ليست الروعة فى المشهد المهيب الذى شهدناه خلال افتتاح الرئيس السيسى وضيوفه للقاعدة العسكرية العملاقة فى صحراء مصر الغربية وإنما الروعة والعظمة والشموخ فى استعادة مصر لمكانها ومكانتها باعتبارها عنوانا لقوة العرب التى تمكنهم من إحباط المؤامرات وصد الغزوات واستعادة زمام المبادأة فى كل ما يخص شئون المنطقة. وهذا الذى أقوله ليس نوعا من الحماسة لمصر، وإنما هو قراءة أمينة ودقيقة لنبض الشارع العربى الذى عاش سنوات مظلمة نتيجة اختطاف مصر بعيدا عن هويتها الوطنية ودورها القومى بعد أحداث 25 يناير 2011 التى أدت إلى تعدد وتصادم الرؤى والانزلاق إلى بحور عميقة من الحيرة حول الرايات الجديدة التى رفعتها جماعة الإخوان لكى تسحب من مصر عروبتها وانتماءها الإفريقى وروابطها المتوسطية وتكفير الحقبة الفرعونية وما أنتجته من نهضة حضارية لصالح الإنسانية كلها. ثمة إحساس يسود العالم العربى بعد المشهد المهيب لافتتاح قاعدة عسكرية ضخمة تحمل اسم اللواء محمد نجيب أول رئيس للجمهورية فى مصر بعد ثورة 23 يوليو عام 1952 بأن قوته الكبرى قد عادت إليه بعد أن فشلت محاولات عزل مصر بعيدا عن أمتها خلال السنوات العجاف لتتجدد الآمال مرة أخرى فى استعادة التضامن العربى وجمع الصف ولم الشمل وتوحيد الكلمة حتى يمكننا النظر بعيون الأمل إلى المستقبل المنشود. فى قاعدة محمد نجيب العسكرية إشارات لا تخطئها العين بأن قوة مصر تعنى قوة الأمة العربية وقدرتها على مواجهة الأخطار الإقليمية والدولية تحت رايات المصالح المشتركة المستندة إلى ركائز قومية ودينية وتاريخية وجغرافية تمثل جميعها مداخل صحيحة لتعميق التآخى والتآلف والتآزر ونبذ كل أسباب الخلاف والفرقة والقطيعة لأنه لن يضير الأمة العربية أن يخرج من الصف دولة شاردة ريثما تعود إلى رشدها مثل باقى أشقائها!. وأظن أن الكل يعلم أن مصر لا تبحث عن زعامة وإنما هى تؤمن بحقيقة دورها وتؤكد قبولها لتحمل مسئوليتها فى خدمة قضايا أمتها دون أن تخشى المجهول أو تتهيب الخطر! خير الكلام: لا تستثيروا السباع من مرابضها فتندموا ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله