يتناول الكتابظاهرة الاستبداد, من خلال فكر أربعة يمثلون الفكر السياسي في هذه الظاهرة, وهم الشيخ محمد الغزالي والمفكر عبد الرحمن الكواكبي, كممثلين للفكر السياسي السني, والإمام النائيني ومحمد خاتمي كممثلين للفكر السياسي الشيعي. و يتضمن الكتاب تحليل لظاهرة الاستبداد من حيث أصلها وتطورها, والربط بين هذا التطور, وتطور موضوعات الفكر السياسي بصفة عامة, ومعرفة الآليات المسببة لها, بالتركيزعلي الرافدين الأساسيين في الكتاب; السني والشيعي, ومحاولة كشف أوجه التشابه بينهما. وتري المؤلفة أن معظم الأنظمة السياسية في العالمين العربي والإسلامي مستبدة, وأن الاستبداد الديني تزامن مع الاستبداد السياسي الذي تحمله مسؤولية وهن الأمة ولكنها لا تتحدث عن المواطنين بل تطلق عليهم مصطلح الرعية., وتفسر غياب نظرية عامة لمصادر مفهوم الاستبداد في الفكر السياسي الإسلامي الحديث والمعاصر قائلة إن هناك إرادة من جهات عديدة إسلامية أو عربية في إدخال بعض مصادر الفكر السياسي الإسلامي بصفة عامة ضمن المحظورات أو الممنوعات من التداول. والكتاب في الأصل رسالة دكتوراه قدمتها الباحثة اليمنية الدكتورة هناء البيضاني, وهي ابنة الدكتور عبد الرحمن البيضاني نائب رئيس الجمهورية اليمني الأسبق, لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة, قبل أن تقوم بإعدادها في صورة كتاب قدم له الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية الذي أشار في مقدمته إلي أن الفكر السياسي في التراث الإسلامي عني بقضايا تخص بروتوكولات دار السلطنة أما ما يخص شؤون المواطنة وحقوق الرعية ونصيحة الحكام وأحكام المعارضة السياسية فلا نعثر عليه إلا نادرا في تراثنا السياسي, وهو الأمر الذي يجعل الكتاب إضافة مهمة للمكتبة العربية في ظل تزامنه مع ثورات الربيع العربي التي نجحت فيها الاحتجاجات الحاشدة المراهنة علي التغيير في خلع رؤوس الأنظمة الحاكمة في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن ومازالت تتواصل الاحتجاجات في سوريا. صدر عن الدار المصرية اللبنانية