين فى الدوحة : هذا هو نفس المنطق الذى يتعامل به الأمير حمد فى دعمه لثورات الربيع العربى ووصول الإسلاميين للحكم فيها. إنه لم يتصرف من منطلق عقائدى ولا دينى ، فهذا ليس ما يشغل باله. إنه يتحرك مفكرا فى الفرص التى يمكنه استغلالها. فمنذ اللحظة التى استضافت فيها قطر ومولت القرضاوى ، ومنذ أن صار أصدقاؤه من الإخوان وحدهم ، هم من يملكون قواعد منظمة فى قلب العالم العربى بفضل قناة الجزيرة التى قامت بت وصيل رسالتهم ، قال الأمير حمد لنفسه إن أمامه فرصة لأن يكون مع الشارع ، ويصبح له دور إقليمى فعلى وحقيقى فى نفس الوقت.
ويعتبر الكاتبان ثورات (الربيع العربى) نتاج تخطيطى قطرى غربى ومؤامرة حيكت بدقة فى الغرف السوداء ، ويروى الكتاب قصة الباخرة (لطف الله) التى أوقفها الجيش اللبنانى أثناء توجهها محملة بالسلاح إلى سوريا منذ حوالى عام. مؤكدا أنه (مع بداية الربيع السورى ، أغمضت الأسرة الدولية عيونها عن البواخر المحملة بالسلاح منقطر وليبيا عبر لبنان إلى سوريا ، ولكن عمليات التهريب هذه ازدادت بشكل سبب قلقا للموساد الإسرائيلى ، فأسرع غلى إبلاغ قوات الطوارئ الدولية والجيش اللبنانى ، وهكذا تم توقيف الباخرة (لطف الله) فى 27 أبريل عام 2012 فى البحر ، وكان ذلك إنذارا للدوحة لكى تكون أكثر سرية فى عملياتها ولتخفف من دعمها للجهاديين. اكتشف الجميع أن قطر ساعدت هؤلاء الجهاديين أيضا بمستشارين وبينهم (عبدالكريم بلحاج) القيادى القاعدى سابقا، الذى أصبح لاحقا أحد المسئولين فى ليبيا.
ويوضح الكتاب أن رئيس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم الذى يعيش حاليا حالة تنافس صعبة مع ولى العهد الشيخ تميم ، ليس من المتعاطفين مع الفلسطينيين. وينقل الكاتبان عن رجل أعمال مقرب من (بن جاسم) قوله أنه وحين كان معه يشاهدان التليفزيون ، سمعه يصرخ عندما رأى المسئولين الفلسطينيين قائلا : هل سيزعجنا هؤلاء الأغبياء طويلا ؟
وفيما يخص التليفزيون فإن الكاتبين الفرنسيين يغوصان فى أسباب تأسيس قناة (الجزيرة) أو التليفزيون الذى يملك دولة على حد تعبيرهما: خلافا للشائع ، فإن فكرة إطلاق قناة الجزيرة لم تكن وليدة عبقرية الأمير حمد برغم أنه رجل ذكى. هى كانت نتيجة طبيعية لاغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلى إسحق رابين فى 1995 ، فبعد الاغتيال قرر الإخوان ديفيد وجان فريدمان ، وهما يهوديان فرنسيان عمل كل ما فى وسعهما لإقامة (السلام) بين إسرائيل وفلسطين ، وهكذا اتصلا بأصدقائهما من الأمريكيين الأعضاء فى (إيباك) الذين ساعدوا أمير قطر فى الانقلاب على والده لإقناع هذا الأخير بالأمر. وبالفعل وجد (الشيخ حمد) الفكرة مثالية تخدم مطامعه من جهة وتفتح أبواب العالم العربى لإسرائيل من جهة ثانية.
ويقول الكاتبان إن الأمير أخذ الفكرة من اليهوديين وأبعدهما بعد أن اتهمته الرياض بالتأسيس لقناة يهودية ، ويتوقفانعند تعيين الليبى محمود جبريل مستشارا للمشروع بقولهما : إن الأمريكيين بعد إطلاق الجزيرة ، سلموه أحد أبرز مفاتيح القناة ، وهذا ما يثبت أن هدف القناة كان قلب الأمور فى الشرق الأوسط. هذه كانت مهمة جبريل الذى أصبح بعد 15 عاما رئيسا للمجلس الوطنى الانتقالى فى ليبيا.
وليس (محمود جبريل) وحده من يشار إليه كأحد الأسباب الأمريكية فى الربيع العربى.. بل يضيفان: (اتخذت أمريكا قرارا بتغيير الوطن العربى من خلال الثورات الناعمة من خلال وسائل التواصل الاجتماعى فى سبتمبر 2010 نظم محرك جوجل) فى بوادبست منتدى حرية الإنترنت. أطلقت بعده وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت مؤسسة شبكة مدونى المغرب والشرق الأوسط وسبق ذلك وتبعه سلسلة من المنتديات فى قطر بعنوان (منتدى الديموقراطيات الجديدة أو المستعادة). شارك فى أحدها فى فبراير 2006 بيل كلينتون وابنته وكونداليزا رايس ، وتم الاتفاق على وثيقة سرية باسم (مشاريع للتغيير فى العالم العربى).
