تصاعدت أزمة تشغيل مصنع موبكو للأسمدة بدمياط بعد أن قام الأهالي المعترضون علي تشغيل المصنع بالهجوم علي مقره داخل المنطقة الحرة وتحطيم بعض محتوياته والاشتباك مع عمال المصنع وأسفرت الاشتباكات عن إصابة نحو16 من الأهالي والعمال علي مدي الأيام الأخيرة من الأسبوع الماضي. ولم يعد هناك حديث الآن داخل محافظة دمياط إلا عن تصاعد أحداث مشكلة مصنع موبكو المتوقف عن العمل منذ شهر نوفمبر الماضي خاصة بعد الاشتباكات التي وقعت الأربعاء الماضي بين أهالي السنانية المحتجين علي تشغيل المصنع وعمال المصنع المعتصمين داخله والتي أسفرت عن إصابة11 شخصا من الطرفين واكتملت فصولها يوم الجمعة وأسفرت عن إصابة خمسة عمال من المصنع. جاءت تلك الأحداث علي خلفية قيام العشرات من عمال المصنع بالدخول في اعتصام مفتوح وإضراب عن الطعام داخل المصنع اعتراضا منهم علي عدم وجود جدية من مسئولي الحكومة لاعادة تشغيل المصنع المتوقف عن العمل رغم حصولهم علي حكم قضائي بتشغيله وتقديمه خطة توفيق أوضاعه للجنة العلمية المشكلة لذلك والتي كلفت الشركة مائة مليون دولار بينما خشي الأهالي أن يكون هذا الاعتصام هو بداية تشغيل المصنع دون موافقتهم فحدثت الاشتباكات وما تلاها من اصابات وتكسير لغرفة التحكم الرئيسية بالمصنع( الكنترول). وقال م.حسن عبد العليم رئيس مجلس ادارة شركة موبكو للأسمدة إن خسائر المصنع من جراء اعتداءات الأهالي بلغت نحو2 مليون دولار بعد تحطيم غرفة التحكم وسلب ونهب بعض المتعلقات بالشركة متسائلا عن كيفية وصول الأهالي للمصنع عن طريق المنطقة الحرة تحت سمع وبصر الأجهزة الأمنية رغم وجود منطقة جمركية بالمنطقة, مشيرا إلي أن جميع العاملين رفضوا العودة للمصنع مرة أخري بعد الاعتداء الأخير علي عمال تبريد تنك الأمونيا وكسر ذراع أحد المهندسين ورغم إرسال تحذيرات للجهات الأمنية من الهجوم الأخير محذرا من تسريب مادة الأمونيا بعد وقت معين خاصة انه لم يعد هناك داخل المصنع أحد من العاملين- خوفا علي حياتهم- لكي يستطيع التعامل مع تنك الأمونيا. وأشار إلي أن مجلس الادارة سيعقد اجتماعا طارئا خلال الساعات القليلة القادمة لبحث الموقف خاصة أن مايحدث يعد ضربة موجعة للاستثمار داخل مصر إذا علمنا أن الشريك الأجنبي ينوي حاليا اتخاذ إجراءات التحكيم الدولي وفي حالة الحصول علي حكم لصالحه فسيحصل علي تعويض مالي يقدر بقرابة8 مليارات دولار خاصة أن ادارة المصنع حصلت علي حكم قضائي بالتشغيل. ويقول اللواء طارق حماد مدير أمن دمياط اننا قمنا بزيادة الخدمات الأمنية سواء داخل المصنع أو خارجه من ضباط نظام ومباحث ويوجد تشكيل أمن مركزي داخله, كما أننا نواصل جهودنا الأمنية لحل المشكلة حيث قمنا بعقد اجتماع مع بعض أهالي السنانية المعتصمين لتشغيل المصنع لتهدئة الأمور وخرجنا بتعهد ملزم منهم بعدم التعرض لعمال الصيانة والتبريد الموجودين داخل المصنع وقاموا بعمل محضر بذلك. بينما حمل حسن شعراوي منسق ائتلاف ضد مصانع الموت بدمياط مسئولية فشل المفاوضات الخاصة بإعادة تشغيل المصنع علي المسئولين عن المصنع مؤكدا أنهم يتعمدون إفشال أية مفاوضات للاتفاق بين جميع الأطراف, موضحا أن الائتلاف قد جمد أعماله لحين اتضاح الرؤية بالنسبة لهذه المشكلة بينما استقر الأهالي علي طلب واحد وهو ضرورة ازالة المصنع وتوسعاته بصفة نهائية, قائلا اننا لن نتفاوض معهم مرة أخري بعد ان تسببوا في اثارة الفتنة بين الأهالي بعضهم وبعض. علي الجانب الآخر أصدر العاملون بمصنع موبكو بيانا أمس أكدوا فيه أنهم تحملوا علي مدي الأشهر الثمانية الأخيرة مالا يطيقه بشر في سبيل القيام بواجبهم الوطني للحفاظ علي أمن وسلامة أهل دمياط ولضمان استمرار التبريد لخزان الأمونيا رغم الحصار المفروض عليهم والاعتداءات المتكررة التي تمت تحت مرأي ومسمع كل الأجهزة بدمياط وماتم من إجلاء العاملين وفض اعتصامهم بالقوة من جانب الشرطة والجيش والأهالي وقد أصبح المصنع خاليا من العاملين الذين كانوا يقومون بعملية المتابعة والتحكم في عملية تبريد خزان الأمونيا ومعداته المساعدة ولذلك يعلنون عدم مسئوليتهم وأنهم لن يعودوا إلي مصنعهم مرة أخري إلا بعد الاتفاق الشامل واللازم بين جميع الأطراف المعنية لتشغيل المصنع.