وكان من نتائج ذلك أن أسس مصرى يدعى هشام مرسى ، وهو صهر للشيخ يوسف القرضاوى ، (أكاديمية التغيير). تضم المؤسسة عددا من (الهاركز) والمدونين. وهذه الأكاديمية أطلقت فى يناير 2011 العملية (التونسية) التى كانت تدار مباشرة من الولاياتالمتحدة. ويذكر الكاتبان اسم الأمريكى (جين شارب) صاحب فكرة (الثورة بدون عنف) ، وهى الثورة التى تستند إلى الإنترنت وإلى (فيديو التمرد) بحيث يتم تصوير مشاهد تثير التعاطف حتى ولو كانت مفبركة. و(جين شارب) هو مؤسس (معهد أينشتاين) بإشراف الاستخبارات الأمريكية مع الزعيم القومى الصربى (سردجا بوبوفيتش) الذى عمل للثورات البرتقالية فى أوكرانيا وجورجيا.
ويؤكد الكتاب أن (شارب) راح يستقبل المتدربين الذين ترسلهم قطر وأمريكا إلى بلجراد ، وفى معهد أينشتاين تدرب محمد عادل أحد أسماءالربيع العربى فى مصر وفق وصف الكتاب وهو عضو فى أكاديمية التغيير فى قطر ويشرح الكاتبان الفرنسيان أساليب الفبركة الإعلامية.
يسوقان أمثلة كثيرة تم الاستفادة منها واقتباسها ، وبينها مثلا تلك الصور التى نشرتها القنوات الأمريكية فى 1991 لطيور الغاق التى قالت إن مازوت الرئيس العراقى الراحل صدام حسين قتلها ، بينما هى صور مأخذوة أصلا من غرف باخرة تورى كانيون فى بريطانيا ، كما تم تصوير لقطات أخرى فى استوديوهات أمريكية.
ويضم الكتاب معلومات خطيرة عن كيفية احتلال ليبيا وقتل القذافى ، كما يشككان بحوادث مقتل 3 شخصيات على الأقل من العارفين بأسرار (كرم القذافى) مع الرئيس الفرنسى السابق نيكولا ساركوزى وغيره ، وبينهم وزير النفط السابق (شكرى غانم) الذى قيل أنه مات غرقا فى سويسرا. ويضيفان : (مصالح مالية هائلة كانت وراء ضرب ليبيا ، وبينها الودائع المالية الكبيرة للعقيد فى قطر، وكان وراءه أيضا رغبة قطر فى احتلال مواقع العقيد فى إفريقيا ، حيث مدت خيوطها المالية والسياسية تحت ذرائع المساعدات الإنسانية).
ويذكر الكتاب قصة غضب ساركوزى من القذافى حين حاول إغراء زوجته الأولى (سيسيليا) أثناء زيارتها إلى ليبيا لإطلاق سراح الممرضين المتهمين بضخ فيروس الإيدز فى دماء أطفال ليبيين ، ويسوقان إشارة مماثلة عن الشيخة موزة والعقيد. ويستند الكاتبان إلى السيدة أسماء مطلقة القرضاوى ، وهى سيدة جزائرية أصبحت عضوا فى مجلس الشعب فى بلادها ، ووفقا لما ذكره الكتاب فإنها تقول (بالنسبة لى فإن القرضاوى وسيلة ضغط ، وهو زار سراً إسرائيل بداية 2010 ، وحصل على شهادة تقدير من الكونجرس الأمريكى ، ودليلى على أنه عميل هو أن اسمه ليس موجودا على لائحة الشخصيات غير المرغوب فيها فى الولاياتالمتحدة).
وإذا كان (نيكولا بو) و(جاك مارى بورجيه) ، يشرحان بالتفصيل حجم الاستثمارات القطرية الهائلة فى فرنسا ، وكيف أن القادة القطريين اشتروا معظم رجال السياسة وأغروا الرئيس السابق (ساركوزى) والحالى (فرانسوا هولاند) بتلك الاستثمارات ، ووظفوا وزير الخارجية السابق (دومينيك دوفيلبان) محاميا عندهم ، فإنهما بالمقابل يشيران إلى بداية الغضب الفرنسى الفعلى من قطر بسبب اكتشاف شبكات خطيرة من التمويل القطرى للجهاديين والإرهابيين فى مالى ودول أخرى.
هى شبكة هائلة من المصالح جعلت قطر تسيطر على القرار الفرنسى وتشترى تقريبا كل شىء ، بما فى ذلك مؤسسة الفرنكوفونية. لكن كل ذلك قد لا ينفع طويلا صحيح أن قطر اشترت كثيرا فى فرنسا من مصانع وعقارات وفرق رياضة إلا أن هولاند، الذى أنقذت الشيخة موزة أحد أبرز مصانع منطقته الانتخابية، تجنب زيارة قطر فى أولى زياراته الخارجية حيث ذهب إلى السعودية ثم الإمارات.
ومن الأمور اللافتة فى صفقات المال والأعمال ، أن رفيقة الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند وأثناء مشاركتهما فى قمة دول مجموعة الثمانى فى واشنطن أهدت زوجة الرئيس الأمريكى حقيبة يد من ماركة (لوتانور) ، أى المصنع الذى أنقذته الشيخة موزة، فارتفعت فجأة مبيعات المصنع.
من المرجح أن يثير الكتاب ضجة فى فرنسا والخارج ، والكتاب هو واحد من سلسلة كتب أصبحت متوافرة فى المكتبات الفرنسية لكشف ملابسات الكثير من القرارات السياسية التى اتخذت بين قطر وفرنسا ، وكانت خلفها مصالح مالية كبيرة ، ولشرح أن هناك مشروعا خطيرا وقف خلف الربيع العربى.